العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ

وصفة النشاط البدني أثناء العمل وفي وقت الفراغ

عبير الغاوي

استشارية طب عائلة بإدارة تعزيز الصحة

جميعنا يدرك أهمية النشاط والحركة كأحد مقومات الصحة والسعادة وبالرغم من ذلك يبقى هذا الموضوع من الأهداف الشخصية المؤجلة، ربما حتى الأسبوع القادم أو الشهر القادم أو مع الاشتراك في النادي الصحي الفلاني أو حتى تتوفر الميزانية الكافية لشراء أجهزة رياضية وفي معظم الوقت يكون السبب في التأجيل أما ضيق الوقت أو الإحساس بالتعب أو هما معا. ومهما اختلفت الأسباب اسمحوا لي أن أقول أنها عوائق بسيطة وحلولها سهلة إذا توفر الإيمان العميق بأهمية النشاط البدني و إذا عرفنا مردوده على صحتنا وحالتنا المزاجية. إذاً قد نتفق أن التحدي الأصعب هو كيف نحفز العزيمة ونقوي الإرادة.

وبداية اذكر بتأثير الحياة الخاملة في الإصابة بعدد كبير من أمراض العصر حيث يعد قلة النشاط البدني السبب الثالث للوفاة في العالم وعلى العكس من ذلك فأن ممارسة الرياضة المنتظمة تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان بمعدل 40 في المئة على اقل تقدير ومن داء السكر من النوع الثاني بمعدل 30 في المئة ويحسن النشاط البدني من ضغط الدم والكولسترول ويقي من هشاشة العظام ويساعد في الحفاظ على وزن صحي بل أن الرياضة المنتظمة وابسطها المشي ترفع من الطاقة الايجابية وتعزز الشعور بالسعادة وتقوي الذاكرة وتحسن نوعية النوم. إن الوقت الذي نقضيه في الرياضة يساعد على التأمل والتفكير وفي الحصول على هدوء البال والاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق. وفي المقابل فأن الجلوس لساعات طويلة في العمل أو لمشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسوب يضاعف من الإصابة بداء السكر وأمراض القلب حتى لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة المنتظمة وهذا لا يقلل من أهمية النشاط البدني والتمارين الرياضية التي تمارس في أوقات الفراغ ولكن يؤكد على أن بقية النهار يجب أن لا يقضي في الجلوس فقط. وإذا كان الحال كذلك علينا أن نفكر كيف يمكن أن نزيد من حركتنا خلال أعمالنا اليومية المعتادة.

إن الوصفة المطلوبة لتحقيق كل هذه الفوائد الصحية والنفسية والعقلية والروحية بسيطة جدا ولها مكونان أساسيان يجب الحرص على توافرهما معا معظم الوقت : المكون الأول هو زيادة نصيب الفرد من النشاط والحركة في جميع أعماله التي يؤديها طوال اليوم والمكون الثاني من الوصفة فهو ممارسة نشاط بدني بشكل منتظم.

إن تعويد النفس على الحياة النشطة مهم جدا وقد يتطلب في البداية بعض التخطيط و ابتكار آليات للتذكير والتنبيه من اجل ضمان الاستمرارية فعلى سبيل المثال ينصح بإيقاف السيارة في موقف بعيد واستخدام السلالم بدل المصعد والمشي او استخدام الدراجة الهوائية للذهاب للمتجر والمساعدة في القيام ببعض الأعمال المنزلية و رعاية الأطفال أو عمل حركات رياضية بسيطة مع الفواصل الإعلانية أثناء مشاهدة التلفاز و هكذا. حتى مع الأعمال التي تعتمد على الجلوس لساعات طويلة ، فعند إجراء مكالمة هاتفية أو الحديث مع زميل في العمل يمكنك الوقوف والحركة وقد يحدث هذا فرق كبير .

وبالنسبة للمكون الثاني من الوصفة وهو ممارسة نشاط بدني منتظم ,قد يكون احد النوعين التاليين: نشاط بدني متوسط الشدة (150 دقيقة خلال الأسبوع الواحد أي ما يعادل 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع ويمكن تأدية النشاط دفعة واحدة لمدة 30 دقيقة أو بصورة متقطعة لمدة 10 دقائق في المرة الواحدة) أو نشاط بدني مرتفع الشدة (75 دقيقة خلال الأسبوع الواحد أي ما يعادل 25 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع) أو خليط من النوعين. ونقصد بالنشاط البدني المعتدل أنه عند أداء النشاط تتسارع ضربات القلب و التنفس بشكل ملحوظ ولكن لا يزال بإمكان الشخص إتمام المحادثة و الأمثلة على ذلك كثيرة مثل المشي بسرعة و أعمال الحديقة الخفيفة (تقليم الأشجار أو استخدام جزازة العشب) و الرقص والسباحة واللعب بنشاط مع الأطفال و ركوب الدراجة بسرعة معتدلة .أما النشاط البدني المرتفع الشدة فيكون مصحوب بزيادة معدل ضربات القلب بصورة كبيرة ، ويكون التنفس أكثر صعوبة و سرعة لدرجة عدم القدرة على إجراء حوار. وتشمل الأمثلة الركض و السباحة وقفز الحبل والألعاب ذات القدرة على المنافسة الرياضية مثل كرة القدم و كرة السلة.

ونظرا لأهمية الرياضة وضرورة الاستمرار بها وتبنيها ضمن حياتنا اليومية فانه كما نرى الخيارات كثيرة جدا و ليس من الضروري التقيد بالاشتراك في نادي صحي أو شراء أجهزة رياضية أو أي من شانه أن يعطل ويعيق ممارستها وعليه فان رياضة المشي هي أكثر الرياضات المعتدلة جاذبية وسهولة وأمان ولا ننسى استخدام الحذاء الرياضي المناسب و استشارة الطبيب عند الحاجة خاصة لمن تزيد أعمارهم عن الأربعين سنة أو من لديهم مشاكل صحية وخصوصا في القلب و الأوعية الدموية.

يجب أن نختار النشاط الذي نحب و بما تسمح به ظروفنا و إمكاناتنا المتوفرة ونبدأ بخطوات بسيطة في محيطنا الآمن ونتدرج في الوقت وحدة النشاط حسب مستوى لياقتنا ونزيد السقف تدريجا حتى نصل للهدف المنشود.

إقرأ أيضا لـ "عبير الغاوي"

العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:56 م

      ومن

      ومن ضمن الوسائل المتاحة لشعب البحرين دون غيره من الشعوب ،هو توفر المسيرات بكثره ،فحضورك الى المسيرات يجعلك دائما فى حركة ورياضة،فاليوم المسيرة من دوار كرانه الى دوار سار ،تمشي بمعدل نصف ساعة

اقرأ ايضاً