تمكنت الكوادر الصحية في مجمع السلمانية الطبي من إنقاذ حياة المواطنة أمينة محمد عبدالله أمين (25) عاماً، بعد أن كادت تفقد حياتها نتيجة خطأ طبي فادح ارتكبه مستشفى خاص خلال عملية توليدها.

وتسرد استشارية أمراض نساء وولادة وأورام نسائية وفاء أجور حالة المريضة، وأبرز الجهود التي بذلها الكادر التمريضي بمجمع السلمانية الطبي لإنقاذ حياتها، «قام المستشفى الطبي الخاص الذي يتابع مراحل حمل المريضة بتأكيد إمكانية ولادتها ولادة طبيعية، على رغم أنها أنجبت في حملها الأول توأمين بعملية قيصرية، وكان الأولى أن يوصي المستشفى الخاص بتوليدها قيصريّاً».

وأشارت إلى أن المستشفى انتظر أن تكمل المريضة شهرها التاسع، وكان من المفترض أن يقوم بتوليدها قبل أو مع بداية الشهر، وذلك لإصابتها بسكري الحمل والذي ترتبت عليه زيادة في حجم الطفل (4 كيلوات).

وتابعت أجور»وبعد أن تم توليدها طبيعيّاً أصيبت المريضة بنزيف حاد بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الخامسة عصراً نتيجة الجروح والشقوق التي أحدثها الفريق الطبي في المستشفى الخاص للمريضة من أجل إخراج الطفل، كما لم يحرك المستشفى ساكناً، ولم يحاول نقلها إلى مجمع السلمانية الطبي».

وأوضحت، أن الفريق الطبي في المستشفى الخاص ظل يؤكد أن حالة المريضة ليست خطرة، ومع تدهور حالتها أوضحوا للعائلة أنه من الصعب إنقاذها وأنها ستفارق الحياة، وبعد اطلاع أحد أطباء التخدير على حالة المريضة نصح عائلتها بنقلها إلى مجمع السلمانية الطبي كمحاولة أخيرة لإنقاذها.

وأضافت «في تمام الساعة5:17 عصراً تقريباً تم نقلها إلى مجمع السلمانية الطبي حيث استقبلها الكادر الطبي والتمريضي بالمستشفى وكانت بلا نبض، وغارقة في بركة من الدم نزفته من منطقة الجهاز التناسلي ومن الجروح والشقوق الأخرى التي تسبب بها المستشفى الخاص لها، ونتيجة عدم انقباض عضلات الرحم، كما كانت تعاني من فشل كلوي نتيجة كميات الدم التي خسرتها، وفي محاولة لإنقاذها قام الأطباء بتركيب 17 كيس دم عليها، وحقنها بأدوية ومحاليل مثل السيلان، ووضع جهاز التنفس عليها، وقد استقرت حالتها إلى حدٍّ ما، ومن ثم تم إدخالها إلى غرفة العمليات لإجراء عملية عاجلة لإيقاف النزيف، واستئصال الرحم بعد موافقة عائلة المريضة، وقد استغرقت العملية 4 ساعات». وقالت استشارية أمراض نساء وولادة وأورام نسائية وفاء أجور»كان تم إدخال المريضة إلى غرفة العناية المركزة من تاريخ (2 - 13 أغسطس/ آب الجاري)، وبعد أن تحسنت حالتها الصحية، تم نقلها إلى غرفة خاصة».

من جهة أخرى، أكدت أجور أن المستشفى الخاص الذي قام بتوليد المريضة، لا يملك القدرة على التَّعامل مع مثل هذه الحالات الخطرة، كما لا يمتلك الإمكانيات الطبية، ناهيك عن أن معظم الاستشاريين فيه كانوا في إجازة، داعية المستشفيات الخاصة إلى ضرورة توخي الحذر، والسعي إلى تفادي مثل هذه الأخطاء الطبية الفادحة، وضرورة تحويل الحالات الخطرة إلى مجمع السلمانية الطبي في حال عدم قدرتها على التعامل معها، وذلك حفاظاً على حياة المرضى.