أدى المئات من المواطنين صلاة العيد أمس الجمعة (9 أغسطس/ آب 2013) في عدد من مواقع المساجد المهدومة، ويأتي ذلك ضمن سلسلة صلوات دعا إليها رجال دين للصلاة في مواقع تلك المساجد وواظب على تأدية الصلاة فيها المئات من المواطنين بشكل اسبوعي منذ هدمها خلال فترة السلامة الوطنية.

إلى ذلك قال مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان ميثم السلمان: «إن عيد الفطر يجب أن يكون فرصة للتأكيد على قيم السلام والمودة والرحمة والعدالة الاجتماعية، والإخاء الوطني والوحدة الإسلامية»، منوهًا الى أن «البحرين في حاجة ماسة لتعزيز هذه القيم وتحويلها من مسارها النظري إلى قيم مدنية ونظم سياسية، وذلك للمساهمة الفعلية في خروج البلاد مما يعصف بها ويهدد مستقبلها».

وأضاف «نبتهل إلى الله عز وجل في هذه المناسبة أن يمنَّ على البحرين بالأمن والسلام والاستقرار، وأن يمهّد الطريق لتعزيز العدالة الاجتماعية والألفة بين المكونات المجتمعية، كما نسأل الله تعالى أن ينتهي كابوس الألم والمعاناة الذي يعاني منه شعبنا الصابر والذي يتطلع إلى يومٍ تنعم فيه البحرين بالحقوق المدنية والسياسية التي تتمتع بها الديمقراطيات العريقة».

وتابع «ان عيد الفطر فرصة كذلك لتعزيز الثقة المتبادلة بين المكونات المجتمعية والنوايا الصادقة بين كل أطياف المجتمع البحريني بعيداً عن القمع والاضطهاد، وسياسة الفرز الطائفي والمناطقي والإثني، فالبحرينيون بحاجة لعودة البسمة إلى وجوههم التي أنهكتها السياسات التعسفية».

وقد حذّر السلمان من الدعوات الإعلامية للانتقام والتشفي من مكون وطني بأكمله قائلا: «رأفة بهذا الشعب، فهو يحلم بالعيش في سعادة وعدالة وأمان كبقية شعوب العالم، والحل يكمن في المعالجة السياسية للأزمة وذلك من خلال تعزيز الديمقراطية، والشروع في حوارٍ جاد يؤدي إلى تلبية مطالب كل مكونات الشعب البحريني دون استثناء».

وجدّد الشيخ ميثم السلمان مطالبته بإعادة بناء كافة المساجد المهدومة في مواقعها الحقيقية وفق جدولٍ زمني واضح في أقرب وقت، وتقديم المتورطين في هدم المساجد إلى المحاكمة العادلة، واختتم حديثه قائلاً: «إن إصرار المواطنين على إقامة صلاة العيد في المساجد المهدومة دلالة واضحة على أن هذا الشعب سوف يظلُّ متعاطفًا مع المساجد المهدومة ويقيم الشعائر الدينية فيها».