العدد 4002 - الأربعاء 21 أغسطس 2013م الموافق 14 شوال 1434هـ

المعارضة السورية تتهم النظام بارتكاب مجزرة بسلاح كيميائي ودمشق تنفي

المعارضة السورية تتهم النظام بارتكاب مجزرة بسلاح كيميائي ودمشق تنفي

بيروت – (ا ف ب)

اتهمت المعارضة السورية النظام بارتكاب مجزرة الاربعاء في ريف دمشق راح ضحيتها اكثر من 1300 قتيل نتيجة استخدام السلاح الكيميائي، الامر الذي نفته دمشق بقوة، في وقت دعت دول غربية وعربية محققي الامم المتحدة الموجودين في سوريا الى التوجه الى مكان المجزرة للتحقق من الوقائع.

واعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي الاربعاء ان اعضاء المجلس يريدون "كشف الحقيقة" حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق و"يرحبون بعزم" الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.

وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال اثر جلسة مشاورات للمجلس "ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثب"، مضيفة ان "اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام (بان كي مون) على اجراء تحقيق معمق ومحايد".

وتحدثت بيرسيفال التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن في اب/اغسطس عن مضمون المشاورات ولكن مجلس الامن لم يتبن اي بيان رسمي حول الملف.

واكدت السفيرة الارجنتينية ان اي استعمال للاسلحة الكيميائية سيكون "انتهاكا للقوانين الدولية".

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن انه "تم توثيق استشهاد 136 مواطنا بينهم نساء وأطفال ومقاتلين من الكتائب المقاتلة الذين استشهدوا نتيجة القصف العنيف من قبل القوات النظامية لمناطق في معضمية الشام بالغوطة الغربية ومدن وبلدات الغوطة الشرقية اليوم واتهم نشطاء من المنطقة القوات النظامية باستخدام الغازات السامة بالقصف".

واستشف بعض المحللين العسكريين وجود اشارات الى وقوع هجوم باسلحة محظورة، مؤكدين في الوقت نفسه ان لا امكان للجزم بذلك من دون تحقيق واخذ عينات على الارض.

واعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان "اكثر من 1300" شخص قتلوا في "هجوم كيميائي" قامت به قوات النظام في مدن وبلدات عدة من ريف دمشق.

واتهم القيادي في الائتلاف جورج صبرة المجتمع الدولي بانه شريك النظام في قتل السوريين.

وقال "من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا".

واكد ان "ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل هذه الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعا من العبث"، مشيرا في ذلك الى السعي الى عقد مؤتمر دولي لايجاد حل سلمي للازمة السورية اطلق عليه اسم جنيف-2.

ونفى الجيش السوري ان يكون استخدم سلاحا كيميائيا، معتبرا ان التقارير حول هذا الموضوع تندرج في اطار "الحملة الاعلامية القذرة" ضد سوريا وتهدف الى التغطية على "هزائم" المجموعات المسلحة.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية السورية في بيان رسمي ان "اتفاق التعاون الذي تم بين سوريا واللجنة الدولية للتحقيق في استخدام اسلحة الدمار الشامل فى بعض المناطق السورية لم يرض الارهابيين والدول التي تقف خلفهم ليخرجوا علينا اليوم بادعاء كاذب جديد بان القوات المسلحة في سوريا استخدمت غازات سامة في ريف دمشق".

واكدت الخارجية ان "الادعاءات كاذبة وعارية تماما من الصحة جملة وتفصيلا" وان "سوريا اعلنت مرارا وتكرارا انها لن تستخدم اي سلاح من اسلحة الدمار الشامل - ان وجدت - ضد شعبها".

واعتبرت ان هدف "الادعاءات" محاولة "صرف لجنة التحقيق الدولية عن انجاز مهمتها ومحاولة للتشويش على ما سيصدر عنها".

وامام تكرار المطالبات الدولية لتوجه فريق مفتشي الامم المتحدة الموجود في سوريا منذ الاحد الماضي للتحقيق في المعلومات حول استخدام الاسلحة الكيميائية، اعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي الاربعاء ان رئيس فريق المفتشين اكي سيلستروم "يتشاور" مع السلطات السورية في شان المعلومات عن وقوع هجوم دام استخدم فيه سلاح كيميائي في سوريا.


واضاف المتحدث ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "صدمته" لهذه المزاعم و"كرر عزمه على اجراء تحقيق معمق حول الحوادث المفترضة التي تبلغها من دول اعضاء" في المنظمة الدولية.


وكانت اللجنة بدات عملها في سوريا بعد التوصل الى اتفاق مع السلطات على زيارة ثلاثة مواقع يشتبه باستخدام اسلحة كيميائية فيها هي العتيبة الواقعة شرق دمشق (بعيدا نسبيا عن المواقع التي استهدفعا قصف قوات النظام اليوم)، وخان العسل في ريف حلب (شمال)، وحمص (وسط).


وطالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والسويد وجامعة الدول العربية والمعارضة السورية بتوجه لجنة التحقيق الى مكان وقوع المجزرة.
وطالب البيت الابيض بالسماح بـ"الدخول الفوري" لفريق خبراء الامم المتحدة الموجودين في سوريا للتحقيق في هذه الاتهامات.


واذ اكد "السعي الى الحصول على معلومات اضافية"، شدد مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست على ان "الولايات المتحدة تدين بقوة اي استخدم للسلاح الكيميائي"،
واضاف المتحدث "لتكون عمليات الامم المتحدة ذات صدقية، ينبغي السماح فورا (للفريق) بمقابلة الشهود والاشخاص المتضررين وتمكينه من معاينة (الموقع المعني) وجمع المؤشرات من دون تدخل او تلاعب من جانب الحكومة السورية".


ووجهت باريس ولندن الاربعاء رسالة مشتركة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون لدعم هذا الطلب. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طالب بتوجه هؤلاء المفتشين الى المكان بسرعة.


واعتبر وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ ان المعلومات حول استخدام الكيميائي في سوريا يجب ان "توقظ" داعمي الرئيس السوري.


في المقابل شككت موسكو بالمعلومات التي تتهم النظام باستخدام السلاح الكيميائي واعتبرت هذه الاتهامات "عملا استفزازيا مخططا له مسبقا".


وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان مصادر في المعارضة السورية سبق ان "اكدت خلال الايام الاخيرة الماضية ان النظام يستخدم اسلحة كيميائية وهي اتهامات لم يتم التحقق منها" مضيفة ان وسائل اعلام اقليمية "منحازة" اطلقت حملة "اعلامية هجومية" في هذا الاطار.


واتهم وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الاربعاء النظام السوري بانه استخدم مجددا اسلحة كيميائية في هجوم في ريف دمشق.


واستنكرت الكويت ما قالت انه استخدام للسلاح الكيميائي ضد المدنيين السوريين من قبل النظام ، ودعت مجلس الامن الى تحمل مسؤوليته ازاء هذه "الجريمة".


وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد عن "قصف جوي وصاروخي لا سابق له" مستمر منذ الفجر على مناطق عديدة في ريف دمشق.


واشار الى اشتباكات ومحاولة من قوات النظام لاقتحام معضمية الشام جنوب غرب العاصمة.


وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان قوات النظام قامت بقصف مناطق من الغوطة الشرقية والغوطة الغربية بالأسلحة الكيميائية، مشيرة الى نقل "مئات الحالات إلى المشافي الميدانية" و"تأثر الكادر الطبي المسعف بالغازات السامة نتيجة عدم وجود أقنعة واقية".


وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن "استخدام وحشي للغازات السامة"، وعن "اختناق الأطفال في أسرتهم".
وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع "يوتيوب" الالكتروني ظهر فيها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.
بالاضافة الى عدد كبير من الاشرطة التي تتكدس فيها الجثث.


وقال ناشر مجلة "سي بي ىر أن اي وورلد" المختصة بالاسلحة الكيميائية غوين وينفيلد ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "من خلال اشرطة الفيديو، يمكن القول ان هناك هجوما كيميائيا، وهناك حاجة الآن الى اخذ عينات من الدم والارض واخضاعها لفحوصات للتاكد".


واضاف "اننا لا نرى اطباء وممرضين يموتون بدورهم نتيجة اقترابهم من المصابين، ما قد يوحي بان المادة المستخدمة ليست ربما غاز السارين العسكري، انما غاز اقل سما، وان حصيلة القتلى المرتفعة قد تكون نتيجة نوع معدل من السارين".


وقالت مديرة معهد "فيننيش للتحقق من الاسلحة الكيميائية" باولا فانينن انها ليست مقتنعة "تماما بانه هجوم بغاز الاعصاب، لان الناس الذين يساعدون المصابين لا يرتدون ملابس واقية ولا اقنعة، ما يعني انهم من المفترض ان يصابوا بعوارض المصابين نفسها".


الا انها اشارت الى وجود بعض العوارض الناتجة عن هجوم بغاز الاعصاب، مثل "التشنجات (...) والرغوة البيضاء التي تخرج من افواههم".


واشارت الى وجوب ان ياخذ فريق الامم المتحدة الموجود في سوريا حاليا عينات من المكان الذي اصيب فيه الناس ومن بول المصابين، معتبرة ان "هذه هي الوسيلة الوحيدة" للتحقق من استخدام سلاح محظور ام لا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:13 ص

      من هي المعارضة السورية؟

      مجموعة من الأفاقين الزعران أصحاب الكذب والدجل.....أن كنتم معارضة حقه فعليكم الحوار مع الحكومة السورية وليس مع من يزعم بأنه يريد الديموقراطية لسوريا بينما يقمعون شعوبهم بالنار والحديد ويتفقون مع أعداء الأوطان والشعوب....انهم ليسوا إلا عبيد لأسيادهم وأنتم كذلك.

    • زائر 3 زائر 1 | 6:29 ص

      ..........

      إذا كنت أعمى فقل للذي جنبك يصوّر لك أشكال الأطفال الذين قضوا نحبهم بالكيماوي السام !!!!
      يا أخي خل عنك النظام والمعارضة وفكّر شوي في هالناس المساكين اللي الكل قاعد يقتّل فيهم .. لا تكن مع الظالم فالله سائلك يوم القيامة ...

اقرأ ايضاً