العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ

دعم النفط الخام

تبدو الأسس العالمية للنفط الخام متجهة نحو إبقاء الأسعار مستقرة على مدار الأشهر القادمة منذ أبريل/ نيسان، بقيت تحركات أسعار مزيج برنت أقل من متوسط سعره الخاص بالعامين الماضيين عند 110 دولارات أميركية للبرميل. ساهم العرض الوفير - في وقت تشهد فيه الحركة تباطؤا في الاقتصادات الناشئة وعلى وجه الخصوص الصين – في دفع عملية إزالة خطر اختناقات العروض والتي في مجملها تتجه نحو استمرار ظروف السوق ضمن نطاقها على مدى الأشهر القادمة.

إلا أن حدوث أي حدث جيوسياسي لا يمكن استبعاده، هذا – إلى جانب استئناف موسمي للطلب على التكرير عقب موسم صيانات كبرى - قد جعل السعر يتعافى. رفع مستثمرو المضاربة رهاناتهم الصعودية ليسجلوا مستويات عالية في كل من خام غرب تكساس الوسيط ومزيج برنت. وفر هذا الوضع – الذي شوهد في عدد من المناسبات خلال الأعوام الأخيرة – الانخفاض الأكبر، ذلك لأن أي تغيير في الميول – ربما يكون مقترنا بارتفاع في سعر الدولار الأميركي – قد يحدث نوبات من عمليات بيع في أوساط التجار الذين يمتلكون أوراقا مالية آجلة في أسواق العقود الآجلة – التي تكون فيها عمليات الشراء أكثر من عمليات البيع - من مخزوناتهم وفي النهاية ينتج عن ذلك انخفاض في الأسعار.

تمكنت سوق النفط الأميركي أخيرا من حل مشاكلها المتعلقة بالبنية التحتية، ما نتج عنه زيادة في انتاج الزيت الصخري والنفط الرملي على مدى الخمس سنوات الأخيرة. أثارت مسألة عنق الزجاجة الخاصة بمخزونات النفط في كوشينغ بأوكلاهوما – نقطة تسليم خام غرب تكساس الوسيط – فجوة سعرية كبيرة بين مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط، حيث بلغ الفارق 23 دولارا أميركيا للبرميل الواحد قبل أقل من ستة أشهر خلت. أدت زيادة طاقة الأنبوب والسكة الحديد من مناطق الانتاج الأميركية وكوشينغ إلى إزالة الخصم على مزيج برنت خلال شهر يوليو/ تموز وجعلت نفط المناطق غير الساحلية أخيرا يبدأ بالتدفق إلى مصافي تكرير النفط الساحلية ومنها في وقت يشتد فيه الطلب الموسمي على البنزين.

على الساحة الدولية، فإن التوقعات المتعلقة بالعرض والطلب تبدو في أحسن حال لها منذ عدة سنوات. سيتباطأ نمو الطلب هو في المقام الأول على خلفية اتجاه نحو التراجع وتخفيض النفقات في الأسواق الناشئة، بينما يواصل العرض من دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل نموه. سوف يبقي هذا الأمر منظمة أوبك في المنتصف مع امتلاكها لكميات وافرة من الطاقة الانتاجية الفائضة، وذلك من شأنه أن يساعد على الحد من احتمالات الارتفاع من أي تعطل (أصغر) في الامدادات.

من شأن برنت أن تواصل ضمن نطاقها السعري ما بين 100 و114 دولارا أميركيا للبرميل، مع امكانية أن يحدث أعلى ارتفاع في الأسعار على الأرجح خلال الجزء المبكر من المدة القادمة. سوف يزيد خطر عودة السعر إلى مستوى 100 دولار للبرميل كلما اقتربنا من الربع الأخير من عام 2013 ومع دخولنا في عام 2014.

سوف يدعم الانقطاع المستعصي والعشوائي للإمدادات جنبا إلى جنب مع المخاوف السياسية المستمرة الأسعار على المدى القريب، في حين أن الدعم المرتفع للأسعار بالمضاربة في كل من النفط الخام يشكل سببا للقلق لأن أي تدهور للتوقعات المتعلقة بسوق الولايات المتحدة الأميركية و/أو الصين قد يثير عمليات بيع يقوم بها التجار الذين يمتلكون أوراقا مالية آجلة في أسواق العقود الآجلة – التي تكون فيها عمليات الشراء أكثر من عمليات البيع - من مخزوناتهم.

أول هانسن

رئيس قسم استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»

العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً