مصر هي قلب العروبة وحصن الإسلام الوسطي المعتدل، وما يجري اليوم هو صراعٌ على قلب مصر.
والأوضاع في مصر لن تستقر، وهي مقبلة على مرحلة من الصراع الداخلي الذي قد يمتد لسنوات، كما جرى في العراق بالأمس، وكما يجري اليوم في سورية وليبيا وتونس وغيرها من بلدان الربيع العربي.
مصر شهدت ثورة شعبية أطاحت بحكم العسكر، الذي سيطر على الحكم ستين عاماً من الفساد والقمع والاستئثار بالسلطة، حتى فكر الرئيس المخلوع (الأول) حسني مبارك بتوريث الحكم لابنه جمال، وكان ذلك احد عوامل تأجيج غضب الشعب المصري، إلى جانب سياساته الخارجية وعلاقاته مع الولايات المتحدة و»إسرائيل».
من خلفوا مبارك، لم يتجاوزوا ميراثه في الكثير من الأمور والأخطاء، وارتكبوا أخطاء إضافية أسرعت في تأجيج الثورة ضدهم، وقد استغل الجيش الفرصة للعودة مجدّداً للحكم، بدعم وتأييد خارجي.
اليوم، قد يمسك العسكر الأوضاع بالقوة، لكنه لا يملك حلولاً لمصر التي تحكّم في مفاصلها السياسية والاقتصادية ستين عاماً. لذلك ليس من المتوقع أن تستقر الأوضاع في مصر.
حين وصل الاخوان للحكم عبر الانتخابات، اختار الرئيس المخلوع (الثاني) محمد مرسي التوجّه إلى أكبر دولةٍ خليجيةٍ، للتقليل من المخاوف والشكوك تجاه أجندة التنظيم العالمي للاخوان المسلمين. هذه الزيارة لم تنجح، وحين تم إسقاط حكم الاخوان، كان الخليجيون أول من بارك، وأسرع من دعم. كانت لحظة مفاصلةٍ كبرى، أنهت خمسين عاماً من العلاقات الدافئة، حيث كانت ملجأً للكثير من القيادات الإخوانية المطَارَدَةِ، منذ أيام جمال عبدالناصر.
اليوم، إمداد الحكم العسكري الجديد بالمال لن يحل مشاكل مصر، لأن أزمة مصر ليست ماليةً فقط، وإنّما تتعلق بطريقة الإدارة السياسية والتوزيع العادل للثروة، وحفظ حريات الشعب وكرامته. إنها تتعلق بالثقافة الجديدة التي طرحها الربيع العربي.
مصر على مفترق طرق، وكما انتشى الاخوان طوال عام حين أمسكوا بالسلطة، معوّلين على مبدأ «الشرعية»، ينتشي العسكر اليوم بعودته إلى السلطة، معوّلاً على دعم القوى المناهضة للاخوان في الداخل والخارج. وهو أمرٌ غير منتج، خصوصاً بعد تعرّضهم للتصفيات، ما يحوّلهم في نظر الكثيرين من جلادين إلى ضحايا.
يجب أن لا نستهين بما جرى في مصر، فقد كان إعلاناً عن سقوط النخبة السياسية، الحاكمة والمعارضة، الإسلامية والعلمانية، على السواء. وفي حين احتاج سقوط العسكر إلى ستين عاماً، لم يحتج سقوط أكبر تنظيم سياسي ديني لأكثر من عام. أما النخبة الدينية ممثلةً بمشيخة الأزهر، فقد بدا انحيازها واضحاً للسلطة الجديدة، بما يشبه التواطؤ والتأييد غير المشروط. أما النخبة العلمانية فقد تساقطت أوراقها ورقةً ورقة، في هذا الاختبار العصيب، (البرادعي، صباحي...)، وهي أسماء فشلت في الانتخابات وارتضت التحالف مع العسكر لإسقاط عدوهم المشترك. لقد كان ذلك إعلاناً بسقوط النخبة السياسية المصرية كاملةً.
لا تتوقعوا أن تستقر مصر قريباً، فالاخوان يشعرون بتعرضهم لمؤامرة اشترك فيها الداخل والخارج، وقد يمر وقتٌ طويلٌ حتى تخرج من بينهم قياداتٌ تقبل بأنصاف الحلول. كما أن دفع المال بسخاءٍ للسلطة القديمة الجديدة، قد يكسب ودها ويشتري مواقفها، لكنه لن يقدّم لمصر حلولاً لأزمةٍ مستعصيةٍ كان سببها استبداد العسكر العائد مجدّداً إلى الحكم.
كل العرب، عرب الاعتدال وعرب المقاومة، يتابعون تقلبات مصر، فإذا تعافت تعافى العرب جميعاً، وإذا مرضت مرض الجميع.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4005 - السبت 24 أغسطس 2013م الموافق 17 شوال 1434هـ
انها لعبة امم كبرى
انها لعبة امم كبرى. لكن اوضاع مصر لن تهدأ بعد اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل. وهذه هي البداية.
المال
المال وما ادراك مايصنع المال يقلب القلوب ويفرق النفوس
ما ان دخلت دول الخليج على الخط المصري بمالها حتى تيقن المتتبع ان الاور ليست الى خير
يبدد النور الظلام لكن لا يقضي عليه
ليست من الأسرار أن مشاكل في الإفتاء ومشاكل إفشاء أسرار ومشاكل خيانة والكثير الكثير من المشاكل التي تشاكلت وتجمت في مصر إم الدنيا.قيل الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه بينما قيل لهم إذا إختلفتم في شيء فردوه الى الله لكن مثل ما يعاقب الليل النهار بضيائه ونوره يعود الليل بظلمته من جديد وهكذا كل يوم هل يعني الزمن ثابت لكن الناس تتناحر وتتنافر وتختلف وتختلق لها ديانات ومذاهب لم ينزلها الله لكنهم إدعوا زورا وبهتانا حتى على الله؟.
ما تقول عقول أو عجول - أو فقط في مصر أرض الكنانة المكناة بأم الدنيا
إحتارجحا على صرعات المجتمعات يعني يتسارعون أو يتصارعون لكن على الصراط المستقيم ما يتنافسون؟ يعني طلعت صرعات موضه وفوضى وكشفت عن أنواع مثل صراع طبقي بين طبقات المجتمع وصراع سلطوي على السلطة والتسلط والتسلق وصراع على كراسي والمناصب كما أنه يوجد صراع ومصارعة ثيران. الى أين تتجه البشريه وتنحدر بنفسها الى الهاويه؟ أو يتبعون العجل دائما مستعجلين ويريدون الحسنة قبل السيئه ويسئون لبعضهم بعض بدون إحساس كما يقولون؟
صعوبات
واضح ان الشعوب العربية تربت عبر اجيال متعاقبة تضرب بامتدادها لعمق التاريخ انها لا تجيد الا لعبة الرعية و الىعالة و حين تختل تحدث ارباكا لدرجة الانهيار و تزداد ارباكا حين تقتلع اغصان النظام القديم دون جذعه و اغصانه كما حدث بمصر ربما لاستحالة اقتلاعه لتجذره او لوجود شريحة شعبية لها امتيازات بفعل التمييز قد فقدتها كما حدث في العراق فتحدث حالة من الفوضى الدائمة لمنع ترسخ الوضع الجديد