أطلق عدد من الشباب البحريني من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية في البحرين فريق «إخوة» من أجل القيام بحملة ضد الطائفية وتوحيد الصف والحفاظ على النسيج الاجتماعي، مؤكدين أن «الاختلافات السياسية موجودة حتى داخل الأسرة الواحدة، وهذه الاختلافات لا علاقة لها إطلاقاً، ولا ترقى لأن تصل إلى حدّ التقسيمات على أساس المذهب؛ لأن هذا أمر لا يستفيد منه إلا من لا علاقة له بالدين ولا الوطنية، وإنما يستفيد ويوظف الدين لهذه الأغراض».

وتحدث ثلاثة من أعضاء الفريق، وهم: عبدالله السبع وحسين عبدالله ومحمد بوحميد، إلى «الوسط» عن تفاصيل هذا الفريق، وأشاروا إلى أن فكرة إطلاق هذه الحملة جاء بغرض لفت الأنظار إلى أن ما يحدث لا يخدم أحداً، وإنما هو ضد الوطنية والوطن، وضد الفطرة والمنطق، وضد الإسلام والتدين.

وبينوا أن «الهدف من فريق «إخوة» هو ترطيب العلاقات ومحاولة كبح جماح الطائفية التي لا مكان لها في البحرين، والتأكيد على الأخوة المتأصلة في المجتمع البحريني منذ زمن طويل».

أكدوا استعدادهم للقاء الجميع والتعاون معهم... وشددوا على أن الإرهاب الفكري أحد أهم التحديات أمامهم

شباب من الطائفتين يطلقون فريق «إخوة»... ويؤكدون أن المستفيد من التقسيمات المذهبية من لا علاقة له بالدين

الوسط - مالك عبدالله

أطلق عدد من الشباب البحريني من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية في البحرين فريق «إخوة» من أجل القيام بحملة ضد الطائفية وتوحيد الصف والحفاظ على النسيج الاجتماعي، مؤكدين أن «الاختلافات السياسية موجودة حتى داخل الأسرة الواحدة، وهذه الاختلافات لا علاقة لها إطلاقاً، ولا ترقى لأن تصل إلى حدّ التقسيمات على أساس المذهب؛ لأن هذا أمر لا يستفيد منه إلا من لا علاقة له بالدين ولا الوطنية، وإنما يستفيد ويوظف الدين لهذه الأغراض».

وهذا نصّ لقاء «الوسط» مع ثلاثة من أعضاء الفريق، وهم:عبدالله السبع وحسين عبدالله ومحمد بوحميد:

ما هي تفاصيل فكرة «إخوة»؟

- فريق إخوة: أولاً نحن مسلمون، وهذه هي المظلة الأوسع، ونحن بحرينيون وهذه المظلة التي تجمعنا كمواطنين بحرينيين، يجمعنا حب الوطن وخدمته والعمل من أجله، ولكن الوضع العام في عالمنا الإسلامي والعربي فيه احتقان طائفي تساهم في إثارته بعض الجهات الإعلامية والسياسية من أجل مصالح ضيقة، وليس هناك علاقة بين الإثارة الطائفية والاختلافات بين المذاهب الإسلامية، الذي هو اختلاف حتى داخل المذهب الواحد وهو خلاف طبيعي، ولكن منذ صدر الإسلام ولحدّ الآن لم يتحول الاختلاف لأن يكون المشكل، فالمشكلة هي في استفادة البعض من هذه الخلافات لمصالح ضيقة وشخصية وفئوية.

ونحن في البحرين شعب تعايش مع بعضه البعض منذ مئات السنين، وليس من العقل التفكير في إلغاء الآخر أو تهميشه، فنحن متعايشون مع بعض ومتزاوجون، وهناك علاقات عمل وعلاقات مشتركة، ومناطق واحدة تجمعنا وأعمال تجارية، لدرجة أن الضيف الذي يزور البحرين لا يمكن أن يفرّق بين شيعي وسني، لأنهم يحملون نفس الطيبة والسماحة ونفس العادات والتقاليد، ويحملون هموماً مشتركة، ولا يمكن أن تفرقهم الأيام لأن المصير يجمعهم.

ومن هذا المنطق، فإن الكثير مما يدور في نفوس الشباب البحريني من الطائفتين الكريمتين من مختلف التوجهات هو تساؤل: لماذا نستجيب للحملات المغرضة التي تريد تفريقنا وزرع الفتنة بيننا؟ لذلك فكرنا في إطلاق هذه الحملة التي تريد لفت الأنظار إلى أن ما يحدث لا يخدم أحداً، وإنما هو ضد الوطنية والوطن، وضد الفطرة والمنطق، وضد الإسلام والتدين.

وارتأينا العمل البدء في هذا التحرك من أجل تقريب وجهات النظر التي هي قريبة، ولكن هناك عوائق نحتاج لإزالتها والعمل على رتق الفتوق، التي سبّبتها الحملات التفريقية بين أبناء الوطن الواحد.

وعندما كنّا نتحدث مع بعض الإخوة في مجالس من مختلف المناطق وجدنا أن فكرة الوحدة مقبولة لحدّ كبير، ولم نجد أحداً إلا ويطالب بالتوحد والتواصل والتناغم بين أبناء الوطن الواحد في البحرين، وهو ما اعتاد عليه الجميع طوال سنوات وعقود مضت، حيث جمعت الصعوبات والمحن أبناء الطائفتين الكريمتين، وغاصوا لاستخراج اللؤلؤ معاً.. فلا يمكن أن يتفرقوا.

ولكن هناك اختلافات سياسية.

- فريق إخوة: نعم هناك اختلافات سياسية، كما أن هناك اختلافات في كثير من الأمور والخيارات، في الثقافة وفي الرؤية وفي الذوق، وفي كل مكان حتى داخل المنزل، ولكن كل ذلك لا يمكن أن يصل إلى حدّ الخلاف على الوطن، فالوحدة الوطنية ووحدة الدين هي مظلة واسعة تشمل الجميع.

كل من لديه وجهة نظر عليه أن يطرحها بشكل منطقي وعقلاني دون ترويجها على حساب الدين والعقيدة وعلى أساس التقسيمات التي لا تعود إلا بالمضرة على الوطن وعلى المواطنين.

الاختلافات السياسية موجودة حتى داخل الأسرة الواحدة، وهذه الاختلافات لا علاقة لها إطلاقاً، ولا ترقى لأن تصل إلى حدّ التقسيمات على أساس المذهب؛ لأن هذا أمر لا يستفيد منه إلا من لا علاقة له بالدين ولا الوطنية، وإنما يستفيد ويوظف الدين لهذه الأغراض.

لماذا «إخوة»؟

- فريق إخوة: بعد لقاءات ومشاورات بين الشباب من الطائفتين، ارتأينا أن نسميها «إخوة» من باب الحرص على العلاقات الكبيرة التي تجمعنا ومظلتها الإسلام والوطن، فهذا الاسم اشتققناه من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وعندما نقول إخوة فإن الطرفين يعتقدان أننا فعلاً إخوة، وما تربطنا هي علاقة الإخوة الدينية والوطنية، وهي أكبر من كل الخلافات.

ما هي الأهداف التي تحلمونها؟

- فريق إخوة: الهدف من حملة «إخوة» ترطيب العلاقات ومحاولة كبح جماح الطائفية التي لا مكان لها في البحرين، والتأكيد على الإخوة المتأصلة في المجتمع البحريني منذ زمن طويل.

ونريد أن نتجاوز هذه الخلافات التي يراد لها أن تنمو وسط مجتمعنا السمح، وهذا الهدف ينبع من مسئولية يشعر بها الشباب في كونهم الطاقة والفئة الأبرز في المجتمع البحريني، إزاء الآثار التي يخلفها الصراع الطائفي والفئوي بين أبناء الشعب الواحد.

ونحن حريصون على أن تكون البحرين خالية من الصراعات، وهي الهم الأبرز، فالهدف هو تقريب النفوس والأخذ بما دعا له القرآن والسنة النبوية ومقررات الدين الحنيف التي تدعو للوحدة والتآلف والعمل على الوحدة الإسلامية بكل مقوماتها، وتبقى الاختلافات خاصة بكل جهة.

هل هناك أوطان تبنى على الطائفية؟ الأوطان تبنى على المحبة والوئام والسلام، وهو ما دعا له القرآن والإسلام. والأوطان تبنى على كفاءات أبنائها، وعلى العمل الجاد من أجل مستقبلها وتطويرها.

هل تتوقعون تحقيق أي نجاح لمشروعكم في ظل ارتفاع وتيرة الطائفية؟

- عبدالله: فكرة المشروع جاءت نظراً لارتفاع الوتيرة الطائفية والتشنج الطائفي، والفكرة أن يكون لدينا دور فاعل، وأن الجميع سواسية في هذا الوطن. ولنختلف سياسيّاً، ولكن لا يتأثر الجانب الاجتماعي بهذا الاختلاف، ونحن نحاول أن نجمع جميع الأطراف في البلد، ونحن ليس لدينا أي مانع من زيارة الجميع والالتقاء بهم.

بوحميد: المبادرة جاءت كنتيجة للحالة السياسية والاجتماعية، ولأن هناك مشكلة اجتماعية جاءت المبادرة الشبابية لتخفيف الاحتقان. والفريق متفق على أنه ليكن هناك اختلاف سياسي، وهذا موجود في العالم، ولكن النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية خط أحمر لا يتجاوز. وإذا أخذ الجميع هذا الأمر بعين الاعتبار فالبحرين ستنجو. ومن أجل تفعيل هذه المبادرة سنقوم بعدد من الفعاليات، وسنزور رجال دين ورياضيين وسياسيين وإعلاميين من جميع الطوائف من أجل دعم هذه المبادرة.

السبع: مبادرة «إخوة» دلالة على وجود مشكلة كبيرة في البلد، واهتمام الشباب بهذا الأمر هو حالة صحية، وإنه مدرك لأهمية النسيج الاجتماعي والحفاظ عليه من الاختلافات السياسية، مع أن كل فعل سياسي يؤثر على الجانب الاجتماعي، ونحن نحاول أن نوصل هذه الرسالة إلى جميع القيادات الاجتماعية بأن اختلفوا سياسياً، ولكن ليبقى الجانب الاجتماعي بعيداً عنها، ونحن ندرك التأزم الطائفي الكبير في المنطقة، ولكننا كمجتمع عشنا مئات السنين تربطنا العلاقات الاجتماعية والأسرية، ولابدّ من وقفة صارمة ضد من يعبث في النسيج الاجتماعي.

من تضم الحملة؟

- فريق إخوة: الحملة تضم مجموعة من الشباب بعضهم ينتمي لتيارات، ولكن في هذه الحملة هم ينتمون لها فقط، ومعنا من ليس له أي انتماء لأي تيار، فقد اجتمعنا لإيماننا التام والكامل الذي يغطيه الدين بالدرجة الأولى والوطن بالدرجة الثانية، معتقدين بشكل تام بأننا إخوة متحابون.

كل فئات شعب البحرين تمتلك هذه الروح القائمة على المحبة، والتألم لآلام بعضها البعض وتحسس ظروف من حولها، والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم.. شعب البحرين هو أسرة واحدة بحق، وهو شعب عظيم وضرب أروع الأمثلة في الوحدة.

ننطلق اليوم من تاريخ طويل وعريق في التعايش والمحبة والوئام، وهذا التاريخ لا يمكن أن تدفنه الخلافات السياسية، هو تاريخ بناه الأجداد وورثوه للآباء، ونحن بدورنا نحمل هذا الإرث الكبير في كون شعب البحرين يحمل هذه الروح الحضارية الكبيرة، التي تتجاوز كل الخلافات والمحطات الطائفية والتقسيمية والفئوية، وينطلق برؤية وهمّ واحد هو همّ الوطن، وهمّ المصلحة العليا دون أي اعتبارات أخرى.

لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر، ولا يمكن لأي طرف أن يلغي من يختلف معهم، لذلك فإن العداء وزرع البغضاء هي فكرة عدوانية لا يمكن أن تلقى رواجاً وسط شعب البحرين الذي يحمل الوطن همّاً وحباً، وهو شعب سلام ومحبة.

هل لديكم آليات وخطوات لتحقيق هدفكم المنشود؟

- فريق إخوة: نحن سنقوم ببعض الخطوات الإعلامية والميدانية والاجتماعية التي نأمل أن يكون لها بالغ الأثر في نفوس أبناء هذا الوطن الحبيب الذين نحبهم جميعاً.

وسنقوم بزيارات لشخصيات من الطائفتين الكريمتين، وسنطرح هذا المشروع، الذي ينطلق من تشخيص وإيمان بضرورة الوحدة وتجاوز الخلافات من أجل أن نبني الوطن، وسنسعى للوصول للجمعيات السياسية والإسلامية من أجل إقناعهم بدعم هذه الخطوة لمصلحة البحرين وشعبها.

وسنعمل على زيادة وتيرة الحملة من خلال الإمكانات التي لدينا، والتي في أغلبها هي إمكانات محدودة، ولكن ندعو جميع من يشترك معنا في هذا الهمّ والحرص بأن تكون له يدّ في المشاركة في هذه الحملة بكافة الطرق والوسائل والإمكانات، وأن يبادروا لتكوين مبادرات تعنى بتفعيل عنوان «إخوة»، وتعزيز العلاقات بين أبناء الشعب الواحد.

لا نريد أن يبقى في نفس أحد أي حاجز إزاء أخيه، الذي تعلّم معه في المدرسة أو في الجامعة أو يعمل معه أو يجاوره في السكن أو زامله في سفر، فكلنا أهل بلد واحد، ولن ينفع أي طرف وجود هذه العوازل والحساسيات، ونريد أن نعود كما كنّا إخوة متاحبين في الله وفي الوطن ولا يفرقنا شيء.

وأطلقنا صفحة إلكترونية تحمل عنوان الحملة «i5waa.net» وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «i5waa» في «الفيسبوك» و»التويتر» و»الإنستغرام»، ونأمل من الجميع المساهمة معنا دعم الحملة المعنوي، وبكل ما يستطيعون، والمشاركة فيها بكافة الوسائل بالكتابة وبتفعيل أهدافها وتطبيق آلياتها من خلالهم.

هل توجهتم للجهات الرسمية للمساهمة؟

-السبع: ندرك أن كل الفاعلين عليهم مسئولية كبيرة؛ لذلك فإن عملنا شعبي واجتماعي، ويستهدف مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية، ونحن نعرف أن الجانب الرسمي عليه مسئولية كبيرة لأن بإمكانه وقف الكثير من الحملات الإعلامية التي تعمل على الفرقة الاجتماعية، وأن يقوم بدعم المبادرات المجتمعية التي تحارب الطائفية ودعمها إعلامياً لحماية المجتمع البحريني من هذه الآفات الدخيلة عليه.

ما هي الفعاليات التي قام بها الفريق؟

- عبدالله: في الفترة الماضية عقدنا عدداً من اللقاءات.

- السبع: بعد لقائنا الصحافي الأول تم الاتصال بنا من قبل مجموعة «الوطن يجمعنا»، واجتمعنا بهم، ورحّبوا بالفكرة ووجود هذا الفريق، وكان لدينا لقاء مع ائتلاف شباب الفاتح، وكان هناك ترحيب واهتمام بالمبادرة، وأكدوا أنهم يفتحون أيديهم للمساعدة في هذا المشروع، وهناك فكرة لإقامة حملة تبرع بالدم «دمنا واحد»، وإقامة مأدبة عشاء تجمع الجميع تحت سقفها. كما أننا التقينا بغرفة تجارة وصناعة البحرين، وأطلعناهم على المشروع، ونحن نتأمل خيراً بأن تدعم المؤسسات المجتمعية الأخرى، ونحن نعمل على عقد لقاءات مع شخصيات مجتمعية أخرى.

نسق الاتجاه للتأزيم الطائفي يزداد بسرعة. ماهو تعليقكم؟

-السبع: أصبحنا كشباب رجال أطفاء لحرائق الطائفية، وهذا يتطلب سرعة التحرك للقضاء على الحريق السريع، ونحن مدركون خطورة المرحلة، رغم أن دور الشباب هو بناء الوطن وليس العمل كإطفائيين والعمل في الأمور الجانبية.

-عبدالله: شعب البحرين تربى على أساس أنه ليس هناك نزاعات طائفية لأننا تربينا وهناك جناحان للبلد. وشعب البحرين واعٍ، وعملنا هو تذكيره بإننا مجتمع واحد وليس هناك فرق بيننا، ونحن نحاول أن نجمع أكبر عدد من الشباب. وصحيح أن الهدم أسرع من البناء، ولكننا يجب أن نبني من أجل أن يعيش أجيال المستقبل كما كان الأجداد يعيشون.

-بوحميد: نحن كفريق لدينا طموح كبير في مواجهة التحدي، ونحن لا نتساهل بالأمر. دخلنا من أجل خدمة الوطن ولعمل شيء للوطن، وتعبير الكثير عن رغبتهم في الانضمام للفريق دليل أن هناك تياراً شبابياً منزعجاً من الواقع المر، وهذه المبادرة كنا نتمنى عدم وجودها، ولكن بسبب الأصوات التي تؤزم طائفياً كان لزاماً أن نقوم بها.

للجمعيات السياسية دور كبير، هل عقدتم لقاءات معها؟

-السبع: أجرينا الاتصالات بمعظم الجمعيات السياسية، ومنها جمعية تجمع الوحدة الوطنية، وكان لدينا لقاء مع الشيخ المحمود وتم تأجيله بسبب ظرف طارىء، وأيضاً تم الاتصال بالجمعيات الأخرى لتحديد موعد للقاء، كما قمنا بالاتصال بجمعية الوفاق، ونقوم بمحاولة الاتصال بجمعيتي المنبر والأصالة، ونحن متفاءلون بتجاوب الجمعيات ودعم هذه المبادرات الشبابية.

-بوحميد: اللقاءات لن تنحصر بالجمعيات السياسية أو السياسيين بل ستشمل جميع الفئات من رياضيين ومؤسسات وفنانيين ومخرجين، وسنحاول أن نزيد من أعداد الفريق.

ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم أو واجهتكم؟

-السبع: أهم صعوبة هي وجود الإرهاب الفكري، فالكثير من الشباب يريدون أن يكونوا فاعلين معنا، ولكن هناك إرهاباً فكرياً، فمثلاً هناك شخصية وسطية تريد الترويج والمشاركة في التقريب بين الطوائف، ولكن هناك خوف من جهات نافذة قادرة على إغلاق باب الرزق عليه أو نظرة مجتمعية تنظر إليه بأنه خائن للمجتمع، وهذا جعل من الكثير يبتعدون، وهذا تحدّ لنا ولهذه الشخصيات، والتي أعتقد أنها ستظهر في الفترات المقبلة.

-عبدالله: من أصعب التحديات هي عامل الوقت، وكنّا نتمنى أن تكون هناك فعاليات كبيرة، ولكن ضيق الوقت، خصوصاً مع ازدحام الجدول في شهر رمضان، ساهم في عدم إقامة هذه الفعاليات. كما أن من التحديات هي البداية في كيفية وضع البرنامج والتوليف بين الفريق، ولكننا تغلبنا عليها، وأصبح لدينا مشروع نتحرك به.

-بوحميد: التحديات التي نواجهها هي الوصول إلى تحقيق الأهداف التي وضعناها، ونحن وضعنا جدولاً زمنياً لذلك.

ما هي توقعاتكم للجهود المبذولة في محاربة الطائفية؟

-السبع: أعتقد أن البحرين مرت بظروف مشابهة قد تكون بنفس الدرجة، ولكن كل التجارب تؤكد أن الوطن، وبفضل الله والأيدي الخيرة، سيبقى متماسكاً، وسيبقى المجتمع متعايشاً. كانت هناك موجات كبيرة، ولكن الشخصيات الوطنية والفاعلة في المجتمع أخذت الوطن لبر الأمان. وصحيح أن هذه الهجمة كبيرة، ولكن البحرين ستنجو منها. نحن لدينا أمل كبير أن يمسك الشباب زمام المبادرة، والأخذ بأيدي رجال السلام والحفاظ على النسيج الاجتماعي. صحيح أن هناك تحديات كبيرة، ولدينا آمال كبيرة، وكلنا أمل بالحفاظ على التماسك المجتمعي بين الجميع، وأملنا كبير أن نصل إلى نتجية تنقذ البلد من نار الطائفية، وموجة تسونامي التي تعصف بالبلد.

-عبدالله: عندي قناعة أن شعب البحرين هو شعب طيب متسامح، وهو شعب سيتغلب وتغلب من قبل على صعوبات أكبر من هذه، ونقول للأصوات النشاز إن الشعب البحريني هو شعب متعايش منذ سنوات طويلة، ولم تكن هناك أزمة مجتمعية. الشعب البحريني يعي أن الطائفية سترجع البلد إلى الوراء، ولن تحقق شيئاً، والبلد يحلق بجناحين، ولا يمكن أن يحلق بجناح واحد.

-بوحميد: المشكلة سياسية، ونحن نتساءل إذا كانت المشكلة السياسية فما دخل العلاقات المجتمعية فيها؟ فالاختلاف السياسي موجود حتى بين الإخوان، ونحن نناشد وسائل الإعلام المختلفة أن تقوم بالترويج للتسامح والوحدة الوطنية، والسؤال: لصالح من يتمزق الشعب البحريني بهذه الطريقة؟ يجب وقف أي شخص يعمل على التمزق المجتمعي؛ فالبحرين خط أحمر، ولا نجعل الخلاف السياسي يؤثر على حياتنا الاجتماعية، وهنا يأتي دور الإعلام الذي يجب أن يلعب دوراً إيجابياً.

بالنسبة للإطار الزمني، إلى متى ستعملون؟

-فريق إخوة: نريد بثّ روح الحملة وأهدافها خلال شهر رمضان، ونتمنى أن تبقى ثمار هذه الحملة مستمرة لأبعد حدّ ممكن.. نريد أن نبتعد بالوضع الطائفي عن السياسة وعن الخلافات، وأن تكون أيام شهر رمضان هي بداية لحالة أخوية مستمرة ومتواصلة وحملة غير منقطعة من خلال مبادرات اجتماعية نأمل أن يكتب لها النجاح، وأن يبادر لها شباب الوطن بكل فئاتهم وتوجهاتهم، وأن لا تقطع لديهم روح الأمل التي تنبعث من المحبة والتآلف بين مجتمع البحرين. نحن شعب عظيم وعظمته نابعة من عطائه وطيبة شعبه، ولا يمكن لهذه الصفات أن تمحى لرغبة أية جهة؛ فشعب البحرين شامخ رغم ما يحيط به، وهو شعب يستحق أن يعيش في محبة وسلام.