قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ان مصر تسير على الطريق الصحيح، وذلك اثناء زيارته الخرطوم اليوم الاثنين (19 أغسطس/ آب 2013) لاجراء محادثات مع المسؤولين السودانيين وشرح الوضع في مصر التي تشهد مواجهات خطيرة اسفرت عن مقتل المئات.
واقر فهمي بوجود ازمة الا انه قال ان مصر تسير على الطريق الصحيح معربا عن ثقته بالمستقبل.
وقال فهمي ان "مصر تعتزم المضي قدماً وفق خارطة الطريق المصرية التي تم وضعها"، مؤكدا ان "الامن القومي المصري اولوية"، بحسب ما اوردت وكالة الانباء السودانية.
واشار الى ان النظام المصري المقبل سيكون "نظاما ديموقراطيا" ومفتوحا امام الجميع طبقا لاحكام الدستور الذي ستجري كتابته "قريبا".
وقال "نتحاور مع من يلتزم السلمية والقانون دون عودة للوراء"، مؤكدا ان اي شخص يلجأ للعنف سيحاسب "بموجب القانون" ولن يشارك في مستقبل مصر.
وعين نبيل فهمي، السفير السابق لواشنطن، وزيرا للخارجية في الحكومة المصرية الموقتة بعد قيام الجيش المصري بعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 3 تموز/يوليو.
وادى عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي اصبح اول رئيس مصري منتخب ديموقراطيا العام الماضي، الى اندلاع احتجاجات واسعة تطالب باستقالته.
الا ان نحو 800 شخص قتلوا في مصر منذ الاربعاء الماضي عندما قامت قوات الامن بفض اعتصامين لانصار مرسي في القاهرة ما ادى الى ادانة من دول العالم من بينها السودان التي تصف حكومته نفسها بالاسلامية.
وتعهد وزير الدفاع القائد الاعلى للجيش المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي بالرد بقوة على اي هجمات على الشرطة والمباني الحكومية.
وقال فهمي ان مثل هذه الهجمات تؤكد وجود خطة لنشر الخوف بين المصريين وهز مصر، مؤكدا ان السلطات لن تسمح باخافة المصريين.
واضاف ان السلطات المصرية حريصة على توضيح الموقف لجاراتها "خاصة السودان".
واوضح فهمي الذي يقوم باول زيارة خارجية منذ تعيينه، ان اختيار السودان كاول دولة لزيارتها "كان اختياراً طبيعيا نتيجة لأهمية السودان بالنسبه لمصر وأهمية مصر للسودان"، بحسب الوكالة.
وأضاف أن محادثاته في السودان هدفت الى "تسهيل التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح مشتركة وهناك اتفاق على تنشيط التعاون الاقتصادي"، طبقا للوكالة.
وقال المحلل السوداني خالد تيجاني ان زيارة فهمي كانت مقررة قبل اندلاع اعمال العنف في مصر وذلك في اطار الجهود لطمأنة السودان عقب عزل مرسي.
واضاف تيجاني رئيس تحرير صحيفة "ايلاف" الاسبوعية الاقتصادية انه "للاسف الان تغير المشهد" بسبب العنف.
الا انه اعرب عن اعتقاده ان البلدين يرغبان في الحفاظ على علاقاتهما الوثيقة نظرا للروابط الاقتصادية والانسانية القوية بينهما واعتمادهما المشترك على مياه النيل.
وكان مرسي زار الخرطوم في نيسان/ابريل الماضي.
ومن جانبه اعرب وزير الخارجية السوداني عن امله في " أن تتعافى مصر وتعود سريعاً للقيام بدورها الريادي والقيادي في المنطقة العربية والأفريقية".
الا انه اكد "ان ما يجري في مصر شأن داخلي ولا زلنا نصر على ان الحل هو مصري .. مصر هي التي تمتلك الحل".
واضاف "موقفنا الواضح الذي لا يزال (مستمرا) أننا ندعم مصر من حيث هي مصر .. ندعم الشعب المصري للوصول لتوافق وسلام".