العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ

طعنة الأقرباء!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا نستغرب عندما يطعن الغرباء بنا، ولكننا نستغرب حين يطعن بنا الأقرباء. وقد لا تكون الطعنة مؤلمةً، ولكنّها تدل على ألم هؤلاء الأقرباء من ناحيتنا، فهل جرّب أحدكم طعنة الأقرباء؟

إنها طعنةٌ تُبعد الأحباب، وتغلّظ القلوب، وتجعلهم بعيدين كل البعد عن بعضهم البعض، ويخسر الطاعن أهله وأحبابه. ففي الوقت الذي سيحتاج إليهم لن يجدهم بجانبه، كوقت عزاء أو زواج أو حتّى في لحظات عمر قد تكون من أهم اللحظات لديه.

قد يكون أحدهم غاضباً من موقف بدر من أحد الأهل، ولكن كثرة القيل والقال والتنطّع في الكلام تجعل المشكلة تزيد عن حدّها، وينسى الغاضب قصوره وتقصيره، ويلتفت إلى شخصنة الموضوع، وبالتالي يجر معه فجوة كبيرة.

نصيحة منّا... لا تستمعوا إلى من يريد الهدم، ولا تنصتوا إلى من يثرثر بالكلام وينشر الكذب ويتفنن في التقوّل على الناس، وعندما يخبركم أحد الارضة بأمر، فلا تذهبوا يمنةً ولا يسرة، بل اتّجهوا إلى الشخص نفسه واسألوه إن كان قال وزاد وكذب وانتهى، وحينها ستنظف القلوب، وقد ترجع العلاقة وقد لا ترجع!

مشكلة بعض الناس أنه يظن بأنّ سلاطة اللسان والوقاحة قد تنفعانه في الأزمات، ناسياً بأنّ الأقرباء هم الموجودون في الشدّة، وهم من يفرحون لفرحه، وهم الذين يحزنون لحزنه أو ألمه. ففي وقت غضب قد تقول إنّي أحتقرك، ولكن هذه الكلمة الجارحة لن تخرج من القلب المجروح، بل إنّها تدخل وتستقر إلى أجل ما!

اتّصلت بنا إحدى الأخوات تشكو من موقف في بيتها، وقد عرفنا منها بأنّ القيل والقال والنميمة والحمق جعلتها تخسر من كان ينصحها ويصلح بينها وبين أقربائها، ولكننا للأسف لا نعلم بأهمّية الأهل والأقرباء إلاّ بعد فوات الأوان.

هذه نقطةٌ من بحر، وهي أمور تحدث في البيوت، والبيوت أسرار، ودائماً هناك طرفان للقصّة، فعلى سبيل المثال الاخفاق في تربية الأبناء، يعزو الأب الاخفاق في التربية إلى الأم، لأنّها دائماً مشغولة وغير متواجدة، في حين تعزو الأم إلى عناد الأب وضعف شخصيّته وبعده عن الأبناء وهو حاضر!

وبين هذا وذاك لا يعلم الحقيقة إلاّ أهل البيوت أنفسهم، وإن كانت هناك خلافاتٌ لم تُحل، فوجب على الطرفين السعي من أجل الإصلاح بينهما، أو اللجوء إلى توسيط توسيط طرف آخر، وإن لم يستطيعا فليس هناك حلّ إلا أبغض الحلال ألا وهو الطلاق. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4003 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 3:21 م

      اقتراح

      لماذا لا تفتحي مواضيع الفساد ... اعتقد انها افضل طريق لمحاربته هو فضحه وفضح من يقف خلفه .. بس اختاري الموضوع وركزي عليه بالادله والاثباتات

    • زائر 13 | 5:49 ص

      انا

      انا مازلت مصدوم من من وقف ووشى وتجنى على اهل وطنه والذي تعاشرو سنين بل دهور بالكذب وقول الزور لمصلحه آنيه ونسى ان الله سبحانه وتعالى يرى ويسمع.
      جدا مصدوم

    • زائر 12 | 5:37 ص

      انام احسن .. مواضيعك كلها ممله

      " اتأمرون الناس بالمعروف وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب "

    • زائر 10 | 3:42 ص

      طعنت من ابنة اختي

      ولم تكتفي بل مازالت تحرض اختي ضدي لماذا ببساطه لانها ترى نفسها فوق الخطأ وفوق الانتقاد

    • زائر 9 | 3:17 ص

      تقدم في السن أو تراجع أخلاق

      يقال في رجال يقدم على الزواج ليس مجنن ومخبول. أو في أحد يجرب المجرب غير الذي عقله مخرب. قال جحا ليش؟ ألم تسمع أن المرأة شر لا بد منه. أو قد لا يقال أن مناخ المجتمع العام ملوث أو بيئته قد تلوثت بسبب المناخ الملوث. فالمجتمع طبقي مقسم الى طبقات من عوائل بيت فلان آل فلتان، وعسكري ومدني وكل واحد حاسب حسابه على أنه وصل القرن العشرين لكنه عاد على سيكل الى القرون الوسطى ولا زال الكثير تفكيره تفكير سطحي أو متمشكل في آراء أو أقوال من هنا وهناك دون تمعن ولا تبين. وهذه النتيجه وصلنا بالعكس. أليس كذلك؟

    • زائر 8 | 2:55 ص

      الأسرة والتربيه

      قد تكون من المشاكل المنشرة في المجتمعات لكن لا ننسى أن الأسرة وحدها لا تستطيع أن تربي جيل صالح لخدمة مجتمعه. فالعلاقة والتواصل أو الصلاة القائمة في مجتمع مصلحي طبقي . فقد لا يلام الأب ولا تلام الأم اليوم فالمدرسة تزرع المجتمع يزرع والأسرة تغرس. كما أن الأم والأب مختلفة ثقافتهم وقد تكون كل واحد عنده رأي ووجهة نظره قد لا تكون صحيحه لكنهم يتنازعون على رأي أو وجهة نظر. وما أدراك ما المدارس وما تعلم وتربي . ما مصير الأولاد في هذه الحاله؟

    • زائر 7 | 2:44 ص

      ستراوية

      جراحات السنان لها التئام وما يلتام ما جرح اللسان

    • زائر 6 | 2:44 ص

      لا تقعد مع أولاد إبليس - من نصائح أول

      قيل الأم مدرسة إذا أعددتها .. وقيل لا تربوا أولادكم لأجيالكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم. لكي لا نلقي اللوم على الأسرة المجتمع مكون وليس من عدد من الأسر. التربيه التنافسية ونشر الغيره والحسد بين الناس ليس وليد اليوم لكن اليوم ظهر على حقيقته بعد أن إصطدم بالواقع الجديد أن أكثر أو معضم الناس أعدوا أولادهم وبناتهم لزمن حسب العادة وحسب التقاليد – عرف يعني. اليوم عدد من الناس ليس بقليل غير ملتزم بالأدب ولا يحترم أحد. ليش السؤال؟ أين أحسنت رحم الله والديك؟

    • زائر 5 | 2:31 ص

      بيئه يعني موبوءة - تلوث بيئي أو من التلوث الأخلاقي المنتشر؟

      قد يكون من الأمراض المنتشرة اليوم في المجتمع المحلي الذي كان بحريني أصبح اليوم مخلط. قد لا يشتكون من شيء لكن ما ينتج عن أفعالهم الغير سويه إلا الإعتداء الا شعوري عليك. خلل صايد النفس البشريه ليس من إدمان التفكير والتفكر وإنما من متابعت الأهواء ومغازلة الشيطان والعقرة في خلق الله والتجسس والتنصت لا لشيء بس للتسليه يمكن. يعني أليست النميمه إسائه للغير وإعتداء على حرمه من الحرمات كما التجسس كذلك. بس وين الناس التي بمكن عندها مخ أو باكه أو كراقين على رقبتها؟ بيئه موبوءة أو فساد أخلاقي؟

    • زائر 4 | 1:50 ص

      الصبر

      ان الله امر بالصبر في امورنا لكي لا نندم اذا اراد ان يتكلم او يتفوه بكلمه او ياخذ اي قرار خطير يجب الصبر وعدم العجله وليعلم اذا كان مظلوما فان الله بجانبه

    • زائر 1 | 1:16 ص

      ظلم الأهل

      و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من قع الحسام المهندي

اقرأ ايضاً