العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ

مهازل القضاء القراقوشي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن مصر التي أخرجت للعالم شخصية القاضي الأبله «قراقوش» في العصر الأيوبي، ستنتج قراقوشات أخرى بعد عودة حكم العسكر من جديد.

خلال اليومين الماضيين، تابع 360 مليون عربي على الهواء مباشرةً، مشاهد أكبر مسرحية كوميدية قراقوشية تعرض في القاهرة.

المسرحية أثارت استغراب العواصم الكبرى، التي بقيت تتابعها وهي في حالةٍ من الذهول، ولم تفلح مناشداتها لإيقاف العنف وقتل المتظاهرين بالجملة، وفض الاعتصامات بالقوة، ورمي قنبلة مسيل دموع في حافلةٍ مغلقةٍ لنقل السجناء لتقتل 36 معتقلاً، ثم الادعاء بأنهم كانوا يحاولون الفرار!

آخر فصول المسرحية، بينما يواصل العسكر العائد إلى الحكم ملاحقته لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وإلقائهم في السجن، تم توجيه تهمةٍ لأول رئيس منتخب رسمياً في تاريخ مصر، بالتعامل مع الخارج! (واكتشفنا لسوء الحظ أن هذا الطرف هو حركة «حماس» الفلسطينية)! ويفاجئنا القضاء المصري بإصدار حكم ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي سجن آلاف المصريين خلال حكمه، وقتل المئات منهم في ثورة يونيو في آخر شهر له بالحكم، وحوّل مصر خلال ثلاثين عاماً إلى مزرعةٍ عائليةٍ يتولاها ولداه جمال وعلاء.

اليوم تم تبرئة حاكم مستبد من جميع التهم الموجّهة إليه، ليخرج من السجن كما تخرج الشعرة من العجين! وعلى هذا القضاء العجيب أن يبحث بعد اليوم عن متهمين آخرين ليلصق بهم قضايا الفساد الذي كان مستشرياً في عهد مبارك، من صفقات، ورشاوى وعمولات، ومبيدات زراعية سامة، وبيع غازٍ لـ «إسرائيل» برخص التراب!

على القضاء المصري النزيه أن يبحث بعد اليوم عن المتسبّبين في قتل 850 مصرياً، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من حكم مبارك، فلعلنا نكتشف أنهم من المخلوقات التي هبطت من السماء في كبسولات فضائية!

على القضاء المصري النزيه أن يبحث عن من اقتحموا ميدان التحرير يوم موقعة الجمل، على ظهور البغال والجِمال، لينقضّوا على شباب ثورة 25 يناير، بالسيوف والسكاكين والأسلحة البيضاء. فربما يكتشف أنهم من الجن الأزرق الذين اختاروا غزو مصر واحتلال القاهرة وسرقة مياه النيل! خصوصاً أن محكمة النقض أيّدت براءة المتهمين من الإنس «البلطيجة»، من كافة التهم، وإلصاقها بالأخوان المسلمين الشياطين الذين اعترف مرشدهم العام محمد بديع بارتكابها بعدما ألقي القبض عليه قبل ثلاثة أيام!

مساء أمس الخميس، تناقلت الوكالات والفضائيات، لقطات إطلاق سراح الرئيس البريء حسني مبارك ونقله بالهليكوبتر إلى المستشفى للاستشفاء. وهو رجلٌ طيّبٌ جداً، لم يرتكب أي خطأ طوال حكمه الطويل، وكلّ ما حدث من جرائم وسرقات وفساد كان وراءها بطانة السوء التي كانت تحيط به، قاتلها الله! أما هو فرجلٌ طيّبٌ عجوزٌ تجاوز الثمانين، وقد أخطأ المصريون وخصوصاً أمهات شهداء الثورة، بالتفكير في محاكمته! وكان المفروض أن يُحِيلوه على التقاعد ويحجزوا له تذكرةً إلى جزر الكناري ليقضي بقية عمره بعيداً عن ضوضاء وتلوّث القاهرة!

لقد تم تبرئة مبارك في قضية «هدايا الأهرام»، وغادر سجن طرة الذي دخله قادة الاخوان! ونُقل للإقامة الجبرية في مكان مجهول مؤقتاً، تمهيداً لانتقاله لاحقاً إلى منزله في منتجع شرم الشيخ، أو إلى دولةٍ عربيةٍ أخرى... أو السفر إلى جزر الكناري!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 10:49 م

      القضاء في مصر انت عاوز ايه؟

      هذا هو القضاء في مصر انت عاوز ايه؟ حنعملو ليك لم يكن قضائهم نظيف ولن يكون

    • زائر 32 | 8:35 ص

      حسني مبارك عميل صهيوني أمريكي متعقل والاخوان عملاء صهاينة ومشروع فتنة للاسف.

      مصر ...للاسف من عميل إلى عميل.
      حسني مبارك عميل.
      الاخوان عملاء خطيرين.
      السيسي تم احتوائه من قبل أمريكا... وهو واضح سيصبح عميل.
      أمريكا = الاخوان.
      السعودية = السيسي.
      السعودية = امريكا
      إذا في مصر أمريكا تلاعب أمريكا ..... من الفائز ... نركه للقارئ.
      للاسف هذا حال مصر والله يعين الشعب المصري والعربي.

    • زائر 31 | 7:46 ص

      ما وظيفة رئيس لا جمهور له أو ما وظيفة حاكم لا يحكم أمره؟

      لا يخفى على الناس أن العرق السامي فوق البشر تنصيب. والنواصب ما هي إلا إيجاد منصب وتسمية شخص يجلس على كرسي كرئيس جمهوريه أو سلطان أي تعيين ليأمر الناس وينهاهم عن ما أمرهم به فيحاسبهم على ذلك. هنا ربه بمعنى من أعطاه العمل والوظيفة التي يعمل بها وليس عن منكر ولا عن معروف ولكن يقتل ويذبح بأمر من من ولاه. من ولى حسني ليس الشعب وإنما أختير ليكون واليا على مصر أم الدنيا وأم الفرفشة والنعنشه – لا هين ساهين معمهون أو عميان أو لا يبصرون على القاريء... بس ليش بجري ولا يمشي إلا على مصر فقط ؟

    • زائر 27 | 5:40 ص

      الاكبر

      اكبر مسرحيه هزليه كانت محكمة الرئيس القائد صدام حسن

    • زائر 26 | 4:41 ص

      زائر 24

      اقول سيسي بتاعك ماله ومال البحرين ما حل عننا. نؤيد ومانئديش هو ماله سيبونا في حالنا عشان تقول نسيبوا بحالكوا... والله ال ايه السيسي سيسي ايه ونيله ايه ما كلهم تبع للامريكان والدول اللي بتدفع. علينا الكلام ده والله ايه احنا عارفين.

    • زائر 24 | 4:19 ص

      القضاء المصرى هو الذى يقرر ان يفرج عن هذا ويسجن ذاك وليست امريكا اعلموا ان القضاة المصريين شرفاء فى قضائهم وهم حريصون على ان ياخذ القانون مجراه السليم واخلعوا انتم من الموضوع علشان العملية مش نقصاكم وكفاية تدخل فى الشان المصرى.
      مالك انت ومال شخص عظيم مثل السيسى يا عم!!!!

    • زائر 29 زائر 24 | 6:24 ص

      قضاء غير نزيه

      القضاء الذي يفرج عن حاكم دكتاتوري اذل المصريين ثلاثين سنة وسرق اموالهم وحاول تنصيب اولاده حكاما من بعده حتى ثار عليه الشعب ثم ياتي القضاء المسيس ليفرج عنه... هل هذا قضاء محترم؟؟؟؟؟ انتظر كيف سيعمل السيسي بالمعارضين الاخرين واولهم البرادعي الذي سيحاكمه. اسكت يا اخي اسكت.

    • زائر 22 | 3:57 ص

      افلام

      يقولون نظرية الموءامره تحس كان سيناريو مكتوب وكل واحد مطلوب منه يمثل دوره بس الشره على الي عطوه دور لحمار وماشالله سنه كامله وهو ياديه بجداره ولما انتهى الفيلم قالو له الله يعطيك العافيه ارجع مكانك انتهى الفيلم والجمهور عرف قدر الحكم السابق

    • زائر 21 | 3:56 ص

      أليس نوع من أنواع الافلات من العقاب؟

      عالجته بيموت ما عالجته بعد سيموت النهاية واحده ويش فائدة سجنه لا برجع القتلى ولا بترجع من ما سرق. فيمكن يكون تراجع عن حلف يمين متطرف أطلسي أو لسنين فرق تسد وعصى لمن عصى وأوامر .. الشعوب صارت اليوم ضحايا خرابيط طريق . هل على طريقة ما فعله صقور البيت الأبيض مثلا في العراق ليست عدله؟ اووا ليس صحيح مثل ما تدين تدان؟ فبالامس أدانوا الاسد وقبلها أدنوا صدام والقذافي لكن اليوم خايفين على صحة يموت في أياديهم ليش؟

    • زائر 18 | 3:46 ص

      لا خيرة الله في الاول ولا بركة في الثاني

      النتيجة مصر ضاعت والحال سيطول ... عليهم ان يفكروا ما كان موقفهم من سوريا والبحرين .. اللهم لا شماته

    • زائر 17 | 3:25 ص

      هي الأموال والبترودولار يا ولدي

    • زائر 16 | 2:54 ص

      خط احمر

      مسكين ما يسمى بالشعب العربي ،،، مرفوض عليه ان يتحرر ويستنشق الحرية والعدالة

    • زائر 12 | 2:48 ص

      غريب امرك

      ليش ما تذكر شي عن مجزرة الغوطة؟! ضد بشار،،،،حسني مبارك يعتبر ملاك جنب بشار الذي تصفقون له ليل نهار،،،،

    • زائر 25 زائر 12 | 4:32 ص

      عجب من هكذا تفكير !!

      كل الانظمة العربية جديدها وقديمها على نفس المسار سائرون ولا لوم على قادة هذه الانظمة اذا كانت شعوبهم تحب أن تكون شعوبا مستحمرة.

    • زائر 10 | 2:35 ص

      لا حول ولا قوة الابالله

      وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
      اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله

    • زائر 9 | 2:33 ص

      كلامك ينافي الواقع

      يبدو انك لا تعرف اخوان (الشياطين ) فهولاء عاثو في الارض فسادا والدليل الاكبر ما عملوه من قتل وتنكيل بالشعب المصري المسلم اتمنى من كل دول الخليج تحتذي بالامارات وتقتلع هؤلاء المتمصلحين الذين عاثو فساد وطائفية في وزاراتنا .

    • زائر 8 | 2:32 ص

      الله اكبر وفوق كيد المعتدى

      وهو في ذلك كله يتمثل بقول الشاعر
      بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة
      وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام
      لم يستقو بأجنبي ولم يدع أنصاره للتظاهر والحرق فكان مشهد ترجله عن جواده غاية في النبل والرجولة.
      وسيظل صاحب الضربه الجويه ورجل كل العصور بل (قائد مصرى شريف تعتز به العصور).

    • زائر 28 زائر 8 | 5:59 ص

      وسيظل صاحب الضربه الجويه ورجل كل العصور بل (قائد مصرى شريف تعتز به العصور).

      بالعدال لاينطلق عرج

    • زائر 7 | 2:31 ص

      أنها المليارات الخليجية التي اسالت لعاب العسكر وغيرهم . وتوصيات امريكا وحلفاءها بالقضاء على الثورات وارجاع الحكم القبلي والديكتاتوري لمصلحة الغرب والاموال هي نفسها التي تدخلت في سوريا ولبنان والعراق وليبيا وتونس لمواجهة تطلعات الشعوب .

    • زائر 6 | 1:55 ص

      والله عيب

      أقول للمصرين قبل العالم أليس هذا الشخص هو سبب تشردكم وأتجاههكم للخارج من أجل لقمة العيش حالكم حال الكثير من الدول العربيه وبالخصوص فلسطين
      وهو كان يبيع الغاز لأسرائيل بأقل من السعر العالمي
      أليس حماس هي أولى من أن يمد لها يد المساعده بدل أن تبقوا على صلح مع الصهاينه
      والله كل عاقل يفكر ويعرف بأن كل ماحصل في العالم من أجل عيون الصهانيه
      وشكرا

    • زائر 5 | 1:29 ص

      محكمه الهيه فقط

      لا عداله غير عدالةالسماء اين مفر منها ....لقد فطر قلبي لهؤلاء المتظاهرين المسالمين وحرق مساجدهم وقتلهم الاسلام يوحدنا وكلمة لا اله الا الله يوحدنا ولا فرق بين طائفه واخرى وحسبي الله على المتصهينيين والمتامرين معهم وبيع ثروات مصر من اجل توليهم الحكم لاعداء المسلمين واكبر خيانه خيانة الامه

    • زائر 3 | 12:12 ص

      أم الدنيا تساهم أو بهدلة الدنيا مصدرها من مصر

      متى ما كانت فتاوي مصدرها مصر أم الدنيا والاخوان في مصر بس لهم فرع في البحرين يعني قضاتها وخياييط القانون ..فكيف يكون شاهد عدل ما شهد عدل لكن عمل بالباطل وبدل أن يقضي من خدم إسرائيل مش حسني مبارك؟ يعني تبارك الله وما شاء الله أن يقضي قبل مماته يومين صح على نفقة دولة مصري – عبري. يعني معبر رفح ما متعاونين مع الاسرائيليين في بهدلة الشعب الفلسطيني. أليس عندهم إتفاق سلام منتهية مدته لكن ساري المفعول بفضل تعاون الاخوان وفتاوي القرضاوي؟

    • زائر 2 | 11:39 م

      الغريبة مرسي حكم سنة وحده و لن يخرج من السجن

      مبارك حكم 30 سنة وخرج من السجن فبعد الثور من يكون المجرم الشعب المصري ام مبارك و صبح العسكر و الداخلية حمامة السلام

    • زائر 1 | 10:46 م

      ما اقوووول الا

      سلام الله عليك يا ابا الحسن يا امير المؤمنين ياعلي،حكمة فعدلت وانصفت وساويت

اقرأ ايضاً