العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ

«تحت الأرض» يتهم أجهزة الأمن بالفساد والإرهاب والطائفية

يوجه مسلسل «تحت الأرض» للمخرج السوري حاتم علي وتأليف هشام هلال الذي عرضت منه ثلثا حلقاتة حتى الآن، للمرة الأولى في تاريخ الدراما المصرية، اتهامات لأجهزة أمنية تحملها مسئولية أعمال إرهابية وقضايا فساد، وأخرى تزرع الانقسام الطائفي. يتمحور المسلسل حول شخصيات رجال أمن من بينهم بطل المسلسل أمير كرارة، اختيروا ليكونوا ضمن تنظيم سري يقوم بعمليات داخل مصر وخارجها تحت اشراف قيادات أمنية من بينها عملية تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية وحادثة اختفاء الصحافي رضا هلال قبل اكثر من 13 عاماً الى جانب تصفية مجموعة من المعارضين الذين يسعون إلى كشف الفساد او معارضة النظام السياسي. وتدور أحداث المسلسل قبل ثورة 25 يناير.

يصور المسلسل طريقة اختيار أعضاء التنظيم السري من بين ضباط الشرطة تحت اشراف احد قادة جهاز امن الدولة (طارق النهري) بعد اختبارات قاسية تحدد مواصفات الشخصية وملاءمتها للقيام بالعمليات التي يسعى الجهاز إلى تنفيذها من دون اثارة اي أسئلة ومن دون أن تترك اي اثر.

وينفذ الجهاز العديد من العمليات خارج مصر مثل العراق والأردن ويقوم بتفجير الانفاق التي تربط بين قطاع غزة ومصر الى جانب عمليات داخل مصر تستهدف تحويل الأنظار عن الأوضاع القائمة في البلاد وخصوصاً اثارة الفتن الطائفية مثل تفجير الكنائس وأبرزها تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية التي ذهب ضحيتها العشرات من المصلين.

إلا أن معادلة الجهاز تتغير عندما يبدأ بطل المسلسل جمال الجبالي (امير كرارة) بالتمرد على الأوامر اثر مقتل طفل فلسطيني في تفجير اعده وزميله علي (سامر المصري) للتخلص من مهربي السلاح الفلسطينيين في سيناء، كذلك عندما يكلف بتفجير كنيسة القديسين ويرى المصلين والأطفال بينهم فلا يفجر الكنيسة في حين يقوم زميله المشارك بالعملية. هذا الموقف يدفع القيادات الى محاولة التخلص منه اثر اعتقاله من قبل أجهزة أمن الدولة التي لا تعرف شيئا عن فعاليات هذا التنظيم السري.

ويهرب البطل من السجن وخلال حربه على الجهاز ليثبت براءته وتوجيه الاتهام إلى من يستحقه من قيادات وزارة الداخلية وقيادات سياسية كبيرة، يتم الكشف عن تواطؤ أصحاب اعمال ومسئولي الجهاز ومسئولين حكوميين في قضايا فساد كبيرة. وهذا الأمر يشكل خطّاً دراميّاً أساسيّاً في المسلسل.

وتشمل عمليات الفساد صفقات بضائع فاقدة الصلاحية ووضع احتكارات لصالح العاملين مع المسئولين بالدولة.

ويتطرق المسلسل أيضا الى الفساد في القضاء الذي يغطي أي عمل يقوم به هذا التنظيم في حال تم الكشف عنه ويوجه التهمة الى ابرياء. ويتجلى ذلك من خلال عدة مشاهد أبرزها الحوار بين نائب عام أمن الدولة الذي يضطر إلى تقديم استقالته دفاعا عن شرفه ونزاهته، ورئيسه في العمل الذي يحاول دفعه للتنازل عن مواقفه التي تسعى إلى تحقيق العدالة لصالح المسئولين الكبار في البلاد.

ويخوض كرارة الضابط المستهدف صراعاً يدفعه للهروب من السجن بمعاونة اصدقاء له مما يربك عمل التنظيم السري ويخيف قيادته من كشف هوياتهم وأفعالهم. ويدفعهم ذلك لمحاولة التخلص منه. ويعملون بعد هروبه من السجن بداية على تزوير الوقائع لتبرئته من التهمة ليقوموا بتصفيته فيما بعد وتحميل مسئولية المجزرة لرجل سلفي تم قتله خلال التحقيق في أقبية أجهزة أمن الدولة.

وعلى رغم تعاطف المسلسل مع الشخصية السلفية التي ذهبت ضحية لهذه القضية، فإنه يقدم شخصية من الاخوان المسلمين (احمد صيام) يكشف من خلالها الفساد المنتشر أيضاً في صفوفهم من خلال توافقهم مع النظام واستخدام الأساليب نفسها التي يعتمدها أصحاب الأعمال التابعون للنظام في ادارة أعمالهم.

ويبرز خط درامي ثان وهو موقف المسيحيين في مصر الذين يرفضون هذه المجزرة ويزداد ارتباطهم بمصر. فيقوم نشطاء مسيحيون بالبحث عن القاتل الحقيقي مع الاصرار على انتمائهم وحقهم في العيش بأمان كامل في وطنهم رغم كل المخاطر والاضطهاد الذي يتعرضون له.

المسلسل الذي يرتكز على عنصر الاثارة والحركة يتضمن مجموعة من حوادث القتل والمطاردات واقتحام البيوت ومن بينها اقتحام افراد التنظيم السري لمنزل صحافي تم التخلص منه باذابته بالاحماض. وهي قصة تعيد الى الاذهان حادثة اختفاء الصحافي رضا هلال الذي لا يعرف الى الان احد مصيره. لكن المسلسل استخدم التفاصيل المعروفة حول اختفاء هذا الصحافي.

ويبرز حجم هيمنة الاجهزة الامنية من خلال قضية شقيقة الصحافي المختفي ربى (رشا مهدي) الذي يسعى التنظيم السري للتخلص منها لوقف تحريها عن أسباب اختفاء شقيقها ومكانه، وخصوصا بعدما اكتشفوا قيامها بتسجيل العديد من مكالمات رئيس التنظيم مع رجالاته حيث يتم ترتيب تهمة لها تتعلق بالتنصت على المكالمات والتخابر مع اسرائيل من خلال عملها في إحدى شركات الاتصال كمهندسة اتصالات.

وخلال مسار الأحداث يتم ابراز التدخل في عمل الاعلاميين والتلفزيون ومضايقتهم اذا رفضوا الانصياع الى قرارات المسئولين فيما يطلقون لهم الحبل عندما يشعر هؤلاء المسئولون بان الحرية الجديدة تخدم مصالحهم كما حصل بعد قيام كرارة بقتل رئيس التنظيم السري.

العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً