العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ

القدس في كل يوم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

القدس... بقعتنا الطاهرة التي يُراد تدنيسها وتهويدها، وطمس ملامحها، وهدم مقدسها وأقصاها... وبسواعد عربية إسلامية تبارك تلك المساعي مذ بدأت وحتى اليوم. كيف لا وهي السواعد التي حملت أكفاً صافحت العدو الصهيوني؟

في اليوم العالمي للقدس والذي صادف يوم أمس، عادت كل تلك المشاعر التي لم تغب، فما القدس إلا قضية العروبة التي لن تهدأ، والتي نسيها المسئولون العرب إلا من تصريحات ينثرونها هنا وهناك في المناسبات، وبعد كل مصيبةٍ أو كارثةٍ أو حربٍ تقع عليها وبأرضها ومقدساتها، ومن ثم تنسى كأنها لم تكن.

يوم أمس، انتشرت المسيرات المناهضة للعدوان الاسرائيلي في عدد من الدول العربية والإسلامية، وتحدث الخطباء عن القدس وقضية القدس، واحتلال القدس، ومقاومة القدس، وأبناء القدس، ولكن كل هذا كان ليومٍ واحدٍ في السنة فقط، ينتهي بانتهاء نهاره ككل عام، وكأن القضية لا تصحو سوى في يومٍ سُمّي باسمها، إلا لدى بعض المهتمين ممن أخذوها قضية حياة، لا تقبل المساومة أو النسيان. وبهذه المناسبة يطرح سؤالٌ نفسه ملحّاً: لِمَ لا تكون القضية الفلسطينية مطروحةً بقوةٍ طوال أيام السنة، كي لا يظنن العالم الغربي أننا قد نسينا قضية المسلمين الأولى، خصوصاً أن مقرراتنا الدراسية خلت من ذكر فلسطين إلا فيما ندر، وفي بعض البلدان فقط، وهو ما يريد أن يصل إليه أعداء فلسطين العربية، فلم يعد أطفالنا يعرفون عنها شيئاً، إلا من كان سعيداً بوالدين يربيانه على الاهتمام بهذه القضية التي تؤرق الضمائر والقلوب الحية.

ماذا لو أعددنا العدة ليكون العام القادم عام القدس بدلاً من أن يكون للقدس يوم واحد فقط؟ عامٌ يتم من خلاله تعريف الأطفال بفلسطين، ودور أطفال الحجارة والمقاومين هناك، وأرضنا التي اغتصبت، وأهلنا الذين هُجّروا بغير وجه حق؟

أن نخصّص عامنا القادم للقدس في مهرجانات ومحاضرات وندوات ومؤتمرات ومسيرات سلمية تجوب كافة دول العالم... لعل بعض هذه التحركات الغاصبة التي يقوم بها الاحتلال تتوقف، وكل هذه المخططات التي مازالت تُحاك في كل يوم تنتهي.

عامٌ نسمع فيه صوت الحكام العرب وهم يرفضون بصدقٍ كافة إجراءات التهويد الذي تتعرض له مدينة القدس والمدن المحتلة، ونرى فيه تحركات حقيقية يراد لها أن تقول للمحتل: كفى!

نعلم أن الأرض في انتظارنا، فقلوبنا تسافر لها في كل جمعة ومع كل صلاة، وكلما وجهت إلينا دعوة لزيارة القدس زاد ألمنا لأننا لا يمكن أن نقبل بمرورنا عن طريق أخذ الإذن من المحتل، والعبور بنقاط تفتيش نصبها بغير حق، وهو تطبيع مع العدو لا يرضى به صاحب حق، وكلما سمعنا عن دخول قوات العدو إلى أراضي المسجد الأقصى تكوينا ألماً، كما حدث يوم أمس حين انتشرت القوات في باحة المسجد ومنعت دخول من هم أقل من خمسين عاماً من الرجال، وأقل من أربعين عاماً من النساء.

الأرض لنا وفي انتظارنا، ولكنها بحاجة لتحركات حقيقية طوال العام حتى تحريرها من دنس المحتل.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:48 ص

      عروس عربستان اوعروس عروبة عرب مؤقتين على كراسي مجلسين

      من عادات بعض الشعوب أن تخطف العروس ليلة دخلتها وعلى العريس إيجادها والدفاع عن شرفه وإلا فلا يستأهلها. لكن خطف عروبة من عروس لم تكن الا عند العرب. فيها قال مضفر النواب وغيره الكثير، وهذه ليست منكرات فقد كان من على كراسي يستنكرون ويشجبون ولا يحركون سكون وكأن القتل والأعتداء إبيح فعله تحت غطاء أو بمبرر القتل دفاع عن النفس مع أن المحتل- معتدي وليس مهتدى الى أنه لا يحق للفلسطيني الدفاع عن نفسه بينما المحتل معتدي فكيف يكون العكس؟

    • زائر 5 | 7:35 ص

      كلمة حق

      الأرض لنا وفي انتظارنا، ولكنها بحاجة لتحركات حقيقية طوال العام حتى تحريرها من دنس المحتل

    • زائر 4 | 6:48 ص

      المصلي

      القدس عروس عروبتنا هي قضيتنا الأولى وستبقى مغروسة في وجداننا وفي ضميرنا ووجداننا هي تستصرخنا اليوم مسكينة ياقدسنا الغالية مسكين ياشعبنا الفلسطيني وأن انشغلنا عنك في يوم من الأيام فلن نتخلى عنك تصارع الصهاينة من أجل البقاء ثق واعتقد بأن الشعوب العربية والأسلامية وأن تشظت بهذا الفكر الطارئ الفكر التكفيري والمخترق من قبل دوائر الأستخبارات الفرعونية تدعمهم ..حيث وظفت جميع أمكانيات شعوبها المضطهدة لخدمة الكيان الصهيوني اللقيط وذلك بفرض حصاراً جائراً عليكم حتى تعلنوا استسلامكم

    • زائر 3 | 4:25 ص

      البصري

      الدين الاسلمي والاديان السماويه بشلكل عام ليست جزء في القومي حتى يكون عربي او فارسي او هندي ، وانما هو فكر ووعي وعقيده انسانيه سماويه تندرج بداخله القوميه، غير ان بعض الشعوب اتخذته جزء من القوميه كما لو كانت هندوسيه او بوذيه ، ورفضت الانفتاح على الفكر الآخر في داخل الدائره الاسلاميه ، لذلك نرى التوجه قومي بحث تجاه القضيه الفلسطينيه واعتبارها قضيه مندرجه في دامل القوميه العربيه كما هو الدوين . لذلك نسينا القضيه الفلسطينيه واتجهنا الى القضيه السوريه .

    • زائر 2 | 4:14 ص

      البصري

      أن بعض هذه الدعوات تظهر في بعض أفراد الشعب الغزاوي ! وأكثر من ذلك نرى مرسي يقطع العلاقات مع سوريا ويحمل العلم المصري وعلم المعارضه السوريه ولم يحمل العلم الفلسطيني ؟! ، وينسى ان مصر تحاصر الشعب الغزاوي بهدم الانفاق !! والله غريبه الحياه ؟؟!! أنا وأخي وإسرلئيل على ابن عمي السوري ، يضحكني أن اسمع من بعض القنوات الاعلاميه السلاميه بأن تسمي الربيع العربي بالصحوه الاسلاميه ! يجب قبل تعطى للشعوب العربيه الحريه الديموقراطيه .... تكمله ...

    • زائر 1 | 3:59 ص

      البصري

      القدس هي قضيه انسانيه وقوميه واسلاميه وستبقى غير ان المهم في الامر هو مدى الشعور العربي بهذه القضيه ولا اعني الشعور في الجامعه العربيه او غيرهها . بل اعني الشعور الشعوبي تجاه هذه القضيه ، نراه شعور باهت لحد ما ولي له اي صدى أو رنين ، والاغرب من ذالك أننا نرى هناك شعور ينمو ويتسع ويتشعب طائفيا وإرهابيا ، دون مبرر أو هدف وفي اتجاه زوبعي لا يعرف شرقه من غربه

اقرأ ايضاً