غادر أمس الأربعاء (14 أغسطس/ آب 2013) إلى القدس الشريف وفد المؤسسة الخيرية الملكية برئاسة الأمين العام مصطفى السيد ومرافقة سفير فلسطين بمملكة البحرين طه محمد عبدالقادر، وذلك بتوجيه من عاهل البلاد الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبمتابعة من رئيس مجلس الأمناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لاستكمال إجراءات إنشاء وتشغيل مكتبة ثقافية في القدس الشريف تحمل اسم مملكة البحرين، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق.
ويهدف المشروع إلى تفعيل دور الثقافة في القدس للمساهمة في الحفاظ على الهوية والثقافة العربية في القدس الشريف.
وبهذه المناسبة تقدم الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد بالشكر والتقدير إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى رئيس مجلس الأمناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، على الجهود المبذولة في تقديم العون والمساعدة إلى الأشقاء الفلسطينيين وما قامت به مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً تجاه القضية الفلسطينية.
وقال: «إن هذه المبادرة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تأتي امتداداً لمواقف جلالته المشرِّفة تجاه القضية الفلسطينية، ودعم العمل الإنساني، والواجب الذي يفرضه علينا ديننا الإسلامي الحنيف وعلاقاتنا الأخوية والإنسانية لمناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تعكس المواقف البحرينية الثابتة والواضحة تجاه القضية الفلسطينية العادلة».
وبيَّن أن الوفد سيقوم خلال الزيارة وبناء على تكليف من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالتنسيق لإعادة بناء أحد المنازل التاريخية القديمة في القدس الشريف لتقوم الوزارة بترميمه والمحافظة عليه على نفقتها، وتحويله إلى مركز ثقافي للأشقاء الفلسطينيين في القدس الشريف، حيث سيتم العمل على أن يكون المنزل ملاصقاً أو قريباً من المكتبة ليكونا مركزاً ثقافيّاً باسم مملكة البحرين في القدس الشريف، وبذلك تكون مملكة البحرين أول دولة تساهم في استراتيجية تأصيل الهوية العربية في القدس الشريف.
وقال: «إن هذه المبادرة من جلالة الملك هي امتداد لكثير من المبادرات والمساعدات التي قدمتها مملكة البحرين إلى المحتاجين والمتضررين في مختلف المناطق الإسلامية والعربية. وعلى رغم الجهود الإنسانية الكبيرة التي تقوم بها المؤسسة في الخارج وبدعم كبير من الحكومة بقيادة رئيس الوزراء ومؤازرة سمو ولي العهد، فإن دعم مملكة البحرين للفئات المحتاجة مستمر وبأسلوب مهني للوصول إلى هذه الشريحة المهمة من المجتمع وتقديم أفضل الخدمات إليها».
وأفاد بأن المؤسسة الخيرية الملكية تقدم جل طاقتها لرعاية الأيتام والأرامل البحرينيين حيث يبلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل المؤسسة ما يقارب 10 آلاف يتيم وأرملة، تقدم إليهم مختلف الخدمات والرعايات الشاملة، مثل الرعاية المادية وتوفير راتب شهري يصرف عن طريق حساباتهم البنكية، و دعمهم في المناسبات المختلفة كشهر رمضان المبارك والأعياد والمدارس، وتقديم الرعاية الصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية، والعمل على تنمية الأفراد، كما تقوم المؤسسة بتقديم مساعدات معيشية إلى المحتاجين من أبناء مملكة البحرين منها مساعدات معيشية ومساعدات علاج ومساعدات الزواج.
وذكر السيد أن عاهل البلاد لم يكتف بتكليف المؤسسة الخيرية الملكية تقديم المساعدات العينية والمعنوية إلى الأيتام بل يحرص سنويّاً على الالتقاء المباشر بهم وذلك باستقبال مجموعة منهم للاطمئنان على أحوالهم، وتفقد احتياجاتهم مباشرة من دون واسطة أو حجاب، وتوجيههم إلى ضرورة الاهتمام بالتحصيل العلمي والتفوق الدراسي والعمل الجاد للحصول على أعلى الدرجات ليساهموا بشكل فعال في نمو وازدهار البحرين.
وأشار إلى أن المؤسسة تعمل في الفترة الأخيرة على تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والاستراتيجية التي تنصب في مصلحة الأسر المكفولة والمواطنين، حيث تم الانتهاء من إنشاء مركز البحرين للتأهيل والتدريب المهني في منطقة جو والذي يسع إلى أكثرمن 600 طالب، وهو معهد تنموي رائد وعلى مستوى عالٍ من التجهيزات ويركز على جودة التعليم، ويهدف إلى تخريج كفاءات وطنية بشراكة مجتمعية على مستوى عالٍ من التميز والمهنية، وتنمية روح المواطنة الصالحة في نفوس الطلاب وتأهيلهم للحصول على وظائف مناسبة أومواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى، حيث سيكون هذا المركز حلاًّ بديلاً لتعليم الطلبة غير القادرين أو الراغبين في استكمال الدراسة النظامية ومنحهم فرصة للتعليم والتدريب والنجاح، ويحتوي على العديد من المرافق العلمية والتربوية والترفيهية مثل مركز لمصادر التعلم وناد رياضي متكامل وحمام سباحة وملاعب وصالة متعددة الأغراض وغيرها من المرافق المهمة والتي ستوفر جوّاً مناسباً للطلبة يساعدهم على التحصيل العلمي الصحيح.
وأردف أن المركز يعمل على استيعاب الطاقات الشبابية وتوجيهها نحو الإبداع والعمل الحرفي الجاد، وسعياً نحو تقوية الشراكة المجتمعية سيعمل على تخريج كفاءات وطنية على مستوى عال من التميز والمهنية.
وبين أن المؤسسة انتهت من العمل في مشروع مبنى الحد الاستثماري، وهو عبارة عن مبنى سكني تجاري متعدد الطوابق على أرض مبنى مركز شرطة الحد القديم، وسيتم تخصيص ريعه لصالح الأيتام والأرامل المكفولين من قبل المؤسسة بهدف رفع المستوى المعيشي للأرامل والأيتام وجميع الفئات المستحقة في البحرين وتنويع الموارد المالية للمؤسسة من خلال المشاريع الاستثمارية والتي تصب جميعها من أجل تحقيق هذا الهدف، ويعتبر أول المشاريع الاستثمارية التي تفتتح قبل نهاية العام الحالي.
واهتماماً منها بالرعاية التعليمية ولما تمثله من أهمية كبيرة في حياة الطلاب، ذكر السيد أن المؤسسة تعمل على إنشاء رياض نموذجية للأطفال في جميع المحافظات للأيتام من الأسر ذوي الدخل المحدود والمحتاجين، وفق نظام خاص بحيث يتم إشراكهم مع الطلاب الآخرين دون أن يشعر الأيتام بالفرق بينهم وبين غيرهم من الطلاب.
وأكد أن المؤسسة الخيرية الملكية مازالت تواصل جهودها لتدفع بعجلة التقدم والتطور، فهناك عدد من المشاريع الاستراتيجية والبرامج الاستثمارية والتنموية التي يجرى تنفيذها وتشمل مشروع أبراج المؤسسة وهو مشروع استثماري خيري خاص ببناء برجي المؤسسة الخيرية الملكية بقطعة الأرض الكائنة بمنطقة السنابس، والممنوحة للمؤسسة من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتم في هذا الإطار إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع والتصاميم الأولية للرسومات الهندسية الخاصة به، وسيصب هذا المشروع الكبير في مصلحة الأيتام والأرامل.
العدد 3995 - الأربعاء 14 أغسطس 2013م الموافق 07 شوال 1434هـ
فارس الغربية
سلام الله على عذاري.