قسَّمت سورية العالم. ثم أنتَجَ ذلك التقسيم تحالفات جديدة، وخصومات جديدة أيضاً.
اليوم، مصر تفعل بالعالَم مثلما فَعَلته سورية. فقد قسَّمَت أحداثُ أرض الكنانة العالم، وأنتجت بسببها تحالفات وخصومات جديدة. ولأنها تحالفات وخصومات متعددة ومزدوجة، فإنني سأبدأ أولاً بانعكاساتها على الأزمة السورية، وتمظهراتها ونتائجها.
بمعنى، أن تحالفات الأزمة السورية باتت خصومات، والخصومات باتت رجراجة. هي بالتأكيد تحالفات «موضوعية» وليست «استراتيجية»، لكن المعلوم هو أن أغلب التحالفات الدولية هي من النوع الأول، وليس الثاني. وقد تحدثت عن ملامح ذلك الانقسام (أي نتيجة أحداث مصر) في مقاليْن سابقيْن، واليوم أستعرض ملامح أخرى منه.
الأزمة المصرية الحالية، لم تعد «أزمة داخلية» أبداً، فقد باتت أزمة إقليمية ودولية. كما أنها ليست أزمةً تحوطها «جُدُر» بل هي أزمة «عائمة»، تجعلها متقلبة، ولا ترسو على مرسَى محدد. كما أنها بعيدة وقريبة في الأوان ذاته، عن أيَّة حلول سياسية. فكلما تداخلت القوى، تعقدت المصالح، وبالتالي زادَ منسوب الصراع حدةً واحتراباً بين الأغيار.
دعونا نفكك تداعيات الأزمة المصرية جيداً، ونبدأ كما قلنا باستعراض انعكاساتها على الملف السوري:
قبل فترة، أعلن المجلس الوطني السوري، نَقْل مقره من القاهرة إلى اسطنبول. وقد أكَّد عضو المجلس المذكور جبر الشوفي هذا الأمر، عازياً إياه إلى ظروف مصر الداخلية الصعبة. لكن الحقيقة، هي أن تعامل السلطات المصرية مع المعارضة السورية، لم يعد كالسابق، عندما كان الإخوان المسلمون في السلطة. فقد شُدِّدت الرقابة على عمل وحركة السوريين، لاجئين كانوا أم معارضين. وقد أدان الشوفي تلك الإجراءات في وقت سابق. وقد أظهر هذا السلوك، تبدلاً مصرياً دراماتيكياً في موقف القاهرة من الأزمة السورية.
هذا من جهة، من جهة أخرى نُشِرَت قبل فترة، تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد، قِيْل بأنه تحدّث بها في محضرٍ لضيوفٍ من خارج سورية، وبحضور رئيس المخابرات السورية وبعض مستشاريه، قال فيها بأن دمشق زوَّدَت نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بوثائق استخباراتية حول جماعة الإخوان المسلمين، عند اشتداد المظاهرات ضده في ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير من العام 2011.
ثم قال الأسد حسب التسريب: «لقد كنا طيلة تلك الفترة على اتصال بالقيادة المصرية الأمنية والعسكرية، وبالذات السيد عمر سليمان». وهو ما يعني، أن الأسد، أبقى على خطوط اتصال بينه وبين النظام العسكري والأمني في مصر، وهما عَصَب الدولة المصرية (ولا زالا). بل هما يُشكلان ذراع التغيير الذي حصل في الثلاثين من يونيو.
أكثر من ذلك، تحدّث الرئيس السوري عن تباين سوري إيراني بشأن ثورة يناير المصرية. فقد قال الأسد «طلبنا من الإيرانيين عدم التدخل في الشئون الداخلية المصرية وعدم استغلال أي أحداث تمر بها مصر، وطلبنا منهم ألا يثقوا بموقف الإخوان المسلمين». وبعد إسقاط الجيش المصري لحكم الإخوان وبالرئيس محمد مرسي، ذكر الأسد بأنه شجَّع الإيرانيين على مد خيوط مع الحكم الجديد الذي قاده الفريق السيسي «إلى أن قام وزير الخارجية الإيراني على صالحي بالاتصال بالمسئولين المصريين» حسب نص حديث الأسد.
وإذا ما جَمَعنا بين هذه التصريحات، وبين تصريحات الحكم الجديد في مصر، الذي ذَكَرَ بأنه سيعيد النظر في علاقته بسورية، بعد أن قَطَعها حكم الإخوان بالكامل، والتصريحات السورية الأخيرة المُندِّدة بمقتل الجنود المصريين الخمسة والعشرين في سيناء، فإنه يتضح لنا بأن هناك وضعاً جديداً بين القاهرة ودمشق. نعم، قد لا تكون العلاقة «علاقة طبيعية» لكنها بكل تأكيد، تأخذ شكلاً متطوراً، وهي حتماً ليست كما كانت أيام حكم مرسي والإخوان.
كما يتضح، بأن التحالفات القائمة ما بين سورية وإيران، هي ليست علاقات صمَّاء، بل إن هناك تباينات في الموقف تجاه قضايا معينة. والأكثر أهميةً من كل ذلك، هو أن العِداء الجامع ما بين دمشق والقاهرة تجاه جماعة الإخوان المسلمين، هو أكثر رسوخاً من أي تفاهمات أخرى، حتى ولو كانت تلك التفاهمات مع الإيرانيين، وكأن ذلك العداء، هو مسألة وجود. وربما تمنح هذه القتامة الشديدة في العلاقة (علاقة سورية بالإخوان) فرصة تغيير في الكثير من العلاقات الأخرى في المنطقة، وبالتحديد الأردن والسعودية والإمارات والكويت والعراق، في مواجهة التحالف الآخر الذي تقوده تركيا والداعم للإخوان.
الذي يبدو الآن، أن المشتركات بدأت تتسع بين عديدٍ من الدول، بذات المقدار الذي بدأت فيه التقاطعات تتسع أيضاً. وسورية ومصر ليستا استثناءً من الحالة الأولى. وقد تأخذ العلاقة بين الجانبين شكلاً طردياً، بحيث كلما تعمَّقَت الأزمة الداخلية مع الإخوان المسلمين في مصر، زاد دواعي التنسيق بين الجانبيْن، نظراً لمشترك العداء، مع الجبهة الإخوانية. والذي يظهر، أن الأزمة في مصر، آخذة في الاتساع ليس من مِخرَز الإخوان فقط، بل من خلال الجماعات المسلحة في سيناء، وهو ما يُعزِّز من دواعي التنسيق بينهما.
والحقيقة، أن اندفاع الأسد باتجاه تأييد الانقلاب على مرسي، يهدف بالأساس إلى محاولته تحقيق نصره في الداخل. فضرب جماعة الإخوان في مصر، يعني ضرب جماعة الإخوان في سورية، التي تشكِّل الخاصرة الأقوى والأكثر تنظيماً في المعارضة السورية منذ تشكلها على أثير الأزمة الحالية. كذلك، يرمي الأسد إلى تحجيم الدور التركي الإقليمي، وإدخاله في خلافات إقليمية (وهو ما حصل) وذلك لإلهائه عن سورية، وفي الوقت نفسه، دفعه لإجراء تسويات قد يستفيد منها الأسد، وبالتحديد مع الإيرانيين.
هذا الأمر، وهو ملامح المسار الجديد غير المكتمل، من شأنه أن يعيد ترتيب الكثير من العلاقات في المنطقة. وهو ما سنتحدث عنه لاحقاً.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4004 - الجمعة 23 أغسطس 2013م الموافق 16 شوال 1434هـ
علاقة الإيرانيين بالاخوان
علاقة الإيرانيين مع الاخوان وحماس متغيرة والدليل موقف الجماعه من سوريا والكلام عن انخراط حماس في القتال ضد سوريا وحزب الله. كما لا ننسى موقف نظام مرسي الأخير بإرسال الجهاديين إلى سوريا. بالنظرالى المشتركات الجديدة فإنه من الطبيعي للايرانيين التريث في هذي المرحلة وفتح قنوات الاتصال مع القيادة المدنية والعسكرية القادمة لمصر مما يدعم مشروع السعودية في مصر والمقابل استقرار تدريجي في دمشق ابتداءا من مؤتمر جنيف.
سوريا من أمن مصر وهيكل
هنا تتحقق نظرية محمد حسنين هيكل في أن سوريا من أمن مصر
مع الاسف الشديد المرشد الايراني علي خامنئي والخداع السياسي وتبرعة لمرسي 12 كليار ونصف
مع الاسف الشديد ان المرشد الثورة الايراني السيد علي خامنئي يدافع بشكل خفي عن محمد مرسي و الاخوان المسلمين وله اتصالات منذ زمن بعيد مع الاخون منهم حماس واخوان مصر وله علاقة بالرئيس المخلوع محمد مرسي وعلاقه خاصه حميمية بين المرشد الايرني مع مرشد الاخوان المسلمين محمد بديع وكثير من قادة الارهابين الاخوان و الوثائق المسربه دعم خامنئي لمرسي 12 مليار ونصف ايام الرئاسة اعتقد لم تذهبو مصر وترون كيف تنشر وثائق الاتصلات بين ال3 اخوان مصر وعلي خامنئي وحماس لتعرفون ان لا يوجد شئء اسمه حكم اسلامي ايراني