بين الفينة والأخرى نسمع ونقرأ عن أسماء غريبة لا تمت إلى وسطنا الرياضي بشيء يذكر، تتبوأ مناصب إدارية في النادي الفلاني أو الاتحاد العلاني، من دون أن تملك ما يشفع لها من خبرات إدارية أو فنية أو دراسة أكاديمية. وحينما تبحث عن السبب الذي يدفعها لدخول مجال العمل التطوعي الشاق تجد بأنه باب الشهرة، والوصول إلى عالم الأضواء الذي يحلم به الكثير، فتبوؤ المناصب الإدارية أصبح اليوم عمل من لا عمل له، وخصوصا أن الانخراط في العمل الإداري أصبح أمرا سهلا لا يكلف مبالغ مالية ولا يحتاج إلى مؤهل علمي أو خبرات تراكمية. فبجرة قلم يصبح عضوا في مجلس إدارة اتحاد رياضي أو رئيسا للجنة المنتخبات أو عضوا في لجنة المسابقات... فكل هذه الإعمال عند البعض، مثل بعضها بعضا. وهذا يذكرني بتعيين عضو في اتحاد رياضي بعد الدورة الانتخابية الأخيرة في منصب رئيس للجنة الفنية في احد الاتحادات الرياضية، وحينما سألنا عن الشخص وجدنا بأنه لا يملك شهادة أكاديمية في علوم الرياضة، ولم يسبق أن كان لاعبا ولا مدربا أو حكما... فمن أين جاءته الخبرة الفنية لتبوؤ هذا المنصب الهام؟!
ويذكرني بأحد الشخصيات التي كانت يوما ما تتبوأ منصب امين السر العام في احد الأندية الكبيرة... كانت صورته وتصريحاته شبه مقررة على الملاحق الرياضية، تتصدر كل يوم بسبب أو من دون سبب، وبشكل زاد على وضع صور لأحد الوزراء في وزارة خدمية مهمة. ولكن حينما خرج من مجلس الإدارة أصبح اليوم ضمن أخوات كان، ولم يعد له وجود في الساحة.
تلك الحقيقة هو ما أصبح عليه العمل الرياضي اليوم؛ كونه الطريق السهل للوصول للشهرة من دون دفع أي أتعاب مالية أو يملك خبرات تشفع له بذلك. والمصيبة ان مثل هذه الشخصيات حينما تتبوأ احد المناصب ويصبح لها مكانة في النادي أو الاتحاد يصبح مثل «أبو العريف» يفسر القوانين على هواه وبما يتماشى مع مصالحه أو مصلحة الدور الذي يقوم به. ولكن حينما تحتك به وتفحص معدنه، تتعرف على الحقيقة المتخفية وراء شخصيته، تجده مثل البالون المنفوخ بالهواء بوخزة دبوس يفش ويذهب أثره مع الرياح...
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3991 - السبت 10 أغسطس 2013م الموافق 03 شوال 1434هـ