دعا مدير عام المكتب التنفيذي لمجلسي وزراء العمل ووزراء الشئون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقيل الجاسم الشباب الخليجي إلى أخذ زمام المبادرة والتوجه نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاهتمام بثقافة ريادة الأعمال التي تعتبر في الاقتصاديات الحديثة محركاً لعجلة سوق العمل.
وقال الجاسم :»إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحتاج لاهتمام أكثر من قبل المسئولين والمعنيين في دول مجلس التعاون ويجب أن تكون هناك قناعة من المسئولين بهذه النوعية من المؤسسات».
وأكد الجاسم أنه «يجب على أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الاعتماد على حس الإبداع والتفكير الخلاق والابتعاد عن التكرار والأفكار المستهلكة».
موضحاً أن «كثيراً من المشروعات الصغيرة والمتوسطة لا تواجه مشاكل في التمويل بقدر ما تواجه مشكلة في تسويق منتجاتها وهي مشكلة يجب النظر إليها بعين الجدية فيما يتعلق بتسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».
وشدد الجاسم على «أهمية إيجاد كيان مركزي يجمع المشروعات الصغيرة والأصغر على مستوى دول الخليج نظراً للتشتت القائم حاليا حول من هي الجهة الحكومية المسئولة عن هذه المشروعات الأمر الذي يصعب الحصول على البيانات والمعلومات حول هذه المشروعات وما تقدمه للتنمية».
وتابع أن «مجلس وزراء العمل بدول مجلس التعاون يستشعر هذه الإشكاليات، ويسعى جاهدا من خلال لقاءات أصحاب المعالي المستمرة، إلى إيجاد حلول تدريجية لها والدليل على ذلك الزخم الذي يحظى به جدول أعمال المجلس في كل دوره من دوراته».
وبين الجاسم أن «مجلس وزراء العمل بدول الخليج أقر تشكيل فريق عمل المشروعات الصغيرة بدول مجلس التعاون الخليجي برئاسة وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل بالجمهورية اليمنية أمة الرزاق علي حُمد، في الدورة 29 التي أقيمت العام الماضي في عاصمة السعودية - الرياض».
وتابع أن «فكرة فريق عمل المشروعات الصغيرة كانت واحدة من مخرجات اجتماع وزراء الشئون الاجتماعية والعمل في دول مجلس التعاون الخليجي بهدف إيجاد نظره موحده للمشروعات الصغيرة وكيفية دعمها على مستوى دول الخليج في إطار الجهود التنموية». مشيراً إلى أن «مهمة الفريق إعداد تقرير مفصل عن المشروعات الصغيرة ليتم تقديمه إلى اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء الشئون الاجتماعية والعمل في دول مجلس التعاون الخليجي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل الذي تستضيفه مملكة البحرين».
ولفت إلى أن «سوق العمل الخليجية بحاجة إلى معالجة جذرية لجملة الاختلالات التي يعانى منها، كالأعداد الكبيرة من العمالة الوافدة والإشكاليات التي تنشأ عن هذه الأعداد، والبطالة التي بدأت تتزايد في بعض مجتمعاتنا الخليجية وعدم تناسب مخرجات التعليم مع سوق العمل، وضعف الاهتمام بثقافة رياديات الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، جميعها قضايا بحاجة إلى نقاش وبحث معمقين».
وأكد الجاسم أنه «يفترض من المشروعات الصغيرة أن تمتص الكثير من العمالة الوطنية وتتطور المشروعات الصغيرة لتصير رافدا اقتصاديا مهما لكن غياب البيانات وعدم وجود جهة مسئولة بحد ذاتها عن العملية يعقد الأمور ويحول دون التمكن من قياس نتائج هذه المشروعات»، لافتا إلى أن المشروعات الصغيرة في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال هي دعامة أساسية للمشاريع الكبيرة والعملاقة»، مضيفاً أن «من الضروري إيجاد مؤسسات وطنية توجه تلك المشروعات إلى الصناعات والمشاريع الكبرى التي تحتاج إلى أن ترفدها المشروعات الصغيرة بإنتاجها إلى جانب قيام لجان المناقصات المركزية في الدول الأعضاء بتخصيص نسبة معينة من تلك المناقصات إلى المشروعات الصغيرة».
العدد 3992 - الأحد 11 أغسطس 2013م الموافق 04 شوال 1434هـ