سمي العيد بـ «العيد» لأنه يعود سنوياً وبشكل معتاد، ولأن لله فيه أيضاً عوائد طيبة لعباده، فالأعياد تأتي عادة بعد تأدية ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر يأتي بعد تأدية فريضة الصوم، كما أن عيد الأضحى يأتي بعد الحج وهو الركن الخامس من أركان الاسلام. فإذا أدى المسلم فريضته بصورة حسنة كان من حقه أن يفرح بذلك وأن يعلن هذا الفرح شكراً لله. ولأن من طبيعة المسلم أن يكون إيجابياً معطاء، فإن نقل مشاعر الفرح وبصور متنوعة إلى أكبر قدر ممكن من المسلمين، أمر لابد منه خصوصاً لأولئك الذين لا يستطيعون المشاركة الفعلية في مظاهر العيد لأسباب كثيرة.
يفرح المسلمون في كل أنحاء العالم بأيام العيد، والإنسان بطبيعته يحب الفرح والسرور ولبس الجديد النظيف من الملابس خصوصاً الأطفال، ولأن العيد مظنة ذلك فيجب أن نفعله، ولكن يجب أن نتذكر أن ذكر الله والتهليل والتكبير والاجتماع في صلاة العيد وخطبته من مستلزمات العيد التي يجب الحرص عليها لأن المسلم يرى إخوانه مجتمعين في مكان واحد في الحي الذي يعيش فيه، فيبادلهم التحايا والسلام والكلمات الطيبة التي تجمع النفوس وتقرّب القلوب وتزيل الضغائن. وكل ذلك جزء من أهداف العيد الاجتماعية الكبيرة حيث يستشعر المسلمون جميعاً وعلى اختلاف أوطانهم ومشاربهم ولغاتهم، أنهم جميعاً أمة واحدة تجمعهم أهداف مشتركة وتاريخ واحد. وهذا الشعور يدفعهم للتوحد على تحقيق أهدافهم وإعادة مكانتهم الحقيقية القوية التي فقدوا الكثير منها ولأسباب كثيرة.
ولكي يكتمل المشهد الاجتماعي الجميل للعيد لابد من تذكر أن هناك شرائح مجتمعية تعيش بيننا ولكنها غير قادرة على مشاركتنا في الاحتفال ببهجة العيد نظراً لظروفها الخاصة. من هؤلاء المرضى والمساجين وكبار السن وبعض فئات المجتمع الأخرى. ومن حق هؤلاء جميعاً على كل فئات المجتمع فضلاً عن الجمعيات الخيرية، وقبل ذلك كله أقاربهم، أن يذهبوا إليهم ويشاركوهم متعة العيد وفرحته، وهذا جزء من الدين والأخلاق والإنسانية التي تعلّمناها ويجب أن نحافظ عليها.
وفي العيد أيضاً، يجب أن لا ننسى أن هناك شعوباً عربية تمر بأوضاع إنسانية صعبة؛ ففي سورية عشرات الآلاف لا يجدون طعاماً أو مأوى بسبب الحرب الظالمة التي شنت عليهم ومنذ حوالي ثلاث سنوات ولا تزال، ومن هؤلاء من توزّع في أكثر من بلد عربي أو إسلامي مهاجراً رغم أنفه، ولا يجد في مهجره القسري الحياة الكريمة، وهؤلاء من حقهم على كل المسلمين القادرين أن يكونوا إلى جانبهم خصوصاً في مثل هذه الأيام المباركة.
وهناك آخرون في فلسطين والصومال ودول أخرى يتطلعون إلى إخوانهم ليمدّوا إليهم يد المساعدة والعون وعلى مختلف الأصعدة. ولعل هذه الأيام تكون بداية خير لعمل اجتماعي يقدّم لهم بصورة مستمرة لتحقيق فكرة التعاون والتكافل بين المسلمين جميعاً.
وفي العيد نتذكر المحن القاسية التي تمر بها بعض بلادنا العربية والإسلامية، ففي مصر نرى بوادر حرب أهلية بسبب ما فعله العسكر، كما نرى تدخلاً سافراً من الكنيسة والعلمانيين لتغيير هوية مصر الإسلامية وإبعادها عن محيطها العربي والإسلامي، ودورها الطليعي الذي قامت به لمئات السنين.
وفي فلسطين انقسامٌ مؤلم واستسلامٌ مخزٍ للصهاينة وتنازل عن المقدسات وسط صمت عربي لا يتفق مع الدين ولا المصالح. وفي سورية ولبنان تمزق سياسي ومجتمعي وديني وقتلى يسقطون ظلماً وعدواناً، وفي البحرين صراع سياسي وللأسف تحوّل إلى صراع مذهبي عصف بمجتمع البحرين المعروف بالتسامح عبر تاريخه الطويل، وما كان له أن يصل إلى هذا المستوى لو أن البحث عن العدالة بين الجميع كان هو محط أهداف كل الفرقاء. وليس هذا بالمستحيل لو أدرك الكل أن استقرارهم لن يتم من دون ذلك.
والصومال -التي نسينا أنها عربية- تمزّقت ومات من أبنائها عشرات الآلاف ولا يزالون... هذا البلد يحتاج إلى وقفة عربية وإسلامية لجمع شمل أبنائه لكي يلتفتوا إلى بناء بلدهم. والعراق هي الأخرى تتمزق والموت لا يكاد يفارق أهلها حتى يعود إليهم، والصراع المذهبي يفتك بهم ويهدّد وحدتهم واستقلالهم، وقد يقودهم إلى ظلمات بعضها فوق بعض.
وإذا أضفنا إلى كل أولئك ما نراه من بوادر فتن في تونس وليبيا، أدركنا حجم الخطر الذي يحدق بعالمنا العربي، وأدركنا- هكذا أتمنى- أن أمام المسلمين واجباً تجاه إخوانهم في كل تلك الدول الذين يعيشون معاناة حقيقية. ولعل العيد بتجلياته الدينية والاجتماعية يكون دافعاً لهم ولدولهم لفعل ما يحقّق الأمن والاستقرار لكل تلك الدول، لأن في ذلك قوةً لكل العرب ولكل المسلمين.
في العيد تتحقق فرصة نادرة لنتناسى أحقادنا ويقترب بعضنا من البعض الآخر، ونحقّق بذلك آمال نبينا فينا عندما قال متحدثاً عن أمته: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».. فهل نفعل ذلك؟
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3987 - الثلثاء 06 أغسطس 2013م الموافق 28 رمضان 1434هـ
رب ارجعوني........................................
عذرا على التأخر. .....حبيبي الكاتب : بالأمس طرحت تنضيرا أجوفا عن سوريا الأسد ،، واليوم اعتديت على الحراك الشعبي البحريني النزيه الذي مازال سلميا رغم محاولات جره للعنف لدوافع واضحة مفادها الهروب من الاستحقاقات الشعبية المشروعة... فلا مكان لمذهبيتكم بيننا لأن الشرفاء من المذهبين الأصيلين هم من يمسكون بزمام المطالب الحقة التي حرمتموها أنتم في أوطانكم ،، فهنيئا لنا على عزة ديننا.
مقال فهلوي آخر
بدأت بداية جيدة لكنك أنهيتها بمفاهيم خاطئة...تعلم من استهدف سوريا من اجرام وقتل وساهم في تهجير مواطنيه واللعب على جراحهم من زواج النكاح والاغتصاب وأخذهم رهينة يلعبون بها،أما مصر فجماعتك ليس لهم في العروبة من شئ،وما بالك تدخل المسيحيين الشرفاء والعلمانيين سببا في الفتنة التي هي هدف الإخوان المستسلمين،أما البحرين فمن اين لك القول بأن نهجها طائفي...اتق الله يا رجل،الكاتب الحق يحترمه قلمه ولا ينبذه من كلام باطل.
اتق الله فيما كتبت
إنك تفنى ويبقى ما كتبت ... البحرين ليس صراعا طائفيا عيوننا تشهد سجوننا تشهد المنظمات الحقوقيه تشهد كل منصف صاحب ضمييير يشهد ... سفراء الدول في البحرين تشهد وكل حبة تراب وورقة شجر تشهد لاصراع طائفي عندنا هناك مطالب وهناك قمع فلا تخلط الاوراق على حساب دماء الابرياء
انا ارد عليك
لما تكون عيونك تشهد فانها تشهد من خلال قنوات واعلام ايران والسجون تشهد لمن يرهب الامنين حرق اطارات وقنابل واسياخ الحديد والمنظمات الحقوقيه هذه دكاكين مدفوعة الاجر فلم لا تدخل ايران ولم لا ترا ما يحدث في سوريا فاي ضمير انما تنجرون وراء العواطف والاحساس بالمظلوميه والدونيه والسفراء الذين تتكلمون عنهم اقراء عنهم اين كانوا وماذا فعلوا في الدول الاخرى كافغانستان والعراق واالسفير الامريكي لديه اجنده يتبعها لاستراتيجيه معروفه نعم اوراق الشجر تشهد لانها تتساقط من فعل حرق الاطارات فاتقي الله و خف علينا