استعاد الجيش السوري السيطرة على قرى كان استولى عليها مقاتلو المعارضة اخيرا في محافظة اللاذقية (غرب)، في وقت بدأ فريق الامم المتحدة عمله اليوم الاثنين ( 19 أغسطس / آب 2013 ) للتحقيق في احتمالات استخدام اسلحة كيميائية في النزاع المستمر منذ حوالى ثلاثين شهرا.
واكد مصدر عسكري سوري اليوم ان الجيش السوري استعاد السيطرة على كل المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة خلال الاسبوعين الاخيرين في ريف اللاذقية.
وقال المصدر لوكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها على جبل النبي اشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل فى ريف اللاذقية الشمالي في اطار ملاحقتها لفلول المجموعات الارهابية المسلحة التي تسللت" الى المنطقة.
وتعتبر محافظة اللاذقية نقطة ثقل للطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وتتحدر عائلة الاسد من بلدة القرداحة الواقعة في ريف اللاذقية.
وكانت مجموعات مسلحة معارضة شنت منذ نحو اسبوعين معركة "تحرير الساحل" انطلاقا من معاقل لها في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنت من السيطرة على حوالى عشر قرى.
وذكر مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس الاثنين انه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية الا منطقة سلمى الاستراتيجية المحاذية لتركيا والتي سقطت في نهاية 2012.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان "القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو اسبوعين. كما تمكنت، مدعمة بقوات الدفاع الوطني، من اعادة السيطرة على تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي".
وكان المرصد افاد امس عن اسقاط الكتائب المقاتلة طائرة حربية في منطقة سلمى كانت تشارك في القصف في جبل الاكراد، مشيرا الى ان "الطيار قفز بالمظلة ويعتقد ان مجموعة مقاتلة اسرته".
وحصل هذا التقدم لصالح قوت النظام في وقت يفترض ان يبدأ فريق محققي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية عمله في سوريا للتأكد من صحة الاتهامات المتبادلة بين فريقي النظام والمعارضة في شأن استخدام اسلحة محظورة.
ويتألف الفريق من عشرة مفتشين يفترض ان يمضوا بحسب الامم المتحدة "14 يوما في سوريا يمكن تمديدها بموافقة متبادلة".
واعلنت الامم المتحدة في نهاية تموز/يوليو ان دمشق ستسمح لخبراء المنظمة الدولية بالتحقيق في ثلاثة مواقع تحدثت معلومات عن استخدام سلاح كيميائي فيها، احدها خان العسل في ريف حلب (شمال).
وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات باستهداف خان العسل بسلاح كيميائي في آذار/مارس الماضي، ما ادى الى مقتل نحو ثلاثين شخصا.
وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة في مطلع آب/اغسطس ان المفتشين سيزورون موقعين آخرين هما الطيبة في ريف دمشق حيث رصد هجوم بسلاح كيميائي في اذار/مارس، ومدينة حمص (وسط) حيث يشتبه بوقوع هجوم كيميائي في 23 كانون الاول/ديسمبر.
وتقول الامم المتحدة ان فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة السورية، ابلغتها بان قوات النظام نفذت 13 هجوما بالسلاح الكيميائي في سوريا، في حين ابلغت موسكو الداعمة للنظام الامم المتحدة بانها اجرت تحقيقا كشف استخدام المعارضة المسلحة لغاز السارين في خان العسل.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد جدد الاحد تصميمه على "اجتثاث الارهاب" من سوريا.
وقال حسب ما نقلت عنه سانا ان "سوريا رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لايجاد حل سياسي للازمة" المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011، لكنها "في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الارهاب حتى اجتثاثه من جذوره".
واعتبر ان دمشق "قادرة على ذلك من خلال تلاحم قل نظيره بين جيشها الباسل وشعبها المفعم بإرادة الحياة والايمان بالوطن".
على صعيد آخر، قتل مسؤول عسكري من حزب الله اللبناني كان يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام ودفن السبت في قريته كفرصير في جنوب لبنان، كما قال سكان الاثنين لوكالة فرانس برس.
واوضح احدهم ان "المسؤول العسكري في حزب الله حسام علي نسر (33 عاما) دفن السبت.
وكان يدافع في مقام السيدة زينب (على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق دمشق) حين تعرضت مجموعته للهجوم".
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اعلن الجمعة استعداده للتوجه شخصيا الى سوريا للقتال "اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين" مع "كل حزب الله".
واتهم "تكفيرييين" بعملية تفجير ضخمة وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعتبر معقلا لحزب الله الخميس واوقعت 27 قتيلا.
ميدانيا، افاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة الاثنين "بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف اخر عند مداخل مخيم اليرموك" في جنوب دمشق، وفي حي برزة في شمال العاصمة.
ونفذ الطيران الحربي السوري اليوم غارات على مناطق في السيدة زينب، وعلى مدينة دير الزور في شرق سوريا، وبلدة ديرك في محافظة الحسكة (شمال شرق).