العدد 3986 - الإثنين 05 أغسطس 2013م الموافق 27 رمضان 1434هـ

دعوهم ينامون في سلام

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

آخر الأخبار «النوعية» الواردة من شمال إفريقيا، تفجير ضريحين إسلاميين في شبه جزيرة سيناء.

التفجير لم يقم به متطرفون يهود ولا جنود الاحتلال الصهيوني، وإنّما مجموعة «إسلامية» متشددة، تعتقد أنه لا يوجد على وجه الكرة الأرضية مسلمون حقيقيون غير أعضائها والمنتمين لأفكارها، أما أمة المليار ونصف المليار مسلم، فكلهم سيدخلون جهنم صاغرين.

في تقريرها الخبري من القاهرة، أوضحت وكالة (أ ف ب) أن مسلحين يعتقد أنهم متطرفون اسلاميون فجّروا الضريحين الإسلاميين (في آخر جمعةٍ من شهر رمضان المبارك)! فيما أصيب مجنّدان في هجومين آخرين شنهما مسلحون في شمال سيناء. وفي الأسبوع الماضي تعرّضت تونس إلى هزتين أمنيتين عنيفتين، باغتيال معارض تونسي يساري، وقتل مجموعةٍ من الجنود التوانسة في كمين بجبل الشعانبي على أيدي ذات الحركات المتطرفة المشبوهة.

حركة تفجير الأضرحة والقبور بدأت من الشرق، من أفغانستان وباكستان حتى اجتاحت العراق طوال عقد كامل، حيث كان له نصيب الأسد من التفجيرات العبثية العمياء، التي أسالت من دماء العراقيين بأكثر مما سفكه جنود الاحتلال الأميركي الغاشم، ضمن مخططٍ معلنٍ كان يستهدف إيقاع حرب أهلية طاحنة بين العراقيين. ووصلت دائرة القتل إلى سورية، حيث امتدت يد البغي إلى قبر أحد الصحابة لنبشه، دون مراعاةٍ لحرمته. وطالت التفجيرات مسجداً يُحاضر فيه أحد كبار العلماء المسلمين، حيث قضى الإرهاب الأعمى على العلامة محمد سعيد البوطي وهو يلقي محاضرةً دينيةً بين مريديه في ليلة جمعة، فتحوّل جسده خلال ثوانٍ إلى أشلاء، والمسجد إلى بركة دماء.

أعمالٌ تصطدم بالشرع والعقل والمنطق ومبادئ الدين الحنيف. حتى بمنظور السياسة تعتبر أخطاء قاتلة... فماذا يستفيد من أصابه العمى وضيّع بوصلته وأخذ يحارب طواحين الهواء، ووضع على رأس أولوياته محاربة الموتى ونبش القبور.

ومع ذلك امتدت هذه الموجة العمياء إلى شمال إفريقيا، من مصر إلى ليبيا وتونس حتى وصلت إلى تخوم البلدان الإسلامية البعيدة التي تقع على مشارف الصحراء الكبرى، ووصلها الإسلام عن طريق الدعوة الحسنة على أيدي التجار والحركات الصوفية وعلماء دين زهّاد، فدخلته دون حروب أو قتال. وكان أن أقام أهل تلك الديار ضرائح تكريماً وتقديراً لدور هؤلاء، ولم يخطر ببالهم أن يأتي قومٌ في آخر الزمان، يزايدون على إسلامهم، ويتهمونهم وأسلافهم بالشرك والضلال، ويحكمون عليهم بالكفر، ويتتبعون تلك القبور بالهدم والتفجير.

في خبر مصر، تقول وكالة الأنباء الفرنسية إن المتشدّدين وضعوا عبوات ناسفة لتفجير ضريحي اثنين من «الأولياء»، بمنطقتي المغارة وسط سيناء، والمزار ببئر العبد في شمالها، فتهدّمت الحوائط والقباب. وقبلها جرى تفجير ضريح الشيخ زويد شمال سيناء ثلاث مراتٍ بالطريقة نفسها. وأمثال هؤلاء غالباً ما يكونون من الزهّاد ومعتزلي العالم ليعيشوا في الصحارى والواحات على أطراف الحياة.

دعوهم ينامون في سلام. احترموا حرمة الموتى. لا تدنّسوا قبورهم وتعصفوا بخلواتهم... ولا تقلقوا راحتهم السرمدية أيها المتطرفون.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3986 - الإثنين 05 أغسطس 2013م الموافق 27 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:19 ص

      الحقيقة

      المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده ولكن المشكله هولاء التكفيريون كفار ليس لهم دين والله ما ذنب الحجر ليهدم والله المستعان , خاتون

    • زائر 12 | 7:13 ص

      لا يختلف حدث سيناء عن ما يحدث في تونس أو فس العراق والسودان

      تطرف يعني على الحافة .. يعني دزني والوسقوط في الهاوية مضمون .. فدفع جماعات للتطرف من أجل الاحتراب وبيع أسلحة ونهب خيرات مثل السودان نهبوا البترول والخيرات الأخرى والعراق النفط مقابل الغذاء وبرامج كثيرة مشرعنه ومقنونة ومتفق عليها يعني عبر إتفاقية توقع وتبرم من أجل أت تكون السرقة أو عفوا تحويل ملكية المعادن النفيسة من الى شخص آخر بتخويل أو توكيلات ووكالات.. ويش يعني دم وقتل حلال بينما حرمة والحرام القتل لم تتصل الى سرقة خيرات الشعوب وقتل ورمي الاخر في السجون؟

    • زائر 11 | 6:32 ص

      ليس العودة الى المدارس لكن عودة مجتمع الى أرذل العمر أو أسفل السفلين ؟

      أطراف مدينة أو طرف اللسان كلها أطراف وغط الطرف عنهم كيف؟ والمسجد
      الأقصى .. واقصى الشمال الجنوب وأقصى اليسار اليمين.. وهذه ما يسميها البعض حالة من حالات الانعكاس.. فعكس الشيء ليس ضده وإنما معكوسة أو مقلوبه فسيعود الى أصله. وفي هالة من الاخبار عن حالات التطرف الجاهلي تبرهن وتبين صحة وعافية مسار قانون الفوضى الخلاق – فليس من لا شيء خلق شيء لكن تحول من حالة الى حالة أخرى متقدمة. فقد عادة الجاهلية وعاد الإقطاع وإستغلال الانسان لأخيه الانسان والقتل والنهب والسلب و..و.. ويش عصبية أو تعصب؟

    • زائر 10 | 6:14 ص

      أم محمد

      التشدد مرفوض من أي كان، لذا أرجو أن لا تنسى ذكر من قصف مسجد خالد بن الوليد في سوريا ومن حاول نبش قبره ولا تنسى قبل ذلك من يسئ لصحابة كرام اتخذهم الرسول الكريم أصحاباً و صاهرهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    • زائر 9 | 5:33 ص

      أي فكر هذا؟

      هؤلاء ليس لهم حرمة للأحياء ولا للأموات. أي فكر هذا؟ أي دين يامرهم بنسف القبور وتتبع الموتى؟

    • زائر 8 | 3:45 ص

      لاتنسى شيخ ميثم وصعصه في البحرين

      امتدت اليد الآثمه اليهما ولو سمحت لها الفرصه لما قصرت في نسفه كما فعلت في غيره ... يامنتقم ياجبااار

    • زائر 7 | 3:39 ص

      لانقول الا ما قاله الرب فيهم

      أولئك كل لإنعام بل هم أضل سبيلا. بل فضل الحجر والحيوان عليهم . هذا هم حثالة البشر

    • زائر 6 | 2:27 ص

      المتطرفون الفاشلون

      الاسلام عظيم لم يحصر في اشخاص معينين ولا بافكار معينه الاسلام الحقيقي لم يبني على التعصب والجهل والقوميه فقد جمع بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي هو نور ومن نوره محمد وآل محمد صلى الله على محمد وال محمد

    • زائر 5 | 2:11 ص

      ابو حسين

      يا سيدي الفاضل الغريب في الامر النائب الذي يصف بعض شعب البحرين الكريم بالكلاب هو نفسه من بدخل ويتسلل في دولة عربية مسلمة يدعم القتل والارهاب
      ويجتمع مع منظمة ارهابية ويدعهم بالمال السلاح هذا هو منطقهم قد حل الخراب والدمار والقتل والتفجير وفتل الاطفال والنساء والابرياء قد دمرور فغانستان وباكستان
      واليمن والعراق حتى السعودية لم تسلم منهم والان في سورية ومصر وغيرها ولايوجد لديهم مشروع سياسيى واضح ومقبول غير القتل والارهاب والتكفر
      الناس شرق وغرب يتكلم عن حرق اظارات ويدافع ويدعم قتل البشر

    • زائر 4 | 10:47 م

      ابو كرار

      المشكله ان هذلين لم ولم ولم يعرفوا الدين القيم يا اخي روحوا جوفوا الهند وين وصلت بلاد العجائب وانتون الا غصب صيروا وهابيه ما نبي انصير غصب لكم دينكم ولي دين خله ها الاشياء الى الله سبحانه اهوا الي راح يحكم وتحياتي

    • زائر 3 | 10:35 م

      غريب الدار يشجب

      ارتكبوا نفس الفعل فبل عشرات من السنوات في المدينة المنورة, و ما تكلم احد. كان المسلمين عايشين اكثر من 1300 سنة في ضلالة. و جاءوا هؤلاء العور و صححوا الدين و هدموا القبور. الا تعسا لهم

    • زائر 2 | 10:23 م

      القوم أبناء القوم

      يا سيد تفجير وتهديم المقامات الإسلامية ليست وليدة اللحظة لقد سبقها ومنذ أعوام طوال تهديم قبب أئمة البقيع وهناك حادثة حدثة في زمن من الأزمنه حينما جاء القوم للهجوم على احد البيوت في ذلك الوقت قال لهم رجل أن بالبدار كذا وكذا وبه كتاب الله فقال الرجل من ذلك القوم وإن أحرقوا الدار ومن فيها تقدر إتقول ياسيد أن القوم أبناء القوم أو التاريخ يعيد نفسه

    • زائر 1 | 9:57 م

      المشتكى لله .....

      بل يحاربون الله..

اقرأ ايضاً