تتسارع الأحداث هذه الأيام في بلادنا، والكل يضع راحتي يديه على قلبه لئلا تسوء الأمور أكثر مما هي عليه الآن، فلا أحد يرجو أن تستمر مظاهر العنف والانتهاكات الى ما لا نهاية في بلد صغير كالبحرين.

نصلي بصدق من أجل البحرين وشعبها؛ لأنها تستحق أفضل بكثير من أمسها ويومها، وأناسُها يستحقون أن تنتهي عذاباتهم وآلامهم إلى غير رجعة، ويكفي الجميع كل ما حصل من أحزان وأشجان لم توفر منزلاً ولا قلباً إلا ودخلته.

نصلي من أجل بحرين تحترم التعددية السياسية والطائفية والعقائدية والفكرية، لا تغوص فيها خطابات الكراهية وأدرانها، ولا فرقة أو تمييز فيها بين مواطن وآخر.

نصلي من أجل أن يعيش كل من على هذه الأرض بسلام، ومن أجل أن يتحقق الأمن للجميع، فيأمن الكل على مستقبل أبنائه قبل أن يأمن على ماله وعرضه وحياته.

نصلي من أجل أن تتوقف انتهاكات حقوق الانسان في بلادنا، وتنتهي الاعتقالات والمداهمات، ويتم تبييض السجون، ولا نجد معتقل رأي واحداً، ويعود كل من خرج قسراً أو طوعاً إلى وطنه وأهله من دون أذى يناله أو خوف يساوره أو يد تلاحقه.

نصلي من أجل بيوت الله التي هدمت، لنرى مآذنها عالية تصدع باسم الله مجدداً، يدخلها المصلون مطمئنون بقلوب وافئدة خاشعة وادعة. نصلي من أجل أن تتحقق العدالة الانتقالية في البحرين، ويتوقف التعذيب، وتبرأ آلام وجروحات المعذبين، وألا يفلت من مارسوا التعذيب من العقاب وفقاً للقيم الإنسانية والقانون والدستور والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها البلاد.

نصلي من أجل أن تتحقق مطالب هذا الشعب، التي ترجمتها نضالاته على مدى عقود من الزمن، من دون أن يكل ويتعب ويحيد عنها، وعن الوصول إلى دولة الحرية والكرامة لكل البحرينيين، ومن دون أن يصنف المواطنون في مواطنتهم لدرجات وطبقات بحسب انتماءاتهم أو طوائفهم أو أفكارهم، فلا أحد يؤمن بالحرية والكرامة يقبل أن يكون هناك مواطن من الدرجة الأولى وآخرون من الدرجة التاسعة أو العاشرة، لمجرد أنهم ينتمون إلى هذه الطائفة أو يحملون هذا المعتقد أو لهم رأي سياسي آخر.

نصلي للبحرين من أجل أن يتوقف العنف من الجميع، وأن تنتهي المعالجات الأمنية؛ لأنها معالجات تؤدي إلى الخسارة ولا رابح فيها، وتضر أكثر مما تنفع، ولم تجلب أبداً للبحرين وأهلها إلا المزيد من الآلام والجروح، ولأنها لم تستطع على مدى عقود أن تحقق مبتغاها، وتئد كل نضالات البحرينيين، بل كانت على العكس من ذلك، تزيد اعتقادهم إيماناً وصلابة بأن الديمقراطية الحقيقية هي الطريق الأوحد لإنهاء هذه الأزمة المتفاقمة عاماً بعد عام.

نصلي اليوم وكل يوم، كي لا يسقط المزيد من الضحايا، ولا تفجع البيوت بالمزيد من الآلام والأحزان والعذابات.

نصلي من أجل خيرك يا بحرين، من أجل هذا الشعب، من أجل (وطن حر وشعب سعيد).