العدد 4002 - الأربعاء 21 أغسطس 2013م الموافق 14 شوال 1434هـ

لا بديل عن الاستماع لنداءات الإصلاح

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المجزرة البشعة في سورية التي راح ضحيتها مئات الأشخاص، بينهم أطفال، قُتلوا بعد غارات جوية وهجوم بأسلحة كيماوية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق (الغوطة) تهز الضمير الإنساني، وهي اختبار لمختلف القوى الإقليمية والدولية. وسواء كان السبب هجوم من النظام السوري كما أعلنت المعارضة، أو أنه استفزاز مخطط له مسبقاً كما قالت روسيا، فإنها ليست المرة الأولى التي استُخدم فيها هذا السلاح البشع، ولكنها الأخطر والتي تنذر بتداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والعالمي. القناعة لدى الكثيرين أن النظام السوري والمعارضة المسلحة لديهما مخزون من هذه الأسلحة، وسورية أصبحت مرتعاً لانتهاكات صارخة ضد الشعب السوري.

منطقتنا تمر في مخاض كبير جداً لم تشهده منذ مئة عام، ومن المحتمل أننا لانزال في بداية فترة طويلة ستطول سنوات، والأحداث المتوترة تطال أكثر البلدان، إذ إن هناك حراكاً سياسياً، وهناك عنفاً، وهناك إرهاباً، وهناك وحشية، وهناك قمعاً، وهناك اضطهاداً، وهناك ظلماً، وهناك غضباً، وهناك احتقاناً، وهناك تمترساً خلف الانتماءات التمزيقية للأمة، وهناك مصالح لن تتنازل عن ما لديها من امتيازات حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى ما نراه أمام أعيننا.

قبل أكثر من عقد تحدثت الأمم المتحدة في تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 عن ضياع الفرص للأجيال القادمة، وقال التقرير إن العالم العربي أمامه ثلاث عقبات رئيسية وهي «احترام الحريات الإنسانية»، و «تمكين المرأة»، و «اكتساب المعرفة». أمّا في العام 2004، فقد أوضح تقرير آخر للتنمية الإنسانية العربية أن العالم العربي متعطش للحرية وللحكم الصالح، وطرح التقرير معالجات لنقص الحريات والحكم الصالح ودعا للإصلاح في المجال السياسي والقانوني.

غير أن تلك التقارير التي تحدثت عن أمور نعيشها أمام أعيننا الآن لم تحظَ باهتمام كافٍ من البلدان العربية، وأدت الضغوط الديموغرافية، والطفرة الشبابية المصحوبة بفشل واضح في التنمية الاقتصادية وانعدام العدالة في توزيع الثروات إضافة إلى المشاكل العميقة المتعلقة بالفساد والمحسوبية، والتحريض والتمييز إلى الاحتشاد في الميادين في 2011. ما نشهده حالياً يؤكد أن تبعات عدم إجراء الإصلاحات الهيكلية المنصوح بها، والاستمرار في وضع تنعدم فيه الحرية، أدى إلى المآسي التي تهدد الاستقرار الإقليمي. إن التعويل على الترتيبات الأمنية والعسكرية لمنع تدهور الأوضاع له أثر مؤقت ومحدود. إن ما حثت عليه الأمم المتحدة من إصلاحات هيكلية وجذرية قبل أكثر من عقد (منذ 2002) مازال هو المطلوب لإنقاذ منطقتنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4002 - الأربعاء 21 أغسطس 2013م الموافق 14 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:55 ص

      المشكلة أن الذي يتحكم في العالم هي المصالح

      أما القيم والبادئ فلا وجود لها في القانون الدولي الذي تتحكم فيه أمريكا وبريطاني وفرنسا والدول الغربية وهم أكبر المنافقين ....الارض هذه الدول .....عندها مبدأ وهو بقاؤها في الهيمنة على الارض والبشر.فهم يصنعون الحروب ويصنعون الاجرام من أجل مصالحهم.

    • زائر 13 | 4:02 ص

      تشويش على بعض ويعطونهم سلاح ويقولون لا تقتلوا وا تقاتلوا

      المتعاون على البر والتقوى ليس كمن تعاونوا على فلسطين ومن تعاون على العراق ومن حارب فيتنام ومن أعطى ومن باع السلاح ومن تاجر وعقد وباع وتصدير أسلحه للقتل؟ أووا ليس القتل محرم دولياً؟ لما توافق الدول على تصنيع والمتاجرة بالسلاح؟ يعني بيع سلاح للقتل ويعطون جماعات لتقتل وجيوش للقيام بتجارب زرع خضار وفواكه؟ أين العقل في الدول المصدرة وأين من يمسح أو يمنع عودة جاهليه من أوربا الى الخليج

    • زائر 12 | 3:42 ص

      كما تدين تدان يقال لكن ويش ها الدين الذي دائنينه؟

      قتل وابادة جماعيه لكن ما دام في أسلحة وشركات تمويل صعب إيقاف هذا متورطين أنواع منهم من تورط في الدعوه للحرب أو تحشيد الجيوش وجمع تبرعات لإسالة الدم في العراق ويمكن لا يقولون بوش أو بلير ما كانوا، لكن في ليبيا يقولون لم يعد ولا يحسب الارهابيين ولم ندفع تمويل، فالتمويل من إحدى الدول العربيه ومن جمعيات أهلية أو جماعات يمكن ليس من الصواب تسميتها إسلاميه. وكأنها لم يقعدوا ويقوموا بإعدادهم ليكونوا مستعدين لنشر الفوضى الخلاقة لولادة شرق أوسط جديد. فقد يكون الاخوان أو السلف الدور الجاي.

    • زائر 9 | 2:27 ص

      الذي يريد حقيقة ماجري بريف دمشق عليه ان يطلع على موقع الحدث نيوز

      موقع :"الحدث نيوز" عرض شريط فيديو فيه جليا افراد رجال وطبية يحقنون القتلي بأبر يقولون انها تم حقن جقق الموتي بأبر سامة لسموم كيميائية ثانيا ان جميه من بالفيديو لم يحصنوا انفسهم بلبس القطاء الواقي على الانف والفم لتلافي انتقال شعاع السموم الكيماوية اليهم فى محيط المكان ومن الجثث ذاتها سيما انهم يقومون بلمس الجثث بايديهم دون قفازات واقية مما يدلل على انهم حقنوا الجثث بعد موتها ولايجوز ذلك فى حالة الموت- فبالتالي ان لم تكن معنا فانت ضدنا جبوش الابن

    • زائر 8 | 2:23 ص

      ابي اعرف شلون النظام يقوم بمثل هذه العملية واللجنة الدولية على الابواب

      حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له. النظام كان في انتظار وفدا على رأسهم الابراهيمي والعربي فهل النظام بهذه الدرجة من السخف والسذاجة ان يقوم بعمل كهذا وهو يتوقع قدوم هذا الوفد بعد ساعات؟
      ليس دفاعا عن نظام مجرم ولكن ايضا في المقابل الاطراف الاخرى هي مجرمة بنفس المستوى من الاجرام لا فرق بين اجرام النظام واجرام النصرة والجيش الهرّ
      وباقي الحوش من عشرات البلادين الذين جاؤا لكي يهدموا سوريا ومن ثم يعطوهم الديمقراطية . اهدموا البلد بالكامل ثم اعطوهم ديمقراطية على ارض قاحلة

    • زائر 6 | 12:58 ص

      العالم الثاني قصدي الغرب

      يعيشون بي إحترام لاحروب ولاطائفية وثقة في بعض ونحن من يملك الإسلام الذي يحث على الاحترام الاخر لايوجد.

    • زائر 5 | 11:36 م

      تمكين المرأة

      اقترح على كتابنا الأفاضل التركيز على موضوع تمكين المرأة ضد تسلط السلطات الدينية

    • زائر 3 | 11:08 م

      مأذن في الخرابة مع نفس طويل

      هذا هو حال الدكتور العزيز ينصح ولكن لا يحبون الناصحين.
      اليوم للأسف نحن في زمن الطبالين المتمايلين مع الريح كسعف النخيل الراقصين على الجراح والمرتزقين من عناء المصلحين

    • زائر 2 | 10:31 م

      تفهم في شنو يا دكتور

      تنفخ في قربة مقضوضة يا دكتور لن يحدث اصلاح او تغيير ما دام هناك من يزين لهم حسن عملها .

اقرأ ايضاً