تحركت المياه الراكدة في قضية الأميركي تقي الميدان؛ المعتقل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بعد أن نشر تقارير صحافية وتحرك عدد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعية لنشر معلومات عن قضيته «ومعاناته داخل السجن منذ اعتقاله من دون أي تغيير يذكر».

وقالت عائلة المعتقل تقي الميدان: «إن تقي تحدث يوم الأربعاء الماضي 21 أغسطس/ آب 2013 عبر الهاتف مع القنصلية الأميركية في البحرين إذ أبلغته أنها اطلعت على ما كتب بشأنه وآخره تقرير «رويترز» وأن السفير الأميركي في البحرين توماس كراجسكي يرغب في زيارته للاطلاع على أحواله». وتابعت «لسنا واثقين إذا كانت إدارة سجن الحوض الجاف ستسمح لنا بذلك بشكل سريع أم لا وخصوصاً مع صعوبة الأمر في مرات سابقة».

وأضافت العائلة «تتلقى القنصلية وعوداً بتحسين أوضاع تقي ولكنها لا تطبق على أرض الواقع ولم ترَ النور، فحالته في تراجع مستمر». وأضافت «لفترة طويلة لم نره وذلك في شهر رمضان وبعد العيد وقمنا بزيارته الزيارة الأولى منذ الانقطاع يوم الاثنين 19 أغسطس 2013 الماضي لأنه امتنع عن الزيارة احتجاجاً على وضع الحاجز بيننا وبينه أثناء الزيارة». وواصلت «كان وضعه متردياً وشعره يتساقط وحتى شعر لحيته بدأ يتساقط، فضلاً عن أن الزنزانة ولفترة طويلة كانت مغلقة عليهم».

وأوضحت عائلة الميدان «لم يكن يرى الشمس لفترة طويلة حتى يوم الزيارة، فضلاً عن استمرار شكواه من نوعية الطعام ونقص المياه مع معاناته من قرحة المعدة»، وأشارت إلى أن «تقي وبعد معاناة طويلة تم نقله للمرة الأولى إلى مجمع السلمانية الطبي للعلاج في شهر يوليو/ تموز 2012 من دون أن نعلم أي تفاصيل عن نوعية العلاج أو الطبيب الذي كشف عليه»، لافتة إلى أن «ذلك تم بعد أن أضرب عن الطعام، على رغم الوعود المتكررة بنقله إلى المستشفى منذ اعتقاله».

وذكرت العائلة أن «الجلسة المقبلة والتي سينطق فيها الحكم في قضية ابننا تقي الميدان ستكون في 24 سبتمبر/ أيلول 2013».

ووجه حسين (صديق تقي) اللوم إلى «القنصلية الأميركية في البحرين»، لافتاً إلى أن بـ «إمكانها العمل أكثر من أجل تقي في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها في السجن طوال الفترة الماضية». وبين أنها «لم تزره سوى مرتين وسألوه عن العلاج والأكل إلا أن شيئاً لم يحدث». وقال: «اتصلوا به مرة واحدة بعد أحداث جرت في عنبر 3 في الحوض الجاف والمرة الثانية يوم أمس (الأربعاء)».

وكانت «رويترز» قد نشرت في 12 أغسطس 2013 تقريراً بعنوان «أزمة مواطن أميركي في سجون البحرين تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين واشنطن والمنامة»، تحدثت فيه عن تقي الميدان وطريقة اعتقاله في منطقة السنابس من قبل «رجال شرطة ملثمين نحو الساعة الثانية صباحاً»، وأشار التقرير إلى أنهم «لم يظهروا أية أوراق أو أوامر اعتقال... لم يعرفوا السبب في طلب اعتقاله».

ويقول تقي بحسب «رويترز» إنه أُمر بالوقوف على ساق واحدة لأربع ساعات. وذكر أنه ضُرب مراراً وسط تهديدات (...) إلى أن اعترف - كذباً حسبما يقول - بحضور جنازة لمحتج لقي حتفه وأنه رشق سيارة شرطة تحترق بحجر».

ولفت التقرير إلى أن «الحكومة تقول إنه مُتهم بإتلاف سيارة شرطة والشروع في القتل» خلال احتجاجات تطالب بالتغيير منذ وقت طويل. «وإذا أُدين فمن الممكن أن يواجه السجن 15 عاماً».

وأوضح التقرير أن «البحرين تنفي المزاعم بتعذيبه».

فيما أشار إلى أن «مسئولاً بوزارة الخارجية الأميركية قال إن سفارة الولايات المتحدة بالبحرين تقدم «الخدمات القنصلية الملائمة» للميدان.

ويبين تقرير «رويترز» أن الميدان ولد في كونيتيكت بالولايات المتحدة العام 1988 حيث كان والده السعودي يدرس للحصول على درجة الماجستير في الصحة العامة بجامعة ييل. ووالدته بحرينية لكن الميدان ولد على الأراضي الأميركية وبالتالي أصبح مواطناً أميركياً»، ولفت إلى أن «الطلاق وقع بين والدته ووالده بعد ذلك ببضعة أعوام لتعود مع أولادها إلى البحرين. ولم يستطع الميدان الذي لا يحمل سوى جواز سفر أميركي الدراسة في جامعة حكومية، أما الكليات الخاصة فمصروفاتها باهظة. تقدم عدة مرات للعمل في سفارة الولايات المتحدة والقاعدة البحرية التي يوجد بها آلاف الأميركيين لكن محاولاته باءت بالفشل». وقال التقرير إنه «اتجه للعمل في عدد من الوظائف غير النظامية فعمل في محطة بنزين وفي تركيب وصلات الإنترنت بشركة للاتصالات (...)».

يشار إلى أن العائلة ذكرت في حديث مع «الوسط» في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 إلى أنها «راجعت عدة مراكز شرطة في الصباح للاستفسار عن سبب اعتقال ابنها، غير أن مراكز الشرطة نفت وجوده لديها، كما نفت أن يكون تقي مطلوباً في أية قضية أمنية».

وقالت والدة تقي: «في المساء اتصل ابني، وأبلغني أنه تعرض للضرب لإجباره على الاعتراف على ضلوعه بقضايا أمنية».