لا أعلم الأسباب الحقيقية وراء قرار اتحاد الكرة في إسناد مهمة قيادة منتخبنا الوطني الأول إلى المدرب الأميركي انتوني هودسون، إذ ان القرار أتبعه بيان أو تصريح إعلامي «قليل الدسم» عن قدرة هذا المدرب على قيادة المنتخب نتيجة معرفته بكل حيثيات الكرة البحرينية وعلتها ومرضها الذي أدخلها في سبات عميق منذ قرابة الـ4 سنوات تزيد أو تنقص قليلا وأنه مدرب المرحلة.

يدرك ويعلم المحيطون بخبايا الكرة البحرينية كيف يسير العمل داخل أروقة بيت الكرة، ويعلمون جيدا أن القرار الأخير بتولي هودسون المهمة الفنية ما هو إلا نتاج رأي أو فكرة دارت في رأس أحدهم وصفق لها الباقون وهو المشهد الغالب في هذه المنظومة طوال سنوات طويلة، فاتحاد الكرة طالب وما زال يطالب بضرورة الانتقال من مرحلة الهواية إلى احترافية العمل، وكل ما يدور في أروقته لا يعدو كونه تغييرا بسيطا في حيثيات وتفاصيل العمل، وأمامه الكثير لينتقل من ألف باء العمل الإداري المنظم إلى A B العمل الاحترافي القائم على توزيع الأدوار على كفاءات وطنية تستحق التواجد في مواقعها المناسبة.

ونقطة أخرى يجب أن نذكرها بحق المدرب الشاب، إذ لا يمكن أن نبخسه حقه فهو من المدربين الباحثين عن التطور، وما تحركاته في السنة الأخيرة إلا دليل على أنه ما زال يبحث عن ما هو جديد في عالم التدريب من أجل أن يطور من قدراته الفنية، وهو مدرب طموح يملك رؤية أفضل من اتحاد الكرة في هذا الجانب، وحقيقة يجب أن تقال أنه مدرب يسعى للاستفادة من الفرصة المتاحة له بغض النظر عن العوائد المالية التي ربما يستفيد منها من قيادته لمنتخب أولمبي كان أو أول.

لعله من المفيد أن يصاحب قرار اتحاد الكرة الكثير من التوضيح للرأي العام والجماهير البحرينية عن تفاصيله المالية ومدة العقد وأهداف التعاقد مع المدرب خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مسببات تجاه اتحاد الكرة لهودسون بعد أن صال وجال وتحدث مع أسماء لا حصر لها من المدربين بداية من ماتورانا الكولومبي مرورا بالعراقي عدنان حمد والنرويجي والألماني والقائمة تطول، وفجأة تغير الموقف من أسماء لها وزنها ولها خبرتها الكبيرة في هذا المجال إلى المدرب هودسون.

الكثير من الأسئلة التي طرحها المهتمون والعارفون ببواطن الأمور في الكرة البحرينية يأتي في مقدمتها ما هو السبب الحقيقي وراء التعاقد مع هودسون؟، وهل لفشل مسئولي اتحاد الكرة في الحصول والوصول لمدرب من بين الأسماء التي طرحت في الإعلام المحلي دور في هذا القرار؟، وهل خزينة اتحاد الكرة لا تستطيع توفير قيمة عقد المدرب الجديد للمنتخب؟، وإن كان جواب السؤال الأخير يفيد بعد قدرتها «الخزينة» على توفير مثل هذه المبالغ، فكيف فكر مسئولو بيت الكرة في التعاقد مع مدرب جديد بدليل تحركاتهم مع الكثير من الأسماء التدريبية ولم يلجأوا لهودسون منذ البداية؟.