أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، أن الحوار والتوافق هو الطريق والسبيل للوصول إلى بر الأمان، معتبراً أن الفوضى لا تأتي بالإصلاح، ولا تأتي بالتغيير الإيجابي.
ورأى المفتاح، في خطبته يوم أمس الجمعة (16 أغسطس/ آب 2013)، أن ما تعيشه بعض الدول العربية ليس «الربيع العربي» وإنما «الخريف الفوضوي».
وقال: «إن مبادئ ديننا الحنيف تدعونا إلى التأمل والتفكر والاتعاظ فيما يدور حولنا من أحداث وتحولات. إن الفوضى التي عمّت بعض المجتمعات فيما سمي بالربيع العربي، وما نخاله إلا الخريف الفوضوي، كانت ولاشك بقدر الله تعالى أولاً، إلا أننا كمسلمين ندرك أن لنا أعداء يخططون ليل نهار من أجل إضعافنا وزرع الفتن في مجتمعاتنا، والعمل على تفريق كلمتنا وتفتيت بلدنا، وشق صفوفنا، يساعدهم في ذلك وللأسف أدعياء متمردون حاقدون من بني جلدتنا».
وأشار إلى أن «ما يحدث اليوم في العديد من بلدان المسلمين خير شاهد على أن الفوضى لا تأتي بخير، ولا تأتي بإصلاح، ولا تغير التغيير الإيجابي المأمول، بل قد تؤدي إلى الكراهية وزرع العداوة، وزرع الفتن والأحقاد والخصومات، والقلاقل والخراب والدمار، وسفك الدماء التي عصمها الله تعالى وحرمها، وجعل سفكها والتعدي عليها بغير حق أعظم جريمة، بعد الكفر بالله تعالى، فالقتل وسفك الدماء هدم لبنيان بناه الله، وحرم هدمه».
وشدد على أن «الواجب على أبناء الأمة العربية والإسلامية، الوعي الكامل والإدراك الشامل لمخاطر الأعداء ومخططاتهم، في استهداف كيان وعقائد المسلمين وأوطانهم، وزعزعة أمنهم واستقرارهم، بالتدخل في شئونهم، وتخريب ترابطهم وتهديد سلمهم وتعايشهم. فمن خارج الأمة أعداء معلومون مجرمون، ومن داخلها منافقون حاقدون طائفيون متمردون، يريد كل أولئك أعداء الأمة من الداخل والخارج، يريد بأمة محمد (ص)، إثارة القلاقل والفوضى والفتن، وإلحاقها بالأضرار والفساد، والفتن والمحن، فالحذر من أولئك المتربصين، والحرص على الدين ووحدتكم».
وأضاف «ما أجمل أن نجتمع إذا اختلفنا، وأن نتوافق من أجل أمن وأمان وسيادة أوطاننا، وأن نتوحد من أجل استقرار وقوة بلداننا»، مؤكداً أن «الحوار والتوافق والتفاهم بأسلوب حضاري سبيلنا للوصول إلى بر الأمان، وأن يكون العقل والحكمة والصبر حارسنا من الضياع والفوضى والاضطراب».
وبدأ المفتاح خطبته بالحديث عما يدور في الدول العربية، موضحاً أن «الأحداث والفوضى والمواجهات المؤسفة تتلاحق، وبلدان شتى في عالمنا العربي والإسلامي تعصف بها رياح فتن عاتية، سميت بالربيع العربي، ولا أخالها بعد الذي شاهدنا ورأينا وتابعنا، إلا أن تسمى بالخريف الفوضوي الذي مزق البلدان وشتت المجتمعات وزرع الكراهية والتعادي بين الناس».
وذكر أن «البعض تفاءل بهذه التغيرات وتحفظ عليها البعض الآخر، وحقّ لهؤلاء هذا التحفظ، لما رأوا من فساد وفوضى وعنف وخراب لحق بتلك الدول، ولما أصابها من خلاف وسفك دماء واضطراب، وخراب ودمار، منيت بها تلك المجمعات، والله تبارك وتعالى يعلم إلى أين تصل أمواج تلك البحار، من الفتن والبلايا العاتية».
وبيّن أن «أعظم نعم الله على خلقه بعد هدايته وتوحيده، نعمة الأمن والأمان والاستقرار، فهي السياج المنيع الذي يحمي الله به الأرواح والأوطان، ويديم به عليهم النعم والرخاء، فإن ذلك من أعظم النعم، بعد توحيد الله تبارك وتعالى».
وقال: «إذا ما تأملنا من حولنا مما حدث ويحدث في بعض الدول، لرأينا عجباً... دول تسقط ومجمعات تزول، ودمار وخراب وفوضى تعم، دماء تسيل، وأرواح تُزهق، ومدن تدمر، كل ذلك مرده إلى عدم الإخلاص والصدق مع الله، وفقدان الحفاظ على الثوابت، ومنها الأمن والأمان، وسيادة الأوطان واستقرارها».
وأضاف «ان رياح التغيير التي هبّت على بعض بلدان العالم الإسلامي، لا يُعلم أين خيرها من شرها، لكننا نسأل الله تبارك وتعالى أن تكون عاقبتها خيرا، وأن يبعد عن المسلمين كل سوء ومكروه، غير أن ما نراه ونتابعه ونلحظه يثير القلق والخوف والخشية من مستقبل غامض ومصير مجهول، تحيط به فتن وأحداث وتحديات، نسأل الله أن يقي منها جميع بلاد العرب والمسلمين، بل وجميع بلدان العالم».
وأكد أن «المسلم لا يتمنى إلا الخير للناس لكل الناس، ولجميع البشرية، ويرجو سعادتهم وأمنهم وأمانهم، أينما وجدوا، وعلى أي دين كانوا».
وأفاد «نتابع بكل حزن وقلق ما يحدث في بعض بلدان المسلمين، من قتل وتدمير وخراب، وسفك للدماء البريئة، ومن عنف وجرأة على مؤسسات الدولة، وسُلطتها وثوابتها، وتعريض سيادتها للتهديد من قبل البعض في بلدان أخرى، ومن ظلم واضطهاد كذلك في بعض البلدان والمجتمعات، ليحدونا الأمل في أن يصلح الله أحوال المسلمين، برجوعهم إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله (ص)، ثم تحكيم الشرع والعقل، والتأمل في الواقع، واستشراف المستقبل، ثم استلهام الدروس والعبر، مما جرى ويجري من أحداث واضطرابات محزنة، تكتوي بها دول عربية وأخرى إسلامية».
ورأى أن «علينا أن ننظر من حولنا نظرة تأمل وتمحيص وتدقيق، وأن نأخذ العبرة بألا نقع فيما وقع فيه الآخرون، وأن نعمل القواعد الشرعية والمبادئ الأخلاقية، والمقاصد الدينية، والقيم الأخلاقية في كل أعمالنا، وأقوالنا وتصرفاتنا، وألا نقدم أو نؤخر إلا وفق قاعدة المصالح والمفاسد، وأن يكون تحقيق الأمن والأمان والاستقرار هدفنا الأسمى الذي نسعى جميعاً لتحقيقه في مجتمعاتنا، وأن نطيع ولاة أمورنا في المعروف، بعيداً عن النظرات السطحية الساذجة، والآراء المثالية الفجة، بعيداً عن المصالح الفئوية والحزبية، والحظوظ الشخصية والنفس الطائفي، أو التمترس المذهبي، أو تنفيذ الأجندات والإملاءات الخارجية، التي مزقت الدول، وزرعت الأحقاد والخصومات، وأضاعت الدول».
ودعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، إلى أن «نفكر بعمق قبل أي تصرف يصدر منا، أو أي موقف نتخذه قد يضر بنا جميعاً، ويلقي بنا في أتون فتنة عمياء، تحرق الأخضر واليابس، كما نرى ونلحظ ذلك يحدث في بلاد مختلفة، كُذب عليها بما يسمى بالربيع العربي، كمصر وليبيا وتونس والعراق ولبنان والسودان والصومال، وقبل ذلك وبعده، الظلم الجائر والاعتداء السافر والقتل والتشريد الواقع على الشعب السوري».
العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ
اقول
الظلم لا ياتي بالاصلاح
العدل والانصاف هو الحل وهو سر الاستقرار في كل الدول المتحضره والمستقرة
غير ها الكلام ما كو
عدم احترام المواطن لا ياتي بالاصلاح
اعتقال النشطاء و تعذيبهم و سحب جنسياتهم و تهديدهم و سب معتقداتهم ايضا لا يأتي بالاصلاح