الحلم الإسلامي... فلسطين تتحرر
في السابق عندما كنا نتناقش مع البعض من أصدقائنا بشأن قضية الأمة الإسلامية «فلسطين المحتلة» كنا نقول لبعضنا إن السبب الرئيسي والأساسي لعدم قدرة وتمكن المسلمين من تحريرها هو عدم اتحادهم ووضع يدهم في أيدي بعض والتعاون على البر والتقوى لكي يصلوا في الأخير إلى تحقيق «الحلم الإسلامي» ألا وهو تحرير فلسطين (إن كان مازال هذا الحلم موجوداً)، فأغلبنا كنا نتفق على قوة الدول الإسلامية وقدرتها على تحقيق الحلم في حال اتحدت، لأنها في هذه الحالة لن تكون بمفردها فالشعوب الإسلامية أيضاً سيكون لها دور كبير عندما تجد قادتها في الصف الأمامي لمواجهة الكيان الصهيوني، وكما إن الواجب يدعونا جميعاً إلى تقديم الدعم لهذا الشعب المظلوم وإنه ديني وإنساني وعقلاني يفرضه العقل، ولكن ومع مرور الزمن ونحن على حالنا ولم يتغير حال «فلسطين المحتلة» أصبحنا نقول إن فكرة اتحاد الدول الإسلامية لحل هذه القضية فكرة غير واقعية وغير قابلة للتحقق فهي أشبه بحلم بعيد المنال، وعلى رغم وجود حركات للمقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان قاومت وجاهدت وصمدت بوجه هذا العدو الصهيوني حتى رفعت لنا رأسنا وأرجعت لنا كرامتنا وعزتنا أمام كل العالم، وأثبتت أن هذا المحتل الغاصب لا يملك شيئاً من قوته إلا تضخيم وسائل الإعلام لقدرته العسكرية والقتالية لكي لا تتجرأ أي قوة أو فئة من التفكير حتى بمواجهة هذا المحتل الغاصب، وعندما جاءت انتصارات حركات المقاومة على مدار السنين الماضية فرح كل أحرار العالم بهذا التطور الكبير والملحوظ في قدرة وقوة المقاومة للتصدي والوقوف أمام هذه الغدة السرطانية اللعينة وأحرقت مقولة «الجيش الذي لا يُهزم» فكسرت شوكة الكيان الغاصب وكان كلما يحاول الخروج من مأزق يدخل في مأزق آخر، وهذا كله بسبب تطور وتنامي قوة المقاومة وإيمانها فعلاً بهذه القضية وإنه كما قال أحد كبار العلماء: (قدْر الله أن فلسطين ستُحرّر) فهم في هذا الطريق سائرون لتحقيق «الحلم الإسلامي الكبير».
ولكن ومع تطور الحوادث في عالمنا الإسلامي والعربي وبعد أن قلنا سابقاً أن فكرة اتحاد الدول الإسلامية غير واردة بهذا الخصوص، شاهدنا نموذجاً لهذا الاتحاد فعلاً عندما تكابلت وتعاونت مجموعة دول على دولة شقيقة واتحدت جميع وسائل الإعلام لديهم وضخوا الأموال دون تردد واجتمعوا واتحدوا لدرجة أن وقتها أحسسنا بأن القضية التي يتحدون من أجلها هي «فلسطين المحتلة» ولكن كانت الصدمة أن كل هذا التحشيد كان فقط من أجل إسقاط دولة شقيقة لا يوجد بها ديمقراطية على حد قولهم! ولكن نتمنى فعلاً على الأقل دعم المقاومة والرجوع إلى البوصلة الصحيحة لكي نرى يوماً و «فلسطين تتحرر».
حسين علي عاشور
من أغرب الغرائب وأعجب العجائب هو كيف يتحول المسلم من إنسان يجب أن يتحلى بأحاديث الرسول (ص) الداعية إلى الرحمة والمعاملة الحسنة إلى إنسان تم غسل دماغه فتحول إلى انتحاري يفجر نفسه ويقتل مسلمين ويدمر مساجد ويمزق القرآن بالتفجير تمزيقاً وبعد لحظات من «استشهاده» حسب مفهومه ينتقل إلى الجنة بلا حساب ولا كتاب ويقابل الرسول (ص) ثم يستمتع بالمأكولات وحور العين ويستمر مخلداً فى هكذا نعيم إلى أبد الأبدين. ولم نرَ حتى الآن فتاوى صادرة عن كبار العلماء المسلمين بأن من قام بهكذا عمل قد كفر ومصيره جهنم. يا ترى من هو الأخطر غير المسلم المسالم القاطن فيما بيننا أم المسلم الذي تم غسل دماغه وتحول إلى إرهابى كثير الاستعجال للانتقال إلى الجنة؟ ومن الواضح أن الدول التى تعاني من هكذا مآسٍ لم تستطع حتى الآن بما لديها من أجهزة أمنية من وضع حد لهكذا بشاعة وفي رأيي المتواضع فإن العلاج الأوفى لهكذا تصرفات هو فتاوى شرعية تكفر القائمين بمثل هذه الأنشطة المسيئة بسمعة الإسلام والمسلمين ومن يوفرون المال والحاضنات لهم.
وهذه التفجيرات الانتحارية تذكرنا بما كان يفعله اليابانيون فى الحرب العالمية الثانية بعملية انتحارية جوية تتمثل فى قيادة طائرة محملة بالقنابل والمتفجرات وتوجيهها من الطيار وهي هابطة من السماء، وكأنها صاروخ موجة إلى البوارج الحربية العدائية المحاصرة لليابان بهدف تدميرها، أى أن الطيار كان من الظاهر ينتحر فداء لبلاده ولكنه وللأسف الشديد كان من داخله قد تم غسل دماغه بأن الإمبراطور مقدس والانتحار من أجله من الحسنات وقد سميت هذه العملية «كاموكازى» أي الريح الإلهية. وقد تم القيام بهكذا عمليات بعد فوات الأوان حيث كانت اليابان على شفير الهزيمة وكان الانتحاريون يعتقدون أنهم بقيامهم بالانتحار يحصلون على مباركة من الإمبراطور المقدس.
وبالرجوع إلى الانتحاريين المتشددين فى الدول العربية والإسلامية ممن يدّعون الإسلام هناك سؤال يطرح نفسه دائماً وهو إلى متى سيستمر هكذا تصرف بدون جهود إسلامية جماعية جادة لوضع حد لمثل هذا التصرف؟ أين منظمة العمل الإسلامي ورأيها بشأن هذا الموضوع؟ أين علماء المسلمين وفتاواهم المحرمة لهذه العمليات الانتحارية والمكفرة للقائمين بها ليساهموا بشكل كبير فى إيقافها؟ جاء الرسول الكريم كخاتم النبيين حاملاً من الله خاتم الأديان وهو الإسلام لينشر المحبة والوئام بين مخلوقات الله والآية الكريمه تقول: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، فيا ترى كيف تم إعادة غسل دماغ الانتحاريين ليحولهم من أناس من المفروض أن يكونوا رحماء لمخلوقات الله أسوة بالرسول (ص) إلى من يقومون بعمليات تفجيرية انتحارية بين البشر أكانوا مسلمين أو غير مسلمين؟
عبدالعزيز علي حسين
العالم بأكمله يحتاج إلى علاج، الممقت والمخزي أن الناس يستهويها الخداع والمجاملات وتمقت الصراحة والحقيقة وكأنها تحاول أن تتمسك بقوة بمن يسدل لها ستار الواقع.
تصر وبقوة على الجلوس على كرسي مسرح الأوهام، على أن يفتح أحدهم ستار الواقع لترى أمام أعينها مرآة هائلة الحجم تكشف لها حقيقتها التي تجنبتها دائماً. أليس هذا غريباً أن نتحاشى واقعنا... أن نقبل من يخادعنا في القول والفعل على من يخبرنا الحقيقة لا غير.
في الأخير العلاج ليس عيباً فالكثير منا دخل المستشفى لعلاج آلام الجسد فلماذا الخجل من علاج آلام التفكير.
لو تقبل العالم بأكمله فكرة العلاج النفسي لساعد في شفاء الكثير من النفوس الضارية ولأصبح العالم مكاناً أفضل بكثير.
حواء الأزداني
إن التطور الكبير والسريع في البحرين استطاع أن يجذب المستثمرين لهذا البلد الصغير لإقامة مختلف المشاريع، ولكن مازال هناك الكثير من القصور في المشاريع السياحية التي باتت عصب الحياة لكثير من الدول لما تدره من أموال وتساعد على إنعاش الاقتصاد.
البحرين كانت ومازالت عروس الخليج وتغزّل في هواها وسواحلها الجميلة وشواطئها الخلابة الكثير من الشعراء والفنانين، ولكن أين كل ذلك الآن؟ الموارد والأفكار موجودة ولكن ينقصها التفعيل، فكثير من الرجال المخلصين لهذا البلد والشباب الطموح يستطيعون أن يبرزوا جمال وروعة البحرين وأن يصل بها إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال السياحة.
قمت حديثاً مع مجموعة من المتقاعدين بزيارة إلى دبي ودهشنا بما رأيناه من مشاريع ضخمة وأماكن سياحية قد اكتظت بالكثير من السياح العرب والأجانب وتذكرنا أنها كانت في يوم من الأيام صحراء وكيف أصبحت الآن مدينة يقصدها الملايين في كل عام! ماذا ينقصنا نحن لكي ننافس دبي، فنحن شعب البحرين شعب مثقف مبدع وطموح بإرادتنا وعزيمتنا سننهض ببلادنا، فالقليل من التشجيع والدعم نستطيع أن نجذب ملايين السياح إلى بلدنا.
لا بد في التفكير جدياً إلى تطوير السياحة فهي مرفق مهم ويجب استثمار الأموال في المشاريع التي تعود بالنفع على المواطنين، فاعتمادنا على النفط كمصدر دخل لن يدوم طويلاً فعلينا التفكير سريعاً في إيجاد مصادر أخرى ومن أهمها السياحة.
صالح بن علي
«هوا إحنا هنخترع إسلام؟ «بهذه الكلمات أنهت الممثلة المصرية «يســرا» جزءاً من حديثها فى برنامج تلفزيونى خلال شهر رمضان 2013 عن الدين الإسلامى فى مصر، وقد كان للصحابى الجليل عمرو بن العاص نصيب من حديثها، لكن يبدو أنها لم تلحظ أنها بالفعل كانت تخترع إسلاماً جديداً وتشكل تاريخاً له لم يسمع به أحد من قبل، فالمبشرون بالجنة عشرة وليسوا أربعة كما أفتت الممثلة، كما أن الصحابى عمرو بن العاص ليس منهم بحسب حديث النبى محمد (ص).
لكن لأن الدين ليس حكراً على أحد بعينه، فثمة من فهم المعنى السابق بأن الفتوى الدينية والتفسير وعلم الحديث وسرد تاريخ الإسلام ليس حكراً على أحد... وفى عهد الحرية المفرطة يمكن للجميع الخوض فى أى أمر تحت مسمى حرية التعبير والإعلام، وربما من هذا المنطلق قد انطلق «توفيق عكاشة» الموصوف على قناته «بالإعلامى الدكتور» ليسرد جزءاً من رحلة الإسراء والمعراج، فبحسب شرحه فإن الصخرة التي وقف النبي محمد (ص)، قبيل المعراج في المسجد الأقصى المبارك، ضغطت نفسها لتكون «سوستة» ترفع النبي إلى السماء.
عكاشة الذى يتنقل خلال الحلقة الواحدة من برنامجه بين موضوعات عديدة ليبدو وكأنه شخص يجيد لعب كل الأدوار والمهن بشكل يشعرك أنك أمام (طبيب ومهندس ومؤرخ ورجل دين وضابط مخابرات وخبير إعلام وقاهر للماسونية) يقول: ( إن الله ـ عز وجل ـ أمر الصخرة أن تتحول من صخرة صماء جامدة صلبة، إلى سوستة يقف عليها النبي فتضغط من نفسها ضغطة فـ «تنطره» إلى السماوات العلى)، قبل أن يعود ليشرح معنى «تنطره» أى «تذهبه»!
حرية سرد تاريخ الإسلام في مراحله المختلفة، هى حرية لم يتركها «محمد الغيطي» الكاتب الصحافى، والإعلامى عندما تكون الفرصة متاحة... ليحدثنا عن سقوط الأندلس وضياعها من أيدى المسلمين، فبعد كل هذه العقود اكتشف الغيطى: إن جماعة «الإخوان المسلمين» فى مصر هى السبب فى سقوط الأندلس!، ولأنه على يقين تام من معلومته فقد طالب المشاهدين بالبحث فى كتب التاريخ للتأكد من كلامه، لكن فقط يكفي المشاهد الباحث أن يعرف مبدئياً أن الاندلس قد سقطت تقريباً فى العام 1492م بعد سقوط غرناطة، أما جماعة الاخوان فقد تأسست فى العام 1928م، أى أن الفارق الزمنى بين الحدثين يقارب 436 عاماً!
عموماً... تشويه التاريخ الاسلامى أمر ليس بجديد على الإعلام المصرى، فقد سبق كل ذلك... خروج المذيع «يوسف الحسيني» ليشوه تاريخ القائد صلاح الدين الأيوبي، حيث قال إن صلاح الدين حرر القدس ولكنه سلم كل فلسطين للصليبيين وبمعاهدات ثابتة، وبحسب كلامه فإن صلاح الدين «بهدل مصر» وترك رجاله يظلمون الفلاحين المصريين والفقراء، كما أن جباة الضرائب في عهده كانوا يضربون الناس لتحصيل الضرائب.
وللعلم والتذكير فإن هذه أمثلة قليلة مما حدث على الساحة الإعلامية مؤخراً من تشويه للدين وتحريف لتاريخه كجزء من صراعات سياسية تشهدها مصر، أما لو تدبرنا ودققنا أكثر فى برامج «التوك شو» وكل ما يقوله الإعلاميون ويكتبه الصحافيون... فسنجد ما يطرب أتباع ذاك الدين الجديد الذى يضع الإعلاميون قواعده، و أمام هذا الدين الجديد يبقى التساؤل: ماذا نحن فاعلون ؟!
أحمد مصطفى الغـر
العدد 3996 - الخميس 15 أغسطس 2013م الموافق 08 شوال 1434هـ