العدد 4005 - السبت 24 أغسطس 2013م الموافق 17 شوال 1434هـ

وفاة «الربيع العربي» لا تعني وفاة «الصحوة العربية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إطلاق سراح الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم الخميس الماضي (22 أغسطس/ آب 2013) يمكن اعتباره «شهادة وفاة الربيع العربي»، ذلك أن مسمى «الربيع العربي» الذي أطلقته في بادئ الأمر وسائل الإعلام الغربية على ما حدث في تونس ومصر كان عنواناً لمرحلة جديدة في تاريخ المنطقة. في بادئ الأمر، كانت الأحداث في تونس قد بدأت في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه، وكانت تلك أول وآخر حادثة بشعة في تلك المرحلة، إذ انطلق الشعب التونسي وأسقط الدكتاتور زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011 وهي فترة وجيزة جداً، وحينها انتشر تعبير «ثورة الياسمين، لأن الثورة لم تكن بها رائحة الدماء، وإنما كانت سلمية تساقط على المتظاهرين الياسمين وهم يهتفون مطالبين برحيل بن علي.

ثم تحرك الشعب المصري نحو ميدان التحرير في 25 يناير 2011، ولسان حالهم كان يقول «إذا كان التونسيون أفلحوا في اقتلاع بن علي فنحن أولى باقتلاع مبارك»... وهكذا عزل الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير/ شباط 2011 بأقل عدد من الضحايا الممكنة، واستحقت المرحلة ربطها برائحة الورود التي تتساقط في الربيع، وهكذا كان «الربيع العربي».

مباشرة بعد ذلك حجزت الشعوب العربية الأخرى تواريخها للتحرك نحو الميادين، ولكن ما حصل بعد ذلك ليس له علاقة برائحة الورود، وإنما امتلأت الأجواء بروائح مسيلات الدموع الخانقة، وبرائحة إطلاق النار، والقتل والدماء، والتدمير الذي طال بلداناً عديدة، ووصل مؤخراً إلى المذبحة البشعة بالأسلحة الكيماوية في سورية.

لكن كل الأحداث على جانب وما يجري في مصر على جانب آخر... فمصر تمثل ربع العالم العربي من حيث السكان، وثقلها الاستراتيجي يحدد بلاشك مصير المنطقة سلباً أو إيجاباً، وما حدث في 30 يونيو/ حزيران 2013 بدأ كحركة «تمرد» شبابية، سرعان ما التقطها العسكر الذين نفذوا انقلاباً عسكرياً، قالوا في البداية إن ذلك من أجل حقن الدماء وتنفيذ رغبة الشعب المصري، وانتهى الأمر بقتل المئات (بينهم العشرات قتلوا داخل السجن)، وثم تكليل ذلك بالإفراج عن الرئيس السابق حسني مبارك في 22 أغسطس 2011، وبذلك تم إسدال الستار على «الربيع العربي».

لكن إعلان وفاة «الربيع العربي» لا يعني إعلان وفاة «الصحوة العربية»، إذ إنه أصبح واضحاً للكثيرين أننا دخلنا مرحلة مخاض عسيرة، وهذه المرحلة ستطول سنوات، وهي شبيهة بما حدث في مطلع القرن العشرين، والأحداث آنئذٍ لم تحسم في سنتين أو ثلاث، وإنما استمر بعضها لعقد أو عقدين قبل أن تتضح معالم الصورة الجديدة للمنطقة. ما هو مؤكد أن «الصحوة العربية» التي آمنت بالكرامة وحقوق الإنسان وتقرير المصير والديمقراطية أصبح لها جذورها التي غرست في الوجدان، وهذه يصعب إلغاؤها سواء كانت الروائح تنبعث من الورود أم من الدماء.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4005 - السبت 24 أغسطس 2013م الموافق 17 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:12 ص

      سنة الأولين ليست كما سنة الآخرين قد تكون

      لا بديل ولا تبديل لقول الله لكن الناس ما تصدق وبعضها يكذب ومنها نص نص على الوحدة ونص شغالة أو غسالة ما تعرف لها ساس ولا كرياس. الساسة والسياسة خراب المجتمعات، فقد فقدت وعيها وقادت المجتمع الى الفساد في البحر والبر الذي ظهر في البحرين ليس من الغرب ولا من الشرق لكن كل واحد يبحث مصلحته ولا يبحث عن ما بداخل نفسه. ألم يكون مشاركا في قتل الأبرياء. هل كان من قتل أغبياء أن يطالبوا بحقهم المهان؟

    • زائر 17 | 3:58 ص

      نعيد القراةء ونرى السبب والمسبب وهل يستقح دفع الثمن الغالي الذي دفعة الناس هل كان يستحق نبلع الشوك والموس وندوس على الجمر ويجب ننتبه انتهى كل شئء جميل

      اه

    • زائر 16 | 3:45 ص

      اه اه يا دكتور منصور الجمري كان صحتك وصحتنا قبل احداث الدوار افضل تتذكر عام 2002م

      تتذكر كم كنا افضل من وضع اليوم كل سنوات الالفيه من 2002 الى 2010م بكل مشاكله كان افضل من الفتنة والطائفيه وكل الضحايه اه ياريت لم يحرق نفسه بوعزيزه في تونس لقد وحرق كل الشعوب معة رجعنا الى الصفر ياريت لم تتفجر الناس الى الدوار ياريت لم تكن الربيع العربي الغربي حرق شبابنا واوطاننا اه اشتقتو الى الماضي الذي لم نقدر العشر السنوات الذي عشنا فيها افضل من اعوام التسعينات دكتور منصور حتى الربيع العربي حرق صحتك فمرضة شافك الله يجب نعيد القراءة يجب نراجع انفسنا هل كان يستحق ندفع هذا الثمن الغالي اه اه

    • زائر 15 | 3:34 ص

      تباً لسياسة اصابنا الملل من مشاهد القتل والدمار والحروب الاهليه كل الاوطان العربي

      كل الاوطان العربي حصل فيها فتن طائفيه وحزبيه مصر وتونس وليبيا ولبنان والعراق والبحرين انشقو الى المعارضة والتجمع وكل مكان حروب اهليه زهقنا متى نلتفة الى حياتنا حتى انت يا دكتور منصور من السياسه والتفكير قبل فترة اصابك مرض واجرية عمليه والحمد لله شافاك الله تبأً لسياسة لا نريدها تباً كنا مرتاحين قليل جاء احزان اكثر ياسلام اشتقنى الى الماضي في الثمانينات كنا نذهب جزيرة النبيه صالح ورحل كانو الناس بسطاء لا هواتف نقاله ولا قنوات فضائية سياسية اخباريه كانت الحياة هادئه و الزحمه قيلله اه على الماضي

    • زائر 19 زائر 15 | 8:31 ص

      صح لسانك

      حتى الرفاع والمحرق كنا نروح الاسواق والمقاهي الشعبية......اليوم تروح تشوف نظارات الكره.....الله يحفظنا جميع.

    • زائر 14 | 3:28 ص

      لا تتعب نفسك وريح بالك واترك حبل السياسه على القارب يا دكتور منصور الجمري

      ان شعوب دول في العالم لم تتحرك عكس الدول العربيه كانو نائمين في بيوتهم وانظمتهم تتغير وتدخل احتلال مثل صدام في ديارهم او نظامهم ينتهي بصدفه مثل فيلم هندي نائمين ويرون في الصباح النظام ثاني حتى لو لم يتحرك الشعب التونسي ولم يثور سترى زين العابدين يستعد للرحيل قيل له خلاص انتهى صلاحيتك حتى لو لم يحرق نفسه بو عزيزه سيقول يوم من الايام بن علي اريد ارحل او اتقاعد سيخلقون له مشكله هل يصدق احد واحد يحرق نفسه يحترق كل العالم العربي بسببه لا يدخل العقل هذا فلم هندي هناك سيد العالم يتحكم ويحرك الشعوب

    • زائر 13 | 3:19 ص

      نعم الف نعم

      الدول الغربيه لا تريد انظمة بعثيه عسكرية مثل صدام حسين وبشار الاسد وعمر البشير ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي و حسني مبارك كانت سنوات طويل تفكر الادارات الغربية الخلاص من العسكر ومن حكام البعث والعسكرين امثال صدام وبشار البعث وعسكر البشير ومصر وتغير وتنصيب خلف عبدالله صالح والكثير الدنيا ليسه فوضى هناك سيد لعالم هناك حاكم فعلي وملك الامبرطورية العالمية العظمى الغربيه هم يعينون ويفصلون او يتركون الشعوب تنتخب واقول لا يتعبون نفسهم الشعوب لأن تونس بدون قطرة دم وقع النظام الياسمين ساعة هم يحددون

    • زائر 12 | 2:46 ص

      التغير الجذري قادم لامحاله وعد العزيز الجبار ان يمليء الارض قصط وعدلا بعد ان عم الظلم والجور

      الدكتور المحترم وكل القراء .... الله يهلك الظلمه والجبابره وينزلهم منزله الذل والهوان من دون رحمه أو شفقه ويكون فتك رهيب ومهين .. وذالك لأجل مسمى ! العالم في طور التغير نحو الوعد الإلهي وستري الظلم يستشري في أحشاء بني البشر لتقوم الحجة على كل من تجريء ووقف في وجه الرحمان ظالم مستكبر ومتجبر ليفتك به فتك عزيز منتقم ... فمهلا

    • زائر 11 | 2:45 ص

      دكتو منصور الجمري كتاب مدافع ايات الله تم نشرة وطبعة من جديد اول شئء تريد الاداره الغربيه ما يريد الشعب الاثنان ليسه على كيفنا ندير العالم السياسي الثورات من صناعات الشعوب وايضا الغرب

      اندهشتو من كتاب ممتاز عن الثورة الايرانية وكيف اللحظات الاخيرة بين الادراة الامريكية والشاه محمد البهلوي وكيف تم التخلي عنه واعداد احتمال حكم الدستوري او الرحيل و بعد ذالك الاختلاف بضبط مثل مصر معركة الدستورية بينه قوى اسلاميه وطنيه ديمقراطية مهدي بازركان وبني صدر وعزة الله سحابي وبين التشدد وبعد ذالك لم ينجحو مثل المصرين حكم قوى التشدد مثل الاخوان المسلمين واستمرو الى اليوم في اشد عنفوانهم وتعرف ماحدث عام2009مقتل انصار مير حسين موسوي الحقيقه ليسه بس الشعوب ماذا تريد ايضاً الغربية ماذا يريدون

    • زائر 10 | 2:41 ص

      السوأل المحير هو

      لماذا الأنظمة تنتظر ان يطاح بها من القوى الكبرى ولا تلين لشعوبها ليدافعوا عنها ؟؟ المطالبات الشعبية المستمرة بالأصلاح لا ترى اذنا صاغية من الحكام والمسئولين وما ان ينتفض الناس لحقوقهم فبدلا من احتواء تلك المطالب والجلوس مع الشعوب لقطع الطريق على المتدخلين كما يقولون من الخارج نرى القمع والتنكيل بالناس وهذا ما يسهل زوال تلك الأنظمة فالضغط الداخلي والخارجي اجتمعا وكل ذلك بسبب تعنت الأنظمة في حل الأزمات بالود واحترام رغبات الناس ( ثم يبكون ويصيحون ان انها مؤامرة ) اليست الأنظمة جزء من تلك المؤامرة

    • زائر 8 | 2:04 ص

      وجهة نظر ...............ز

      ما بني ع باطل فهو باطل ولا يصح الا الصحيح , اناس سموه الربيع العربي ولكنه كان صيفا حارا وربما كان لبنه الاولي فقط وفقط التي يترتب عليها الخطوات المتتالية بتأني .. وهناك ما سموه الصحوه الاسلاميه وهو بعيد كل البعد عن الاسلام الصحيح دين البدع كتونس ومصر وليبيا وسوريا الجريحة لذالك مازالت تصارع من جديد لانها ثورات همجيه وفاشلة واساسها هش جدا , ف الثورة الحقة تكون باساس ديني صحيح من اول لبنة الى اخر لبنة اولا ثم تستمر بتوفيق من القهار المنتقم الناصر.خاتون.

    • زائر 7 | 1:48 ص

      الدكتور العزيز المحترم الجمري انا اختلف معك في الربيع العربي الغرب قالو اسمه الربيع صح

      هل تصدق بمجرد واحد يحرق نفسه في تونس محمد بوعزيزه يسقط حكم اصبح له سنوات طويله ان الحقيقه ليسه هناك ربيع عربي هناك الشرق الاوسط الكبير والفوضى الخلاقه الشعب يريد يرحل بن علي والحكومات الغربية ايضا تريد هنا الاثنين يتفقو على قلب واحد الاحزاب والحراك والحكومات الغربيه ترحب ويتم توقيع على شهادة انتها صلاحية بن علي ويتم الاتصال به خلاص اهرب ولن نساندك كذب لا ربيع ولا شتاء ماذا يريد الدول الكبرى سينفذ الرحيل او البقاء لحكم انظر حسنين هيكل مدافع ايات الله لثورة الايرانية وكيف امريكا لم تقف مع الشاه

    • زائر 6 | 1:41 ص

      العصا الغليظة

      مهما كانت قوية بقوة الفولاذ لابد لها يوما ان تنكسر ومن يعتقد باستبدال العصا مرة برازيلية ومرة كورية ومرة المانية ومرة ومرة ومرة اخرها يابانية لن تفيد ولن يستفيد من هالعصا ابدا فانتزاع الحق اصيل ومكتسب عبر التاريخ فلن تجدي عصا العسكر بموطننا العربي

    • زائر 5 | 1:35 ص

      استاذي انا اختلف مع مع كل الاحترام والتقدير لك يا حبيبنا الدكتور منصور الجمري

      ان الى اليوم لم يتم الافراج الكلي عن مبارك اول شئء تم محاكمة في قضايا كثيرة وبقى قضية واحدة او اثنين قالو سنضعة في الاقامة الجبرية وحتى ان قانون الدستور يرى كبر سن مبارك وغير مبارك واليوم ايضا سيقف اثنين في المحكمة رئيس الاخوان ومرشدهم محمد بديع و حسني مبارك هناك قضايا الى اليوم لم يتم حله ولا تسمع خبر تم الافراج هو ان تم الافراج عن بعض القضايا وبموجب القانون والمحامين يريدون رهنة في الاقامة الجبريه حتى ينطق الحكم الاخير الافراج الجزئي او الكلي اذا جزئي سيكون قيد الاقامة ولم يصدر الحكم النهائي

    • زائر 4 | 1:21 ص

      صاحي أو نائم ها الشعب؟

      يصحوا الناس من النوم كل صباح ثم تعود لتنام في المساء لكن من الضمائر التي لم تصحي (لا زالت أو مادمت مريضه) وعليلة بالخيانه – والله لا يحب الخائنين كما لا يحب المعتدين ولا يحب المنافقين أو المتجسسين على الناس أو من باعو ضمائرهم وشعوب صارت تتقتل وتسجن للسنين من الإزدهار المدمر للزراعة والمخرب للبيئة وحتى السمك إعتدوا عليه ودفنوا البحر. ما عمروا؟ بنايات مزروعه ومصفوفة مكان المزارع؟ أين مزارع الأوقاف الحسينيه؟ ألم تستبدل الزراعة فيها بمساكن؟

    • زائر 3 | 11:27 م

      هل ما جرى ربيعا

      الغرب قد يتخلى عن اشخاص في النظام ولكن لا يتخلى عن النظام ان كان حليفا له وحدث في تونس و مصر تخلى عن حصانين معروف مسبقا مواصلة السباق بهما رهان خاسر مع ابقاء هيكلية الدولة الحليفة تمارس ذات الدور و تعيق اي تحول حقيقي فاما يكون القادم منفذ لسياستها او ستخلق له المتاعب لافشاله اما الدول غير الحليفة كلببياو تركيا لهم القوة النارية لتفتيت الدولة و تحويلها الى كنتونات متصارعة

    • زائر 2 | 11:20 م

      كان تمهيدا

      تونس لم تكن مؤثرة في الصراع لذلك اتخاذها البداية للوصول لقلاع الصراع وجدوها فكرة جيدة ، كيف؟ لتتصرر ان مايجرxي في سوريا هي البداية قبل تونس و مصر و ليبيا و ارادت امريكا و الغرب توظيف مقاتلين لضرب النظام و البنية المجتمعية كيف ستكون ردة الفعل الشعوب العربية ؟ بأكيد الرفض غير ان البداية بالحلفاء بتغيير قشري دون العمق و نجدة شعب ليبيا من دكتاتورة مهد الارضية والتقبل بضرب الهدف وهي سوريا و لنتخيل ان تركيا لو لم تتقمص دور صديق العرب هل يمكن تلعب هذا الدور؟

    • زائر 1 | 11:12 م

      البائن

      البائن لن تبقى دكتاتورية إلا ستتصدع وتنهار لأن الشعوب عقدت العزم ولن ترجع لبيوتها.

اقرأ ايضاً