العدد 3986 - الإثنين 05 أغسطس 2013م الموافق 27 رمضان 1434هـ

المريخي يؤكد أهمية تصفية النفوس... وفتيل يدعو للبُعد عن العداوات والتطرُّف

«الشئون الإسلامية» تحتفل بليلة القدر

المنامة - وزارة العدل والشئون الإسلامية 

05 أغسطس 2013

قال وكيل محكمة الاستئناف العليا إبراهيم المريخي إن ليلة القدر تتطلب من المسلم أن يستعد ويتأهل بروحه ونفسه فيصفيها وينقيها ويصبح في درجات المخلصين من أجل اللقاء بتلك الليلة، لافتاً إلى أن أن الأعمال صور قائمة وأرواحها سر وجود الإخلاص فيها، وليس الشأن أن تبني صورة الصيام دون أن تنفث فيه الروح.

من جهته، قال عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ فاضل فتيل إن عبادة الله تتطلب الأمن والأمان والبعد عن العداوات وعن التحزُّب والتطرُّف، إذ إن المتطرِّف أدعى إلى السقوط، وإنّ السائر في وسط الطريق أقرب للنجاة والوصول.

جاء ذلك في الاحتفال السنوي الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف يوم أمس الأول تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي.

وتناول وكيل محكمة الاستئناف العليا إبراهيم المريخي في كلمته محاور ثلاثة، هي: الأصل الأصيل، والتأهيل، والفضل الجزيل، حيث أوضح أن ليلة القدر هي رحمة من رحمات الله سبحانه وتعالى، وهي عطية من عطايا الحق تعالى للأمة المحمدية التي جعلها من خير الأمم، كما قال جل وعلا: «كنتم خير أمة أخرجت للناس..» (آل عمران: 110)، لافتاً إلى أن رحمة الله تعالى هي الأصل الأصيل، وعلينا أن نتطلع إلى رحمة الله في كل شيء، وألا تغيب عنا في كل أمر.

وأضاف المريخي أن الله تعالى اختص هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص عديدة، وفضائل كثيرة، ومن هذه الخصائص والفضائل أنه سبحانه لما قدر أعمار أبناء هذه الأمة بسنين قليلة عوضهم عن ذلك بأوقات ثمينة، ومن هذه الأوقات رمضان، فإن الحسنات فيه تضاعف، بل إنه من كرمه على هذه الأمة جعل لهذه الأمة ليلة جليلة القدر، هذه الليلة هي ليلة القدر، فجعل العبادة فيها خيراً من عبادة ألف شهر.

وأضاف أن ليلة القدر تتطلب من المسلم أن يستعد ويتأهل بروحه ونفسه فيصفيها وينقيها، ويصبح في درجات المخلصين من أجل اللقاء بتلك الليلة، وهذه هي الحكمة إذ إن استعداد الصائم منذ بداية رمضان بالإخلاص في الطاعة يؤهله لذلك.

وأشار إلى أنه ليس الشأن أن تبني صورة الصيام من دون أن تنفث فيه الروح، وأن الأعمال صور قائمة وأرواحها سر وجود الإخلاص فيها كما قال ابن عطاء الله.

وتابع أنه بعد هذا التأهب والتأهيل يدخل الإنسان في الفضل الجزيل وهي ليلة القدر، الليلة العظيمة التي قال الله تعالى فيها «إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر» (القدر: 1-2)، يكون فيها التحام أهل السماء بأهل الأرض وينتشر فيها السلام، حتى إن الملائكة تسلم على أهل الأرض.

من جهته، أكد عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ فاضل فتيل أن اتباع المنهج القرآني يؤدي الى الاستقرار النفسيِ والأمنِ في المجتمع، وإن فيه من التوجيهات ما لو اتُّبعت لساد جوُّ التفاهمِ والتعايُشِ السلمي ولزالت العداوةُ من القلوب، لافتاً إلى أن القرآن الكريم يركز على أهمية استتباب الأمنِ ليطمئِنَّ الناس وتتمَّ العبادة، ففي قوله تعالى: «وإذ قال إبراهيمُ ربِّ اجعلْ هذا البلدَ آمناً واجنُبني وبنيَّ انْ نعبدَ الأصنام (إبراهيم: 35) دليل على أن عبادة الله تتطلب الأمن والأمان والبعد عن العداوات وعن التحزُّب والتطرُّف، إذ إن المتطرِّف أدعى للسقوط، وإنّ السائر في وسط الطريق أقرب للنجاة والوصول، وقد اختار الله لهذه الأمة طريق الوسطية فقال تعالى: «وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على النَّاسِ ويكونَ الرسولُ عليكم شهيداً» (البقرة:143).

وقال فتيل: إنّ في هذه الليلة العظيمة دروسٌ كثيرة وفوائدُ كبيرة لا يمكن لنا إحصاؤها، فنزول القرآنِ في هذه الليلة هو من أكبرِ الدَّوافعِ للتأمُّلِ فيه، إذْ إنَّ القرآن الكريم هو الضمانةُ الكبرى لسعادة الإنسان في هذه الدنيا وفي الآخرة، وفي قوله تعالى في سورة القدر «سَلامٌ هِيَ حتَّى مَطْلَعِ الفَجْر» (القدر: 5) دلالة واضحة على أن هذه الليلةَ هي ليلة السلامِ وليلة السِّلم المستمر لألف شهر، بما يفوق ثمانينَ سنة، أي المتوسط من عمر الإنسان، والمعنى أنّ الإنسانَ يجبُ أن يعيش حياتَه كلَّها مسالِماً مع الآخرين، وقد قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): «لأُسالمنَّ ما سلِمتْ أُمورُ المسلمين».

وأوضح الشيخ فاضل فتيل أن المحافظة على مكتسبات الناس وأشيائِهِم وهدوئِهم من عناصر السلم، مشيراً إلى قوله تعالى: «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أشياءهُمْ وَلا تَعْثًوا في الأَرضِ مُفْسِدين» (الشعراء: 183)، كما أن إماطة الأذى عن الطريق من عناصر السلم أيضاً، مدللاً بما ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «كان جدي الإمام السجاد (ع) إذا مرَّ على المدرة (وهو قِطَع الطين اليابس) في وسط الطريق، نزل عن دابته ونحاها بيده عن الطريق». ودعا فتيل إلى ضرورة التكاتف والتعاون من أجل تحقيق الأمن والاطمئنان وصولاً إلى مجتمع يسوده الود والتعايش السلمي في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

العدد 3986 - الإثنين 05 أغسطس 2013م الموافق 27 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً