العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ

فرقة الفجر: أدهشنا الإقبال على «شجرستان» وأكدنا رابع المستحيلات

عرضت على مسرح مدرسة كانو طوال أيام العيد

انتهت فرقة الفجر للإنتاج الفني التابعة إلى جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية مساء الإثنين الماضي (12 أغسطس/ آب 2013) من تقديم آخر عروض مسرحية الأطفال الكوميدية الهادفة «شجرستان والفتى عدنان» على مسرح مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية في سلماباد.

العمل الموجه للأطفال قام برعايته المجلس البلدي بمحافظة العاصمة، وافتتحه نائب رئيس المجلس محمد عبدالله منصور، الذي أشار إلى أهمية الأعمال المسرحية ودورها في إيصال الفكر الواعي إلى جيل الناشئة، كما أشار إلى سعي المجلس البلدي لتجهيز مسرح يحتضن الطاقات المميزة في العاصمة ويخدم أهاليها.

قُدمت المسرحية على مسرح يتسع لـ 400 متفرج على مدى أربعة أيام، وشهدت العروض تفاعلاً كبيراً من قبل الصغار وأولياء أمورهم، حيث تجاوز مجموع الحضور 1600 متفرج خلال ليالي العرض.

تحكي المسرحية قصة شاب صغير يسافر في رحلة مليئة بالمصاعب والأخطار بهدف الحصول على علاج سحري ينقذ أشجار بلدته من المرض. وتنقلك المشاهد من بلدة شجرستان إلى الغابة السوداء وخيمة الساحرة العجوز فمغارة الغول ثم دار القضاء في تسلسل شيق وبإطار كوميدي. قام بتأليف المسرحية محمد العرادي، بينما أخرجها محمد خضر، وساعد في إخراجها محمد القصاب.

شارك في العمل العديد من الممثلين أبرزهم النجم عادل شمس (في دور المختار)، ومحمد السرو (الفتى عدنان)، ومحمد القصاب (الساحر)، وحسن الصيرفي (البحري)، وحسن القطري (القط)، وفيصل النشابة (الغول)، وحسن كروف (زرقاء اليمامة)، وحسين كروف ومحمد الصيرفي (الشرطيين)، وعلي العرادي (العنقاء).

عادل شمس: أنا مندهش

النجم عادل شمس قال بأنه «على رغم بساطة النص وقالبية الدور إلا أنني وجدت نفسي في تحدٍّ لم أحسب له حساباً؛ فمن جهة أنا لا أقبل الأدوار التي لا تضيف لي. لا أقصد الإضافة الفنية أو الجماهيرية فحسب ولكن لصراع البحث الذي ينتاب الفنان عندما يسبر أغوار الشخصية المسندة إليه. كنت في صراع للثبوت على الكركتر حتى ليلة العرض الأول وقد غيرته في العرض التاني. هذا الصراع الداخلي هو ما يحبب لعبة التمثيل إلى نفسي. والتحدي الآخر هو كسر فارق السن وتوظيف الخبرة للوصول إلى أفكار هؤلاء الشباب الذين يختلفون معي في النهج المسرحي فهم أبناء هذا الجيل الجديد وأنا أنتمي نوعاً ما إلى مسرح ذي ضوابط وأفكار ما عاد الالتزام بها يجدي نفعاً أو يلقى صدى لديهم فهم مندفعون في طريقهم وواثقون أيضاً نتيجة خبرة تكونت لديهم من أعمالهم السابقة ولا مجال هنا للمقارعة. فكنت أصطدم أحياناً وأتنازل أحياناً وأصر أحياناً ولكن في المحصلة أنا سعيد جداً بالعمل معهم فقد أضافوا الكثير لخبرتي الفنية والحياتية».

ويضيف «لم أتوقع أبداً هذا النجاح للمسرحية. جميع الليالي الصالة ممتلئة. لم تحدث معنا في المسارح العامة. أنا مندهش. رغم أنهم كانوا يؤكدون على هذا التوقع ولكني لم أقتنع إلا عندما شاهدت ذلك بأم عيني. ساعتان ونصف للعرض ثم ساعة إلا ربعاً للتصوير مع الجمهور الذي لم يكن يغادر القاعة قبل الحصول على صور لمعظم طاقم العرض. شي رائع».

ميثولوجيا رابع المستحيلات

يقول مؤلف المسرحية محمد العرادي إنها تدور في جو شرقي قديم وإن أكثر الشخصيات والأحداث مأخوذة من قصص خرافية عربية قديمة مثل رحلات السندباد السبع، وعلي بابا والأربعين حرامي، وعلاء الدين والمصباح السحري، وألف ليلة وليلة، وزرقاء اليمامة، وعنترة بن شداد.

ويذكر العرادي أنهم حاولوا تجسيد «ميثولوجيا رابع المستحيلات»، فقد قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاثة (الغول والعنقاء والخل الوفي)، والغول والعنقاء كائنات أسطورية وردت في حكايات العديد من الشعوب أمّا الخل الوفي فهو الصديق المخلص الذي يفدي صديقه بنفسه. وحسب العرادي فإن الهدف الرئيسي من المسرحية هو تأكيد أن الصداقة الحقيقة ليست مستحيلة.

وحول اختيار شاب صغير لبطولة المسرحية، يقول العرادي: «تعمدنا ذلك لكي تكون الشخصية أكثر قرباً من جمهور الأطفال، ولكي نوصل رسالة بأنه حتى أصغر الأشياء من الممكن أن تؤثر تأثيراً كبيراً على مجريات الأمور». ويصف العرادي أداء الممثلين بأنه فوق التوقع و «إبداع بمعنى الكلمة».

وقال إن بعض التغييرات طرأت على النص الأساسي للمسرحية، مشيراً إلى أن التغيير الأكبر هو استقطاع ثلث المسرحية لتقليص وقت عرضها الذي كان يصل إلى ثلاث ساعات، لكنه أفاد بأن أكثر التغييرات تصب في صالح العمل ولا تمس الفكرة الرئيسية.ووجّه العرادي شكراً خاصاً إلى من وصفهم بـالجنود المجهولين في العمل، من فنيي إضاءة وصوت ومكياج وملابس وديكور بالإضافة إلى الطاقم الإداري والمنظمين والعاملين خلف الكواليس الذين قدموا مجهوداً كبيراً لإنجاح العمل.

تجاوب الجمهور

فاق التصور

يعتقد مخرج المسرحية محمد خضر أنه كان بإمكان الممثلين تقديم أداء أفضل، لكنه يستدرك «أنا واقعاً راضٍ تمام الرضا عن أدائهم لأسباب عدة، منها أن فترة التدريب لم تستغرق أكثر من 20 يوماً، كما أن التدريب بدأ في شهر رمضان المبارك».

وذكر خضر أنهم حاولوا تنظيم النص التراثي القديم في قالب متجدد «يتناسب فنياً وواقعياً مع الزمن الذي نعيشه مع مزجه بالمفاهيم الأخلاقية السامية وإلقائها فنياً وأداءً بصورة واضحة وفاعلة في ذهن الأطفال مع الصورة البصرية المتميزة في فنتازيا الملابس المرسومة بشكل جذاب ومثير».

ووصف خضر تجاوب الجمهور بأنه «فاق تصوره كمخرج» وخصوصاً أنه «لم يحصل على الوقت الطويل في تنمية الأداء الفني والتركيز على الجوانب الإبداعية وصنع القوالب الفنية».

بطل المسرحية: أول عمل لي!

يذكر الممثل محمد السرو الذي قام بدور البطولة أنه كان يعمل على تقمص شخصية الفتى عدنان ومشاركتها الأجواء بصورة حقيقية، ويقول: «كنت أحس بما يحس، وكنت أمثل ما يتلفظ به قلبه».

ويشير السرو إلى أن الجمهور والأطفال خصوصاً تفاعلوا مع المسرحية كثيراً، مضيفاً «لأنه أول عمل مسرحي لي فقد بذلت جميع طاقتي».

الساحر زحرمان: إعجابٌ وخوف!

يقول ممثل دور الساحر محمد القصاب: «راقني كثيراً دور زحرمان؛ فهذه الشخصية لها ملامح خاصة تمكن الممثل من التميز في لعب الدور. حاولت منذ البداية أن أتقمص الشخصية من خلال التمرن على الصوت وملامح الوجه والحركة وما إلى ذلك».

ويشير القصاب إلى أن «زحرمان» يمثل الشر المطلق في المسرحية؛ فهو يحب نشر الخراب والدمار ويكره كل ما له علاقة بالخير والمحبة والتسامح.

ويواصل «لاقت الشخصية استحسان الجمهور وبالذات الأطفال الذين كانوا يتابعونه وفي الوقت ذاته يشعرون بالخوف منه بسبب الأزياء والماكياج التي ساعدت على إظهاره بشكل مخيف، ما ساهم في إضفاء متعة أكبر في تقديم الدور».

النشابة: واصلوا دعم الفن البحريني

من جانبه، شدد ممثل دور «الغول» فيصل النشابة على «أن البحرين بها الكثير من روّاد الفن ومن يطرحه بإتقان ومن يتلقاه بفهم ووعي كامل»، داعياً الجهات المختصة إلى الاستمرار في دعم الأعمال الفنية للرقي بالمجتمع.

ويصف النشابة الشخصية التي مثلها بأنها «تعيش حالتين متضادتين بنفس المشهد»، الأمر الذي احتاج منه «إتقاناً في التحول من حالٍ إلى حال».

القطري: كل ما عملناه لإسعاد الأطفال

يقول ممثل دور «القط» حسن القطري: «أحببت الشخصية لأنها كانت جداً واضحة وهادفة، وقد زرعتُ في قلب الأطفال كراهية للشخصية الخبيثة، ولكن في النهاية عدتُ وزرعت في قلوبهم حباً للقط لأنه تاب و اختار الخير لكي ينوّر طريقه، وأعتقد أن هذه الفكرة كانت واضحة بالنسبة لهم».

يُشار إلى أن فرقة الفجر هي فرقة بحرينية تتبع جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، قدمت أعمالاً فنية تنوعت بين ما يقرب من 30 عملاً مسرحياً وإنتاجات تلفزيونية تمثلت في أربعة مسلسلات تلفزيونية من بينها مسلسلا «القلب السليم» و «درايش» اللذين عُرضا على قناتي «المعارف» و «الكوت» الفضائيتين. إضافة إلى ذلك قدمت «الفجر» منذ تأسيسها منذ أكثر من تسعة أعوام عدداً من الإصدارات الفنية الأخرى من بينها «توابيت» و «أوجاع». كما أنتجت العديد من الأفلام القصيرة.

شاركت الفرقة بإنتاجاتها في مختلف المسابقات المحلية والإقليمية، ومنها مسابقة الأفلام القصيرة بجامعة البحرين بفيلم «العود الأخير» وحازت المركز الأول فيها، كما شاركت بفيلم «متى» في مسابقة الأفلام القصيرة بالمهرجان الريفي الأول في متحف البحرين الوطني وحازت المركز الأول في المونتاج، كما حصلت على المركز الأول بمشاركتها بفيلم «أوراق الزبد» في مهرجان الأمل الموعود للأفلام القصيرة الأول على مستوى مملكة البحرين، عدا عن ذلك شاركت «الفجر» في مهرجان الصواري، وفي مسابقة أفلام من الإمارات بأبوظبي وفي مسابقة الأفلام القصيرة بالأردن وكذلك في مهرجان الإسماعيلية.

العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:55 ص

      ابداع ًوشباب مبدع وفقكم الله

    • زائر 4 | 8:46 ص

      شكرًا للشباب

      بارك الله في الشباب ونشكر الإبداع الفني والتوعوي للجيل الصاعد ونتمنى كل التوفيق لهم ونتمنى في الوقت ذاته ان تتبناهم جهات مختصه لدعمهم وتطوريهم

    • زائر 3 | 4:25 ص

      بارك الله فيكم شباب

      إن شاء الله إلى الأمام دائما

    • زائر 1 | 4:12 ص

      يستحقون

      بارك الله بالشباب يستحقون دعم أكثر لو كانوا ببلد آخر تم احتواؤهم وتوفير كل الإمكانيات لهم الله كريم

اقرأ ايضاً