اختيار الاتحاد البحريني لكرة القدم للمدرب الإنجليزي الشاب هودسون لقيادة المنتخب الوطني الأول في المرحلة المقبلة هل هو اختيار استراتيجي مدروس أو خيار مرحلي مؤقت؟.

ما استشفيته من بيان اتحاد القدم بخصوص تعيين هودسون أن الخيار استراتيجي ولكن الاتحاد غير قادر على قول ذلك بوضوح تام خوفا من الانتقادات وخوفا من الاخفاق المحتمل للمدرب سواء مع المنتخب الأولمبي أو في بداياته مع المنتخب الأول وهو ما سيجبره تحت الضغط على تغيير خياراته.

مشكلتنا أننا نتأثر كثيرا بالأجواء المحيطة والضغوط والإعلام ورأي الشارع وهو ما يحول دون قدرتنا على التعامل بطريقة استراتيجية مع الرياضة البحرينية ويدفعنا للبحث عن الحلول المرحلية والمؤقتة.

تعيين مدرب شاب مثل هودسون للمنتخب الأول لا بد أن يكون مبنيا على خيار استراتيجي ونظرة مستقبلية لاتحاد كرة القدم فيها الكثير من الصبر والتحمل والثقة في المستقبل.

ما أعرفه عن قرب أن المدرب هودسون يعتبر مكسبا لكرة القدم البحرينية نظرا لقدراته التدريبية الكبيرة وكذلك اجتهاده ورغبته الدائمة في التطوير والتقدم فهو لا يترك الزمن ليصرعه فيقف عند وضعه الحالي والدنيا تتغير من حوله وإنما هو يصارع الزمن لتطوير نفسه.

عالميا الآن يعتبر المدربون الشباب هم الخيار الاستراتيجي للكثير من الأندية والمنتخبات وهذا الخيار مكلف بالتأكيد، فهودسون مثلا لا يمتلك الخبرة التي تعينه لقيادة منتخب بحجم المنتخب الأول ولكنه يمتلك الطموح الجامح والرغبة نفسها التي يمتلكها اللاعبون في الملعب وهي ميزة يواجه بها نقطة ضعفه.

باعتقادي أن اتحاد القدم كان يراهن على هودسون كمدرب مستقبلي وكان يطمح في مرحلة انتقالية يديرها مدرب خبير وصاحب اسم وخبرة إلا أن تعثر مفاوضاته دفعه إلى المراهنة مبكرا على هودسون وهي مراهنة إذا لم تكن مبنية على رؤية استراتيجية فقد تكون محرقة محتملة للمدرب وللاتحاد.

عمليا وكما ذكرت في مقال سابق، نحن نجحنا وبناء على التجربة وهي خير برهان مع المدربين المغمورين أكثر من المدربين المشهورين لأننا بحاجة لمن يمتلك الطموح والرغبة والشجاعة لإحداث التغيير، أكثر من حاجتنا لمن يبحث على الحفاظ على اسمه وراتبه.

الطموح والرغبة هي المحرك الأساسي والدافع للتطوير وهذا ما يمتلكه هودسون، وقرار اتحاد كرة القدم لا شك في أنه قرار شجاع في الشكل العام وأتمنى أن يكون قرارا استراتيجيا في المحتوى، إذ لا يكفي أن تكون شجاعا لأن الظروف فرضت عليك ذلك دون أن تمتلك الرؤية للمستقبل.

قبل مدة أسر لي أحد المقربين من اتحاد الكرة والمنتخبات أن الاتحاد لن يجد أفضل من هودسون كمدرب مستقبلي للكرة البحرينية ولكنه نصح بمرحلة انتقالية قبلها يديرها مدرب معروف يتبعها تولي هودسون مسئولية المنتخب الأول بعد أن يكتسب الخبرة والنضج الكافيين.

قد يكون كلامه صحيحا وقد يكون خيار اتحاد الكرة أكثر صحة منه إذ لا نمتلك قدرة على قراءة المستقبل إلا أن ننتظر ونقيم أولا رؤية الاتحاد ومن ثم عمل المدرب.