العدد 4004 - الجمعة 23 أغسطس 2013م الموافق 16 شوال 1434هـ

المفتاح: لا يمكن السماح لطائفة بممارسة خصوصياتها المذهبية بمعزل عن النظام

يجب استنكار العنف... ومعاقبة «المخربين والإرهابيين»

الشيخ فريد المفتاح
الشيخ فريد المفتاح

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، إنه يجب «معاقبة المخربين والإرهابيين، المأجورين المخربين»، مؤيداً الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في «كبح جماحهم».

وذكر المفتاح، في خطبته يوم أمس الجمعة (23 أغسطس/ آب 2013)، أن الله سبحانه حمى البحرين من «فئة قليلة مغرورة، خارجة عن القانون، حقودة، أرادت أن تخطف المجتمع...، وإذ نشيد بالتوصيات والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها القيادة لمواجهة التطرف والإرهاب والمتطرفين، فإننا نقف صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، وبسيادته».

ونوّه بدور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وجهوده في تطبيق وتفعيل الإرادة الشعبية، بهدف كبح جماح عبث العابثين والمخربين. كما أشاد بما تقوم به «الجهات الأمنية متمثلة في وزارة الداخلية».

وفي مقابل ذلك، دعا إلى «الحوار والتلاقي والمصالحة والتوافق على أساس الثوابت الوطنية، من أخوة ومودة ومصالحة، وأن ينطلق الحوار مبنياً على قواعد ثابتة، أصلها ميثاق العمل الوطني، والدستور والقانون، ولابد أن يكون ذلك في إطار التوافق الوطني الشامل بين جميع الأطراف»، مؤكداً «ضرورة استنكار العنف صراحة، وعدم عمل غطاء على هذا العنف، وإنما نبذه واستنكاره من غير مداهنة، ومعاقبة المخربين والإرهابيين وانصياعهم للقانون».

وأوضح في خطبته، أن «أرضنا البحرين، ساهمت في صنع حضارة الإسلام، وتاريخ الخليج العربي، وهي امتداد لتاريخ الجزيرة العربية الإسلامية، فدولتنا عبر تأريخها القديم والحديث، هي امتداد لذلك التاريخ الإسلامي العروبي الحضاري العظيم، لا تنفك عنه، لأنها التزمت بهدي تلك الرسالة الربانية الخالدة، واتبعت سنة النبي (ص)».

وأردف قائلاً: «تاريخ البحرين تاريخ دين وأخلاق، وعلم ومبادئ، ومواقف، وحضارة، وقيم وثقافة، يجتمع عليها الجميع، ويتعايش فيه الجميع باحترام، ليست مبنية على عصبية ولا شعوبية، ولا مذهبية ولا طائفية، الرجال الذين أقاموا هذا الكيان، وبنوا حضارة هذا البلد، لا يعتصمون بقبيلة، ولا يتعصبون لفئة، ولا يتقوقعون في طائفة».

وواصل «هكذا عاشت البحرين متميزة منفتحة منذ القديم، إلى أن نبتت فيها نابتة وبذرت فيها نابتة غريبة غيرت هذه الثقافة الراقية، وهتكت هذا النسيج المترابط الجميل، إنه تاريخ الدين والدولة والأسرة والوطن، الذي ينتهج الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والالتزام والتحديث، والتجديد والتطوير أينما وجد».

وأشار إلى أن «البحرين لم تقم فيها معركة بين الدين والدنيا، استقرار وأمن وتشييد وبناء، ووحدة وإصلاح وصلاح، وعمل ورخاء، وتطور ونماء، هكذا كانت عبر التاريخ».

وأضاف «في العصور المتأخرة قامت فئة مغرورة مشبوهة مريبة، أرادت أن تخرّب هذا البناء الحضاري البديع، وهذا الصرح والإنجاز المتميز الجميل، وأن تخطف هذا البلد من أهله، وتعكر صفو سلامه ومعيشته، تحركها أياد مأجورة، داخلية وخارجية، دخيلة ماكرة وطامعة، تريد بمطامع شخصية، وتريد أن تختزل كل ذلك التراكم الحضاري البديع الجميل، والتاريخ الناصع المجيد، الذي شارك في بنائه وتشييده صياغته المخلصون الصادقون من أبناء هذا البلد».

واعتبر أن «تلك الفئة القليلة المغرورة، الخارجة عن القانون، الحقودة، أرادت أن تخطف هذا المجتمع من أهله، ثم تعمل على نفسه والقضاء عليه، ولكن الله تبارك وتعالى لطف وسلّم، فأنقذ البلاد والعباد، ووحد المواطنين، وحفظ الجميع من مكرهم وتمردهم وحماقتهم، وحمانا من شرهم وفتنتهم».

وأفاد بأن «نشوء الدول وقيامها، وقوتها واستمرارها من أهم الظواهر السياسية والاجتماعية التي تسجلها صحائف التاريخ، ثم يعكف الباحثون على دراسة مختلف جوانبها، وكلما كانت الدولة متميزة في ظروف نشأتها، متفردة في عوامل قيامها، كانت أجدر بالبحث والدراسة».

وذكر أن هناك المكونات الكبرى للبحرين، والجوهر البارز من خصائصها، وهي «غايتنا في تمسكنا بديننا واعتصامنا بديننا، وتحلينا بأخلاقنا وقيمنا الإسلامية، وأنها دولة واحدة متوحدة، متآلفة، تجمعها الأخوة الإيمانية».

واستطرد «دولتنا ارتفعت وتطورت ونمت حين رفعت راية الدين والأخلاق، والعلم والوحدة، وهي طاهرة عزيزة منتصرة بإذن الله، استطاعت بعون الله وتوفيقه أن تحقق الاستمرار التاريخي، والإصلاح السياسي، والثبات الاقتصادي، والتسامح الأخلاقي الاجتماعي، على خلاف توقعات كل الخصوم والمرجفين، وتمنياتهم السلبية الحقودة، ممن خابت ظنوهم، واندحرت أوهامهم، من انغماس الوطن في دوامة الفوضى والعنف، ولكن الله تبارك وتعالى خيب ظنهم، وكشف مؤامرتهم، وحقق لنا الأمن والأمان والاستقرار».

ورأى ان «أي غفلة عن مقومات هذه الهوية للدولة الفتية، أو إخلال بها، أو تهاون في المحافظة عليها، أو ترهل بترك المخطئ، والتغاضي عن محاسبته، هو هزيمة وانكفاء وهدم يتحقق أثره السلبي في حجمه، كما رأينا ذلك فيما مر علينا من أحداث مؤسفة تبينت فيها معادن الناس».

وشدد على أنه «لا يمكن التفريق بين الكيان والنظام، فهما دولة ودين، ووطن وشعب، فلا يمكن أن يُسمح لفئة أو حزب أو طائفة أن تمارس على حد زعمها خصوصياتها الدينية، والمذهبية والسلوكية بمعزل عن النظام والقانون والدستور، فالجميع سواء في الانصياع للقانون والدستور والنظام».

ولفت إلى أن «من عناصر مكونات دولتنا المتميزة، تحقيق الأمن والسلم والاطمئنان الأهلي، والتعايش السلمي، إنه ركيزة أساس من ركائز الدولة، حينما حافظت عليه».

واعتبر أن «وضع ورقة الأمن على أهبة الاستعداد في كل الأحوال والظروف، أعطت دولتنا ومجتمعنا بعداً مطمئناً للبعد الاجتماعي والضبط السلوكي والأخلاقي، واتخاذ الإجراءات والتوصيات الوقائية، ما جعل أثره الإيجابي ينعكس على المواطن والمقيم، على حدٍ سواء، إنه يحمي الجميع من سلوك قلة أو فئة خارجة مارقة، أو تصرف منحرف بصاحبه عن الصراط السوي المستقيم».

وقال: «إن البحرين هي بلادنا ودارنا وبيتنا ومستقرنا جميعاً، الولاء لها بعد ولاء الدين، الولاء للوطن فوق كل ولاء وانتماء، مذهبياً كان أو حزبياً أو طائفياً، وأمنها واستقرارها مقدم على كل تطلعات أو إصلاحات أو طموحات، وفوق كل مطالبات، سواءً في ذلك الحاكم والمحكوم».

وبيّن أنه «في التقلبات والشدائد، هذا هو أول وأولى ما يجب النظر فيه، والتطلع إليه، والمحافظة عليه، والاستمساك به، فمهما اختلفنا ومهما تعددت رؤانا واختلفت مطالبنا، ومهما طال حوارنا، وتنوعت رغباتنا وآمالنا، وتطلعاتنا المشروعة، يجب أن نكون على يقظة تامة من أمرنا، في حفظ أمننا، وسيادة وطننا، فكم من متربص يريد النيل من مجتمعنا والنيل من بلادنا، وتمزيق شملنا، وشق صفنا، وهدم ترابطنا، وانهيار كياننا، والسعيد من وعظ بغيره، ولا يلدغ المسلم من جحر مرتين».

وشدد على أن: «الأمن واللحمة الوطنية، وتماسك المجتمع، وحماية الثوابت، وما توافق عليه الجميع هو أعلى وأغلى ما نملك بعد عز الإسلام وحفظ الدين، وهذا الأمن والرخاء والاستقرار، والانفتاح والتحضر، شارك في صنعه وتحقيقه آباؤنا وأجدادنا جميعاً».

وأكد المفتاح أن «الساحة الآن مفتوحة للجميع لرأب ما تصدع، وإصلاح ما فسد، بالمصالحة والحوار ونبذ العنف واستنكار العنف بصريح العبارة، بلا مواربة ولا مداهنة، إذا أردنا المصالحة فعلينا أن ننبذ العنف بالمصارحة لا بالمواربة، ومن ثم المصارحة والحوار والتفاهم والتلاقي، والتوافق الوطني، والانتماء الوطني».

وأكد أن «كل فتنة أو مسلك أو دعوة تهدد الوطن وتهدد وحدته، والمجتمع وعيشه، يجب أن يقف أمامها الجميع بالمرصاد، صفاً واحداً، في كتيبة واحدة متراصة، في وجه كل متربص، ودحر كل متمرد عادٍ كائناً من كان».

ونوّه إلى أن «من غير المنكور ما أفاء الله علينا في بلادنا من نعمة الأمن والأمان، والعلم والتطور، مما تغير معه نمط العيش وأساليب الحياة، وانفتاح بلادنا على العالم، والانفتاح على الحضارة».

وقال المفتاح: «إن التعاطي مع المتغيرات وأخذ العبر ودروس الاعتبار، يكون ذلك كله بالعقل الحصيف، والحق المنصف، والهدوء الحذر، وفي ظل الأحداث العصيبة المتسارعة، والتقلبات والفتن المتتابعة، التي نراها ونلحظها، تكون الحكمة ضالة المؤمن، فليس الترهل حامياً للدول، ولا التذمر والتشفي والتنمر مصلحاً للأمم، والنقد وحده لا يقدم مشروعاً، وردود الأفعال الحماسية المستعجلة الآنية، وغير المدروسة، لا تبني رؤية راشدة، ولا تقيم حضارة راسية، ولا تصنع سيادة منيعة عادلة».

وأكد أن «بلادنا البحرين لها تاريخ ديني حضاري عريق، كما لها أصل وماضٍ عروبي عميق، وقد عرف عن أهلها بتدينهم وطيبتهم، وكرمهم، وتسامحهم، وحبهم، وشغفهم للعلم والعمل والمعرفة، لذلك لما وصلتهم دعوة الإسلام المباركة، دخل أهلها الإسلام مسرعين متسابقين، وقد حسن إسلامهم، وانطلقوا متحصنين بدينهم، يبنون بلادهم، ويشيدون حضارتهم، وينهلون من معين المعارف والعلوم، وكسب وتحصيل الحرف والمهارات، لبناء دولة إسلامية مدنية حضارية عصرية، ذات التميز الديني، والبعد الأخلاقي، والتعايش السلمي».

وتابع «يشهد التاريخ أن بلادنا احتضنت جميع المسلمين، على اختلاف مذاهبهم، كما احتضنت غير المسلمين على تنوع أديانهم ومعتقداهم وثقافاتهم، وضمنت حقوق الجميع، وقد عاش الجميع عبر السنين متسامحين متحابين، يحترم بعضهم بعضاً، بل تصاهروا فيما بينهم، وصاروا نسيجاً مترابطاً واحداً، حتى غدت مشاعرهم مرتبطة بمشاعر بعضهم البعض، فأمنهم أمن للجميع، واستقرارهم استقرار للجميع، ورخاؤهم رخاء للجميع».

العدد 4004 - الجمعة 23 أغسطس 2013م الموافق 16 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 8:44 ص

      نعم ياشيخ

      نعم ياشيخ
      يجب محاسبة من وظف الاجانب في .... و منحهم الجنسية

    • زائر 16 | 2:43 ص

      تناقض

      كل هذا الحديث متناقض فى بعضه البعض ويدور فى حلق مفرغه وليس له ذليل الإ التشفي والتستر على كل مظلمه فى هذا الوطن

    • زائر 14 | 2:17 ص

      العنوان السابق

      يا ريت ياشيخ تقرأ العنوان السابق عن العاطلات وتعلق لماذا تقبل العكس ان يهمش اولاد طائفة من قبل ...... ارجوك يا شيخ انت محاسب امام الله قبل البشر بس كأن الصورة مقلوبة

    • زائر 9 | 12:15 ص

      الله المعين للضعفاء

      كلام جميل جدا ولكن ليش الطائفية والتميز الفئوي موجود في كل مؤسسات الدولة وضد طائفة معينة فقط او بالاكثر ---هذا مايجب اصلاحة اولا ---كل اسباب الاحداث في البحرين الحبيبة هي الطائفئة وفتح باب للاخوان المسلمين للتفرد بة

    • و لد الرفاع | 11:44 م

      صدقت يا شيح يجب محاسبة الارهابين

      صدقت يا شيح يجب محاسبة الارهابين الذين يتسللون الي سوريا ويجب محاسبة من قدم الشباب وغرر بهم للقتال في سوريا ومن جمع المال والعتاد الي الجماعات الارهابية التكفيرية ولم يتم تحريك ساكن
      ويجب محاسبة النواب الذين تسللو الي سوريا والتقو بالجماعات الارهابية ويجب محاسبة من يقوم بتهريب النساء للجهاد بالمناكحة في سوريا ويجب محاسبة هادمى المساجد وحاملى السلاح وحرامية الحفاظات
      عمت عيونكم عن كل هالارهاب الظاهر

    • زائر 17 و لد الرفاع | 3:09 ص

      في الصميم افضل رد

      في الصميم افضل رد بس ما اعتقد بتلقى اجابة على الارهاب لانه الارهابيون هم من يتكلمون عن الارهاب وينسون انفسهم

    • زائر 2 | 10:18 م

      سماحة الشيخ عذرا

      لا يوجد لدى مذهب آل بيت اية خصوصية
      فقط يعبر اتباع المذهب عن حزنهم وافراهم بمناسبة وفاتهم ومواليدهم في المآتم كما هو الظاهر ومنذ القدم في معظم مناطق العالم التي يتواجد فيه الشيعة
      وامام العلاء والملا ء وبتراخيص من الدول والأنظمة وذلك ضمن قوانين الحرية الدينية في العالم
      قد تختلف أنت بل اتباع المذهب في بعض الممارسات والطقوس هذا شأن اخر
      كما نفخر بأنه لا توجد فتوى من فقهائنا البارزين بقتل أو تعذيب أو اذى او اتلاف او تفجير او .....مع من يختلف معنا بالدين أو المذهب

اقرأ ايضاً