في تقفٍّ للذاكرة، وصياغة عميقة للقراءات ما بين التاريخ والأنسنة، قدّم الباحث علي فولاذ نسخة من كتابه «انعكاسات: تأمّلات في تاريخ الأواني الزجاجيّة المزخرفة في مملكة البحرين من عصر تايلوس إلى العصر الحديث» إلى وزيرة الثقافة الشيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، حيث استقبلته بمكتبها للإطلاع على بحثه التاريخي والوثائقي الأخير، ولمقاربة نتاجه البحثي الذي يتعمّق من خلاله في دراسة تاريخ المصنوعات الإنسانية المتمثلة في الأواني الزجاجية، وهذا الفن الحِرَفي الذي يوازي صِنعةً إنسانية محلية قديمة، يمكن من خلالها الاستدلال على معطيات الحضارات البحرينية انطلاقاً من تايلوس وحتى العصر الحديث. وأوضحت الوزيرة أهميّة مثل هذه الإصدارات في إثراء المكتبة الثقافية والتاريخية، مؤكدة أن الاشتغالات التوثيقية والدراسات الأثرية تؤرّخ السيرة الإنسانية بالتوازي مع المتغيّرات الاقتصادية والمعيشية؛ ما يساهم في استيعاب تأريخ الحضارات ومختلف الحِقَب الزمنية. وأشارت إلى أن التتبُّع التاريخي لتطوّرات هذه المصنوعات والزخرفيات من شأنه إيضاح المعالجات الإنسانية للحِرَف والمشغولات، وأن يقدّم ملخصاً لمختلف الحضارات المتعاقبة والمتغيّرات الفكرية والفنية والمعيشية آنذاك. من جهته، أكد الباحث علي فولاذ أن بحوثه التاريخية تهتمّ بمعالجة وقراءة تحليلية مغايرة للتراث، عبر انتقاء المنتج الإنساني واستعراضه وتحليله في سياق المتغيّرات الزمنية والحضارية. وتَوجَّه للوزيرة بالشكر لهذه العناية بالإصدارات التوثيقية والثقافية، مشيراً إلى أن هذه الأبحاث بإمكانها أن تنقل سيرة إنسانية موسّعة للأجيال اللاحقة، وتحافظ على الموروثات الفكرية مع التقدم الزمني.
العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ