طالب عدد من العاطلات من مختلف التخصصات بالتوظيف بحسب الأقدمية وذلك بعد أن مضى ما يقارب ست سنوات على تخرج بعضهن من الجامعة، في الوقت الذي ناشدوا فيه القيادة العليا التدخل لإنهاء قضيتهم.

واستنكرت العاطلات في حديث إلى «الوسط» عدم التوظيف بحسب الأقدمية في وزارة التربية والتعليم، في حين استنكر بعضهن من عدم التوظيف في باقي وزارات الدولة على رغم امتلاكهن المؤهل المطلوب.

وفي هذا الصدد قالت خريجة الإعلام (إذاعة وتلفزيون) من جامعة البحرين زهراء المدوب «تخرجت من جامعة البحرين منذ عام 2008 وكنت على أمل أن أحصل على وظيفة في وزارة الإعلام، إلا أن الحظ لم يكن حليفي، وقد قمت بتقديم أوراقي في وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية ودائماً كان شرط الحصول على وظيفة وجود خبرة، كيف لي أن أحصل على خبرة والأبواب مغلقة أمامي، إلا أن ذلك لم يؤثر عليّ في المضي قدماً، إذ قمت بالدراسة في عدة دورات احترافية، وسعيت للحصول على عمل في إحدى الشركات وذلك للحصول على خبرة، على رغم قلة الراتب وطول ساعات العمل».

وأضافت «لقد تحملت المعاناة من أجل الحصول على وظيفة في وزارة الإعلام أو حتى في أي وزارة من وزارات الدولة تتناسب مع مؤهلي العملي وخبرتي، وبعد البحث قامت إحدى الوزارات بالاتصال وعلى رغم نجاحي في المقابلة، إلا اني لم أتلق أي اتصال».

وتابعت «بعد أن اشترط ديوان الخدمة المدنية وجود خبرة قبل الحصول على الوظيفة وبعد حصولي على الخبرة تفاجأت أن الشروط تغيرت وأصبحت الوظائف لحديثي التخرج، لا اعلم متى سأحصل على وظيفة تتناسب مع مؤهلي فالعمر يمضي ومازلت في انتظار هذه الوظيفة».

وأكدت المدوب أنه بعد عملها في إحدى الشركات تم إقالتها وتفاجأت بعد مراجعتها لوزارة العمل من تسجيلها أنها طالبة، على رغم المراجعات المستمرة للوزارة قبل حصولها على عمل في الشركة.

من جهتها قالت خريجة التربية الرياضية زينب منصور «مضى على تخرجي خمسة أعوام وأنا في انتظار التوظيف، ولقد تفاجأت هذا العام أن وزارة التربية والتعليم لم تفتح المجال أمام الخريجات للتقدم للوظائف، ما أفقدنا كخريجات الأمل هذا العام في الحصول على وظيفة».

وأضافت «خلال الخمس سنوات الماضية قمت بتقديم امتحان التوظيف والمقابلة على مدى كل عام، وفي كل عام أجتاز الامتحان والمقابلة، وفي كل عام تكون النتيجة عدم الرد علينا كخريجين ومازلت في انتظار الحصول على وظيفة».

وأشارت منصور إلى أنها تعمل في ناد رياضي وذلك للحصول على خبرة، إضافة إلى الدراسة في دورات تدريبية وذلك للحصول على خبرة في مجال عملها، إلا أن النتيجة في كل عام هي عدم الحصول على وظيفة، إذ إنه حتى في حال النجاح في المقابلة وامتحان التوظيف لدى وزارة التربية والتعليم تطلب الاخيرة من الخريجين الانتظار لكونهم موجودين على قائمة الانتظار، الى حين يمر عام اخر ويقدم الطالب الامتحان نفسه والمقابلة ويبقى أيضاً على قائمة الانتظار.

أما خريجة الفنون إيمان عبدالأمير فطالبت بأن يكون التوظيف بحسب الأقدمية، قائلة «إن أعمارنا الآن شارفت على العقد الثالث ونحن مازلنا في انتظار الوظيفة في كل عام، وقد تفاجأنا كخريجات تربية فنية باستبعاد تخصصنا من الشواغر نهائيا لهذا العام».

وتساءلت عبدالأمير عن السبب في استبعاد بعض التخصصات من الشواغر نهائياً، وذلك بحجة الاكتفاء، مبينة أنه في كل عام جميع العاطلين يلتقون في الامتحان والمقابلة وجميعهم لم يتم توظيفهم، متسائلة من أين جاء هذا الاكتفاء على رغم أن أعداد العاطلين لم تتغير بل هي في ازدياد.

وأكدت عبدالأمير خريجة عام 2007 أنه في كل عام يتم تقديم العملية والنظرية ودخول المقابلات، مطالبة بأن يكون التوظيف بحسب الأقدمية، مستنكرة عدم توظيف العديد من العاطلين على رغم أنه لهم الأحقية وخصوصاً في ظل أنهم الفئة الأقدم، وبعضهم أصحاب معدلات عالية وخريجو جامعة البحرين.

ولفتت عبدالأمير إلى أنها سعت للحصول على خبرة عبر المشاركة في عدة دورات تدريبية، إلا إنها مازالت تنتظر التوظيف.

وطالبت عبدالأمير وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل بغلق ملف العاطلين من جميع التخصصات، مناشدة القيادة العليا غلق هذا الملف، مطالبة بأن يكون التوظيف بحسب الأقدمية مع استثناء الخريجين الناجحين في المقابلة والامتحان من إعادته مرة أخرى في كل عام.

من جانبها قالت خريجة تربية فنية مواهب عبدالوهاب «بعد سنوات من الجد والاجتهاد في المرحلة الجامعية صدمنا بالواقع، فبعد مرور أكثر من خمس سنوات على التخرج في كل عام نفاجأ بإعادة الامتحان والمقابلة ومازلنا على قوائم الانتظار التي لن تنتهي على رغم مرور خمسة أعوام».

وأضافت «كخريجة طرقت أبواب جميع الوزارات بما فيها وزارة العمل كما قمت بالمشاركة في عدة دورات تدريبية وتقدمت بطلب التوظيف في عدد من المدارس الخاصة، التي تفاجأت بأن عدد المقدمين لشاغر واحد تجاوز 200 عاطل وعاطلة، لم أيأس فمازلت أتقدم بطلبات التوظيف في المدارس الخاصة».

واستغربت عبدالوهاب من أن تخصص التربية الفنية مازال مفتوحاً، على رغم زيادة عدد العاطلين، مشيرة إلى أنه مؤخراً تفاجأ الخريجون باشتراط ديوان الخدمة المدنية ان يكون المتقدم للوظيفة حديث التخرج، على رغم أن هناك أعدادا من الخريجين عاطلون عن العمل وقد سعوا خلال الفترة الماضية للحصول على خبرة وذلك بحسب اشتراطات الخدمة المدنية في السابق.

من جهتها أكدت خريجة تكنولوجيا تعلم آيات عبدعلي أحمد أنها منذ خمسة أعوام وهي في انتظار التوظيف، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم وظفت دفعة واحد من الخريجين، في الوقت الذي مازالت فيه هناك دفعات من الخريجين لم يتم توظيفها حتى الآن.

ولفتت أحمد إلى أنه منذ التخرج حتى الآن في كل سنة تقوم بتقديم امتحان التوظيف والمقابلة، وفي كل عام تعيد هذا الامتحان، مشيرة إلى انها تفاجأت أن هذا العام لم يتم الإعلان عن شواغر في وزارة التربية والتعليم.

وذكرت أحمد أنها قدمت لدى وزارة العمل، إلا أن الوظائف التي تعرض عليها على رغم أنها خريجة جامعة البحرين لا تتناسب مع مؤهلها العلمي، إذ إن بعض الوظائف تكون في مجال التسويق والمبيعات.

ونوهت أحمد إلى أنها على رغم زيادة عدد العاطلين مازال تخصص تكنولوجيا التعليم مفتوحا، مطالبة بأن يتم توظيف الخريجين بحسب الأقدمية.

من جانبها شكت خريجة الإعلام (وسائط متعددة) زينب سيدإبراهيم من عدم حصولها على وظيفة تتناسب مع مؤهلاتها على رغم مرور خمسة أعوام على تخرجها، مشيرة إلى أنها قدمت في وزارة التربية والتعليم مؤخراً بعد إعلان الأخيرة عن شواغر لخريجي الوسائط المتعددة، مشيرة إلى انها تفاجأت بأن وزارة التربية والتعليم تطالب بأن يكون التخصص فقط وسائط متعددة، مؤكدة أنه لا يوجد تخصص وسائط متعددة كتخصص رئيسي.

ولفتت سيدإبراهيم إلى أنها على رغم أنها حاصلة على شهادة البكالوريوس من جامعة البحرين، إلا انها تفاجأت بأن الوظائف الموجودة في وزارة العمل والتي يتم اختيارها لها كخريجة لا تتناسب مع مؤهلها، إضافة إلى ان الرواتب لهذه الوظائف تتراوح بين 200 و250 دينارا.

هذا وقد أكدت خريجة تربية إرشاد نفسي ومدرسي خلود جاسم بأنه مضى على تخرجها ثلاث سنوات ومازالت عاطلة عن العمل، مشيرة إلى أنها راجعت وزارة التربية والتعليم وأبلغتها بأن هذا التخصص غير موجود لدى الوزارة ولا توجد شواغر.

وذكرت جاسم أنه خلال السنوات الماضية لم تتقدم لامتحان الوزارة ولا المقابلة الشخصية.

ولفتت جاسم إلى أنها عملت في إحدى المدارس الخاصة، إلا أنه تم إقالتها من العمل وذلك لرفض وزارة التربية والتعليم توظيفها مدرسة.

من جهتها أكدت خريجة علوم مالية ومصرفية أنها تقدمت بطلب التوظيف في جميع الوزارات في البحرين وجميع البنوك المصرفية، ومازالت في انتظار التوظيف، مبينة أنها حالياً تعمل في وظيفة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساء براتب 200 دينار.

وأكدت بعض العاطلات خلال اللقاء أنه نتيجة للظروف التي تمر بها العديد من العاطلات اقامت البعض منهن مشاريع في منازلهن وذلك لكسب رزق عيشهن، مؤكدات أن هذه المشاريع لا تغني عن الوظائف، موضحات أن الحصول على وظيفة يعد حقا من حقوقهم كمواطنات حاصلات على شهادة البكالوريوس.

وطالبت العاطلات جميع مؤسسات الدولة وجميع الوزراء بتوظيف الخريجين بمختلف تخصصاتهم الدراسية، على أن يكون التوظيف بحسب الأقدمية، وذلك لغلق ملف العاطلين بمختلف التخصصات، محذرين من زيادة عدد العاطلين خلال السنوات المقبلة.