العدد 4004 - الجمعة 23 أغسطس 2013م الموافق 16 شوال 1434هـ

عودة الدولة الأمنية والبوليسية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تطور الأحداث محلياً وإقليمياً وعالمياً يشير إلى احتمال عودة «الدولة الأمنية» بالطريقة المخيفة التي تحدث عنها جورج أورويل في روايته عن «العام 1984» والتي وصف فيها دور «الأخ الأكبر»، أي «الدولة» في قبالة الأخ الأصغر، وهو المواطن، وكيف يقوم الأخ الأكبر بابتزاز وانتهاك حرمات وحقوق الأخ الأصغر، وكل ذلك تحت أعذار وتبريرات تبدو مشروعة في البداية، إذ يعطي الأخ الأكبر لنفسه الحق في «حماية المجتمع»، ولكن هذه الحماية تتم عبر إذلال المواطنين وإخضاعهم لسلطان الخوف والرعب.

على المستوى العالمي، هناك حالياً قضية الجاسوس الأميركي السابق إدوارد سنودن الذي لجأ إلى روسيا بعد أن كشف عن برنامج «بريزم» الذي يدخل على المعلومات المتوافرة في الاتصالات الرقمية... وخلال الأيام الماضية احتجزت السلطات البريطانية برازيلياً وذلك أثناء مروره عبر مطار هيثرو (في رحلة جوية من ألمانيا إلى البرازيل) لمدة تسع ساعات بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وهو ما أثار جدلاً واسعاً عما إذا كانت الحكومة البريطانية تستخدم مثل هذا القانون لتعطي لنفسها صلاحيات كاسحة جداً.

وإذا كانت دول مثل أميركا وبريطانيا تركز على أمنها الخارجي (وتبرر لمواطنيها أنها غالباً تلاحق غير المواطنين فقط)، فإن الأخبار على المستوى الإقليمي تذهب إلى أبعد من رصد الأخبار وتعقب المسافرين الذين يُحتمل أن تكون بحوزتهم معلومات تبحث عنها استخبارات تلك الدول (كما هو الأمر بالنسبة إلى البرازيلي ذي العلاقة بالصحافي الذي ينشر في صحيفة «الغارديان» الأسرار التي أفصح عنها الجاسوس الأميركي السابق سنودن)... فالأخبار القادمة من مصر، مثلاً، تذهب في الاتجاه المعاكس لثورة 25 يناير، إذ تم إطلاق سراح الرئيس السابق حسني مبارك بعد أن كان وضعه في السجن رمزاً لمصر ما بعد 25 يناير 2011. كما أن ما يجري على الأرض ليس بأقل من عودة «الدولة البوليسية» التي كانت قائمة في ظل عهد مبارك، إذ تم إعلان حالة الطوارئ، في الوقت الذي لم تتوقف اعتقالات الإسلاميين، إضافة إلى عودة الحديث عن احتمال حل جماعة الإخوان المسلمين، وكل ذلك تحت عنوان فضفاض وهو «الحرب على الإرهاب».

التبريرات المطروحة حالياً يمكن قراءتها في رواية «جورج أورويل» في حديثه عن «الأخ الأكبر»، إذ إن المجتمعات يتم تخييرها بين إحكام القبضة الأمنية - العسكرية بكل ما يستتبع ذلك من ظلام دامس تجلبه «الدولة البوليسية»، أو «الفوضى» التي لا تفسح المجال لمجرى الحياة اليومية العادية، وهو خيار غير عادل وغير صحيح من الأساس. هذه العودة غير المحمودة لا يمكن أن تستمر؛ لأن في استمرارها تحويل الوضع في كل بلد لشيء مماثل لما يجري مثلاً في باكستان التي تمتلك واحداً من أكبر جيوش العالم، ولكنها مازالت منهكة اقتصادياً واجتماعياً وهي تسعى إلى ترتيب وضع أمنها الداخلي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4004 - الجمعة 23 أغسطس 2013م الموافق 16 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 7:55 ص

      لماذا ارسل الله كتابا وتشريعا للانسان............. لان الانسان عندما يحصل عى القوة يطغي في الارض.

      فهذه أمريكا وهذا هو الغرب .. قوة شيطانة تتجبر وتستقوي بالشر والفتن والحروب والقتل والذم.
      اين القيم وأين المبادئ لا وجود لها.
      رغم ان هذا الغرب يمكن أن يتطور أكثر بالخير والعلم والتصنيع والتطور، لكنه على النقيض يستقوي بالشر وسفك الدماء.
      وهذا هو السبب لانزال التشريع السماوي للبشر على الارض.

    • زائر 14 | 3:53 ص

      استاذي الدكتور منصور الجمري رسالة لا نشك في القضاء المصري

      حتى احد المراجع قال لناس في البحرين اتركو لغة الثأر والانتقام و التفكير هكذا اهل البيت ع عليهم السلام ليس عندهم انتقام والنبي ص قال اذهبو انتم الطلقاء والزعيم الافريقي نلسون منديلا كذاك سامح وعفى عن كل الذي ظلمه لكن نحنو نتعلم من ناس فيهم القسوى الثورة البلشفية والفرنسية والايرانية الاعدمات حمامات الدم انهار الدم كانت تجري حتى في عام 2009م استخدمو الرصاص والقسوة ضد انصار المرشح مير حسين الموسوي والسجن والتعذيب لنترك القسوة عندما عاد الخميني الى ايران واعدم خلخالي لنظام السابق لا نريد القسوة

    • زائر 12 | 3:40 ص

      استاذي العزيز الدكتور منصور الجمري المحترم

      انا لا اشك في القوة القضائية في مصر مستقل ونزيه،،لكن خارج الموضوع قبل ايام كتب الكاتب حسن مدن رئيس السابق لجمعية منبر التقدمي عن المناضل نلسون مانديلا كيف لما خرج من السجن شكل لجنة المصالحة والمصارحة مع المظلوم والظالم لتفاهم وعدم تشكيل محاكم الثورية لأراقة الدماء كان بعض الثوار في افريقيا يريد اعدم وسكب الدماء النظام السابق قبل منديلا لكن الزعيم منديلا رفض الظلم واقتدى بالنبي الاسلام محمد ص اله قال اذهبو فأنت الطلاقاء وحتى الزعيم غاندي كان متسامح مع الاسف نحنو تعلمنا لغة الدم و الثأر والانتقام

    • زائر 11 | 2:51 ص

      كيف يكون العرف قانون؟ جحا يتسائل الدولة آمنت بس الناس مو لاجين

      غريب أمر ها المسلمين يعني ما تعرف آمنوا أو أسلموا. ألله في كتابه قال الى الجميع لا تعتدوا على الناس – أو من أولاد بني آدم عليه وعلى النبي محمد وآله أفضل الصلاة والسلام يعني آدميين من الأنام وليسوا بهائم. وقد أمر الملائكة أن تسجد إكراما وإحتراما لهذا الخلق العظيم. اليوم كل واحد طايح تشويت وترفيس وسجن وتنكيل ولا كأنهم ها البحارنه من الأوادم. أوواليس مصدر التشريع الرئيس لدستور مملكة البحرين الاسلام؟ والمصدر الأوحد كلام الله ؟ ليش ترجع أحكام عرفيه وأمن الدولة ما فيها قانون؟

    • زائر 9 | 2:04 ص

      هذا بدل التطور والتقدم اللتان هما سنة الله في خلقه

      خلق الله الكون كله في تطور ونمو وتقدم دائم متواصل ومضطرد، ولكن بعض البشر بسبب طمعهم وجشعهم يحاولون ايقاف هذه العملية برمتها ويعلمون او لا يعلمون انهم انما يقفون ضد سنة الله في خلقه وحكمة التي اقتضاها.
      في دولتنا اذا تقدمنا خطوة للامام رجعنا عشر خطوات للخلف بسبب هذه العقلية وهاهي البحرين تتراجع في كل شيء ولكن حتمية التغيير سوف تفرض نفسها مهما وقف البعض ضد التغيير

    • زائر 8 | 1:31 ص

      الله يعطيك على قد نيتك

      مبارك اخد افراج فى قضايا قتل المتظاهرين و كل قضايا الفساد اللى عليه فى عهد مرسى و انت ساكت و القضية الوحيدة اللى فاضلة كانت "هدايا الاهرام" و عمل تصالح مع نيابة الاموال العامة تحت قيادة نائب الاخوان فى عهد مرسى و انت ساكت و دلوقتى لما اخد افراج فيها عامل فيها انك اتفاجئت و بتحمل ثورة 30 يونيو السبب!!!

    • زائر 7 | 1:00 ص

      عندما كان الفريق الذي

      عندما كان الفريق الجيش السابق الذي عزله الرئيس مرسي من الجيش كان هو سلم السلطه الى الشعب ووصل مرسي الى الحكم وبعد وصوله عزل مرسي اكثر رجال اركان الجيش وحاول ان يرقي وعين السيسي مكان الذينه قاعدهم من الجيش يعني مثل كان يريد يعطي رشوة الفريق عبد الفتاح السيسي لكن هيهات لم ينجح حتى قال مرسي انا متأكد ان الجيش لن يقف مع 33مليون شخص لكن انصدم بعد كرم كثير من اركان الجيش ظهر العكس لم تقف معه الجيش بسبب انهو جيش مستقل ونزيه مثل الجيش اللبناني وميشيل سليمان وستسلم السلطه وستجري انتخابات ديمقراطيه

    • زائر 6 | 12:53 ص

      وجهة نظر

      ان الاحداث المصريه والحمدلله تم خلع الرئيس مرسي كان يريد هو و مرشد الاخوان استنساخ التجربة الايرانية كان مرشد الاخوان هو الذي يسيطر على الرئيس مرسي هو كان توزيع الادوار نف المرشد خامنئي واحمد نجاد لا مجال لتطبيق نموذج فاشل ايراني في مصر وتذكر كيف ظلم المرشح الفائز مير حسين الموسوي من تزوير وظلم واعتقال و اتهم هو وانصاره وقتلو هذا ظلم وعدوان ونحنو ايضا نرفض ولا نرضى قتل الاخوان في الرابعة مثل موقف البرادعي لكن كان الشعب على الحق في الخروج33مليون على مرسي وبعد شهور سيكون اتجابات ديمقراطية في مصر

    • زائر 5 | 12:34 ص

      استاذي ان الحقيقة في كتبات

      استاذي الدكتور ان الحقيقه الواقعيه في كتبات الاخ الزميل الذي يكتب في صحيفتكم هو الاخ المصري محمد جلال هو الاقرب الى الواقع المصري بصراحه انا وجهة نظري تحليلك اليوم لا يعجبني خصوصا عن مصر ان 33 مليون خرج و قال لا لظلم لا نريد مرسي اكيد نرفض ظلم الناس وقتلهم في الرابعة العدويه وهم ايضا بعضهم كفر الناس وبعضهم حمل السلاح تفكر يا استاذ ان لدى المسلمين العدل حتى في الحق هو يسرون على الحق وفي مواقف الحق تجد مع الحق لكن يظلم اخرين بسم الحق تماماً النظام الايراني بعد الثورة في 2009 اتهم خصومه مير حسين

    • زائر 4 | 12:17 ص

      اخي الدكتور ان الاعلام الامريكي سي ان ان ومجلة التايمز الامريكية مع مرسي والاخوان المسلمين وهيه ولا تعترف في 33مليون الذينه خرجو على مرسي من الشعب

      انا اقول لا وليسه من اهتمامي التحليل ولا اهتم في التسريب ولا اريد اقرأ عن هذا ، بس كنت اريد اعلق عندما تقول 33 مليون من الشعب المصري لا للاسلام السياسي ولا نريد استبداد سلطوي اخواني مطلق و استيلاء على الدولة المصرية وتغير الدستور وكتابته من الاخوان بدون الرجوع الى الشعب ماذا تريد ان يفعل الشعب يسكت هناك من الاخوان حمل السلاح في وجه الناس وان مع حرام قتل كثير منهم في اعتصام العدويه لكن الغالبيه لا تريدهم الذي خرج على مبارك 10مليون والذي خرج على محمد مرسي 33 مليون يعني 3 اضعاف

    • زائر 3 | 10:43 م

      وعادت حليمة في مصر

      انها غلطة تمرد 30 يونيو، بأن عاد العسكر من جديد لتتبخر ثورة 25 يناير. .

    • زائر 2 | 10:41 م

      أخ أكبر يسوق أخ أصغر

      ومن الواقع المُعاش إن الأخ الأصغر ذكى والأخ الأكبر غبي ومصلحجي.

اقرأ ايضاً