أزالت شركة النظافة الموكلة إليها مهمات النظافة في محافظة العاصمة «مدينة الخليج للتنظيفات»، بالتعاون مع وزارة الداخلية، حمولات من الأنقاض والمخلفات التي تُستخدم في بعض المناطق كحواجز شعبية خلال الأحداث الأمنية، بالإضافة إلى عشرات حاويات القمامة من مناطق بالعاصمة وكذلك المحافظة الشمالية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأرجع موظفون في شركة النظافة سبب إزالة الحاويات إلى الرغبة في الحد من حرقها واستخدامها في إغلاق الشوارع العامة ضمن الأحداث الأمنية التي تشهدها بعض المناطق، ولاسيما مع الدعوات المتداولة ضمن شبكات التواصل الاجتماعي والتي تحشد لاحتجاجات منعتها السلطات الأمنية في منتصف الشهر الجاري. على أن تُعاد الحاويات إلى أماكنها بعد استقرار الوضع الأمني خلال الأسبوع الجاري أو المقبل.

وعمدت شركة النظافة في العاصمة إلى إزالة بعض الحاويات في أوقات متأخرة من الليل وبالتزامن مع تفريغها من حمولتها من النفايات، حيث ترفع الحاويات مباشرة في شاحنات لخارج المناطق.

وجاء من بين المناطق التي أزيلت منها بعض الحاويات: المنامة، النعيم، السنابس، رأس الرمان، البلاد القديم وغيرها. في حين تم الإبقاء على البعض منها المتواجد في مواقع بداخل الأزقة والمناطق التي تغيب عنها الأحداث الأمنية.

ونقل موظفون مناوبون في شركة النظافة أن وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني سبق أن أوضحت للشركة حين وجهت لإزالة الحاويات أنها «باتت تشكل خطراً على سلامة المواطنين ممن يتفاجأون بوجودها في وسط الشوارع العامة، إذ تعرّض عدد كبير من السيارات للحوادث الخطيرة بسببها وخصوصاً في الشوارع المحيطة ببعض قرى شارع البديع والعاصمة. بالإضافة إلى أن وجود القمامة بكميات كبيرة في الحاويات يسهل نثرها وحرقها في الشوارع، والعكس صحيح حتى ولو أمكن ذلك».

وبناءً على ما تقدم، لجأ الأهالي في المناطق التي رفعت منها حاويات القمامة إلى ركن القمامة على حواف الطريق وفي الأماكن المعتادة لتوافر الحاويات فيها، على أن يرفعها عمال النظافة خلال الأوقات التي تدخل الشاحنات (الكابسات) لرفع النفايات كل يوم.

ومن جانبه، علق رئيس مجلس بلدي العاصمة بالإنابة محمد عبدالله منصور، بأن «شركة النظافة وبالتعاون مع وزارة الداخلية رفعت كميات كبيرة من الأنقاض والمخلفات التي تستخدم كحواجز شعبية خلال الأحداث التي تشهدها بعض المناطق مثل السنابس والبلاد القديم وكرباباد وكذلك المنامة وغيرها خلال الأيام الماضية، وذلك تحسباً لاستخدامها في غلق الطرقات خلال الأيام المقبلة وبالتزامن مع أحداث متوقعة».

وأضاف رئيس المجلس بالإنابة بأن «عددا من حاويات القمامة رفعت أيضاً من المناطق التي تشهد أحداثا أمنية، ويتوقع أن تُعاد بعد استقرار الوضع الأمني لاحقاً»، موضحاً أن «المجلس لا يرغب في ممارسة دور ضاغط بصورة أكبر على شركة النظافة، فهي متعاونة لأقصى الحدود، وكافة أمور النظافة في العاصمة مستقرة ولا يوجد أي توقف عن الأعمال رغم الظروف التي تواجهها الشركة ولاسيما في المناطق التي تشهد توترات أمنية، ومن مصلحتها أصلا أن تكون الحاويات موجودة عوضاً عن رفعها».

وقال منصور إن «شركة النظافة طلبت من المجلس أن يحضر أعضاؤه كل بحسب منطقته بمعية معدات وموظفي الشركة لإزالة الأنقاض والمخلفات التي تستخدم في الأحداث الأمنية كحواجز أمنية بالتحديد تفادياً لأي صدام مع المحتجين، وذلك بعد ضغط لقيته من وزارتي الداخلية وشئون البلديات والتخطيط العمراني لإزالتها، إلا أننا تعذرنا عن ذلك لعدم الرغبة في الدخول بمواجهة مع الأهالي، على أن يُترك الموضوع للمعالجة من جانب الجهات المختصة ذات المسئولية، وهو كما يحدث الآن، حيث تدخل معدات الشركة بمعية قوات الأمن للتنظيف».

وشدد رئيس المجلس بالإنابة على «أهمية الحفاظ على المتوافر من الأمور الخدمية المباشرة للموطنين والمحافظة عليها، وأن تبعد عن استخدامها في أغراض ليست مخصصة لها. فهذا مبدأ عام أعلنه المجلس بصراحة في أكثر من مرة، ولا يرضى أبداً بإتلاف وتخريب ما يخدم المواطنين».