العدد 3989 - الخميس 08 أغسطس 2013م الموافق 01 شوال 1434هـ

بطولات العالم للقوى.. تاريخ حافل بالإثارة على مدار 30 عاما

باجراتونيموسكو – (د ب أ) 

تحديث: 12 مايو 2017

قبل 30 عاما ، استهل العداء الأمريكي الشهير كارل لويس ونجم القفز بالزانة الأوكراني سيرجي بوبكا مسيرة نجاحهما من خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 1983 .

وبعد ثلاثة عقود من ضربة البداية لبطولات العالم للقوى ، ستكون البطولة الجديدة التي تنطلق فعالياتها غدا السبت في العاصمة الروسية موسكو بمثابة محطة مهمة للغاية في مسيرة كل من العداء الجامايكي أوسين بولت ونجمة القفز بالزانة الروسية إيلينا إيستباييفا الوريثين الشرعيين لكارل لويس وبوبكا.ومن خلال بطولة 1983 ، فرض لويس وبوبكا نفسهما كأفضل الرياضيين في جيلهما بل ومن أنجح الرياضيين على مدار التاريخ.

وعلى مدار مشاركاته في بطولات العالم ، حصد لويس عشر ميداليات منها ثماني ذهبيات بينما حقق بوبكا إنجازا لم يستطع أي رياضي آخر تحقيقه حيث فاز بالميدالية الذهبية لنفس المسابقة ست مرات.وبعد سنوات طويلة ، أعاد بولت تعريف سباقات العدو السريع من خلال أرقامه القياسية العالمية في سباقي 100 و200 متر وبالتحديد في دورة الألعاب الأولمبية 2008 في بكين وبطولة العالم 2009 في برلين كما كرر الإنجاز وفاز بالسباقين في أولمبياد لندن 2012 وأحرز لقب سباق 200 متر في بطولة العالم 2011 بمدينة دايجو بينما شهدت نفس البطولة خروجه من سباق 100 متر صفر اليدين بسبب البداية الخاطئة له في السباق.ولم تحقق إيستباييفا نفس النجاح الذي حققه بوبكا خلال مسيرته الرياضية الرائعة ولم تفز بأي لقب كبير منذ أولمبياد بكين 2008 ولكنها كانت دائما في دائرة المنافسة بقوة كما تسعى لإسعاد الجماهير الروسية من خلال البطولة الجديدة التي تنطلق غدا والتي قد تكون البطولة الكبيرة الأخيرة لها.وقال السنغالي لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى "بطولة العالم تمثل نصرا وقصة نجاح نفتخر به بشدة ، ونشعر بسعادة بالغة ببطولة هذا العام".

ولم يقرر الاتحاد الدولي للقوى حتى 1976 إقامة بطولة العالم للقوى كبطولة منفصلة حيث كان يصف في الماضي الفائزين بالميداليات الذهبية في الدورات الأولمبية بأنهم أبطال العالم.وفي أول بطولة عالم عام 1983 ، شارك 1355 لاعبا ولاعبة يمثلون 154 دولة حول العالم بينما كانت الحرب الباردة في أوجها.وشهدت هذه البطولة التجمع الكبير الأول لأبرز نجوم ألعاب القوى في العالم أجمع منذ أولمبياد 1972 في ميوينخ حيث غاب العداءون الأفارقة المتألقون عن أولمبياد 1976 في مونتريال كما قاطعت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب أولمبياد 1980 في موسكو.وتغير العالم على مدار السنوات التالية وأصبحت البطولة أكثر ثباتا واستقرارا ونجاحا حتى بلغ عدد المشاركين في البطولة المرتقبة بموسكو إلى 1974 لاعبا ولاعبة من 206 دول لتكون البطولة الأكبر في التاريخ من حيث عدد الدول المشاركة فيها.كما ستكون البطولة العالمية في موسكو هي أكبر حدث رياضي عالمي بعيدا عن الدورات الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم.وتستضيف موسكو البطولة من العاشر إلى 18 آب/أغسطس الحالي لتكون النسخة العاشرة للبطولة في القارة الأوروبية بينما استضافت اليابات بطولتي 1991 في طوكيو و2007 في أوساكا كما استضافت مدينة دايجو الكورية الجنوبية البطولة الماضية عام 2011 والتي كانت الأولى في القارة الأسيوية الأم.وأقيمت النسخة الوحيدة خارج القارتين في أمريكا الشمالية عندما استضافت إدمونتون بطولة 2001 بينما لم تستضف الولايات المتحدة البطولة حتى الآن رغم أن المنتخب الأمريكي هو الأكثر نجاحا في تاريخ هذه البطولة.ويتصدر لويس ومواطنه مايكل جونسون قائمة أكثر اللاعبين حصدا للميداليات في البطولة حيث فاز لويس بعشر ميداليات متنوعة مننها ثماني ذهبيات وفضية واحدة وبرونزية واحدة مقابل تسع ميداليا لجونسون كانت جميعها من الذهب.

وما زال جونسون هو صاحب الرقم القياسي العالمي لسباق 400 منذ أن حققه في 1999 .وجاءت الميدالية الفضية للويس في مسابقة الوثب الطويل ببطولة طوكيو التي شهت فوز منافسه مايك باول بالميدالية الذهبية للمسابقة عندما سجل 95ر8 متر مسجلا بهذا رقما قياسيا عالميا.

وحفر بوبكا اسما من ذهب في تاريخ ألعاب القوى من خلال الميداليات الذهبية الست التي حصدها في مسابقة القفز بالزانة ومن خلال 34 رقما قياسيا عالميا حققها على مدار مسيرته الرياضية.

كما لن ينسى التاريخ الرقم القياسي العالمي الذي سجله جوناثان إدواردز في مسابقة الوثبة الثلاثية ببطولة عام 1995 في جوتنبرج.ويبقى أيضا اسم العداء الإثيوبي هايلي جبريسلاسي خالدا بعدما سيطر على لقب سباق عشرة آلاف متر على مدار عقد من الزمان بداية من 1993 قبل أن يسلم الراية لمواطنه كينينيسا بيكيلي.كما شهدت بطولة 1993 في مدينة شتوتجارت الألمانية الفوز المثير لميرلين أوتي على جيل ديفرز بفارق السبق الضوئي في نهاية سباق 100 متر.كما ترك العداء مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس ، الذي يواجه حاليا اتهامات قتل صديقته بإطلاق النار عليها ، بصمة واضحة من خلال مشاركته في المنافسة مع الأسوياء في بطولة 2011 .وكان لبطولات العالم للقوى نصيبها أيضا من فضائح تعاطي المنشطات وغيرها من المشاكل.وساعد الحكام الإيطاليون اللاعب جيوفاني إيفانجليستي في الفوز ببرونزية الوثب الطويل عام 1987 بروما قبل أن تكشف الإعادة التلفزيونية أنه لم يبلغ المسافة التي احتسبها له الحكام.

واستبعد العداء الأمريكي يون دراموند من بطولة 2003 بسبب احتجاجه الغاضب على بداية خاطئة.وفقد بن جونسون لقب 100 متر والرقم القياسي العالمي الذي حققه في بطولة 1987 بسبب فضيحة تعاطي منشطات خلال مشاركته في الدورة الأولمبية التي أقيمت بالعام التالي.وفي 2003 ، جردت كيلي وايت من لقبي 100 و200 متر بعد ثبوت تعاطيها المنشطات والتي كانت أول قضية متعلقى بضيحة مختبر "بالكو" والتي ضربت أيضا العداءة الأمريكية ماريون جونز.

وكان الاتفاق في البداية على إقامة بطولة العالم للقوى كل أربع سنوات ولكن هذا تغير في 1991 لتقام كل عامين فقط في ظل الإثارة والجاذبية التي حظيت بها البطولة والتي نجحت أكثر من 80 دولة في حصد ميدالياتها على مدار تاريخ البطولة حتى الآن.ومع إلغاء اللجنة الأولمبية الدولية لقواعد الهواة التي كانت مطبقة فيالماضي ، قدم الاتحاد الدولي للقوى جوائز مالية أيضا للفائزين بالميداليات حيث يحصل الفائز بالذهبية على 80 ألف دولار منذ بطولة 1997 كما يحصل أي لاعب يحطم الرقم القياسي العالمي لسباق أو مسابقة على 100 ألف دولار.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً