صحا العالم في أحد أيام ستينات القرن الماضي تحديداً في 9 ديسمبر/ كانون الأول العام 1968 آنذاك على عرض قدمه رجل خاض غمار الحرب العالمية الثانية عن فأرة الكمبيوتر وأصبح فيما بعد اختراعاً جديداً لأداة تسهل استخدام الكمبيوتر سميت «بماوس الكمبيوتر»، اليوم أيضاً صحى العالم مجدداً على وفاة هذا الرجل والعالم «دوغلاس إنجلبرت مخترع الفأرة عن عمر يناهز 88 الذي قدم من ولاية بورتلاند الأميركية والمولود في 30 يناير/ كانون الثاني العام 1925، وليس بغريب فهذا الشبل من ذاك الأسد! فوالده يعمل في إصلاح أجهزة الراديو.
كريستينا ابنته وفي متحف تاريخ الحواسيب بمناسبة رحيل والدها وفي رسالة إلكترونية، قالت إن والدها رحل بسلام بعد أن كانت صحته قد شهدت تدهوراً وأنا أضيف بتسمية رجل السلام أيضاً لارتباط أبحاثه في مجال الحاسب والهندسة الكهربائية التي انتفعت بها الشعوب العربية والغربية لاسيما عندما عمل في مؤسسة سبقت «ناس» أنغيلبارت لم يحقق أرباحاً كثيرة من الماوس آنذاك لأن مفعول براءة الاختراع انتهى العام 1987 قبل أن يبدأ استعمال الماوس على نطاق واسع، حيث بيع ما لا يقل عن مليار ماوس، لكنه حصل على جائزة Lemeison-MIT العام 1997 ومقدارها نصف مليون دولار كذلك حصل على «الوسام الوطني للتكنولوجيا» العام 2000، وقد حمله اهتمامه بالاستخدام الشخصي للكمبيوتر إلى معهد ستانفورد للأبحاث، ثم أنشأ مختبراً خاصاً به، ساهم في إنشاء شبكة الأبحاث الحكومية التي أصبحت شبكة الإنترنت في وقت لاحق.
ما يهمني في هذه السطور رحيل إنسان خدم البشرية والإنسانية ورحل بسلام في حين أن العالم لم يستيقظ من صدمته بعد، والتي مُني بها العام الماضي بسبب ظهور رجال القنابل الفتاكة الفؤس والسكاكين في الدول العربية الذين عادوا مجدداً يعبثون بأعضاء البشر كالقلب والرئة والكلى، والأمر من كل ذلك عرض الأطفال والنساء، بدلاً من رجال القلم والعلم والأمل!
في الشام «أبو صقر» أحدهم حينما سألته الـ «بي بي سي» ما إذا كان ما في يده هو «»قلب الرجل، أم كبده، أم قطعة من رئته»، كما قال أحد الأطباء الذين شاهدوا الفيديو، قال «حقيقة لا أتذكر». ولم أقضمه بأسناني، لقد حملته فقط من أجل الاستعراض» كان هذا رده السخيف.
«يوم تَشْهدُ علَيهم أَلْسنَتُهم وأَيْدِيهِم وأَرجُلُهُم بما كانوا يعملون»، الفيديو الذي التقطت صوره هي واحدة من أفظع المشاهد التي ظهرت في الحرب الأهلية في الشام، وفي الفيديو، ظهر أبوصقر من إحدى كتائب الفاروق وهو يقف إلى جوار جثة يقطعها، فيما يقول أحد رجاله: «يبدو الأمر وكأنك تشق له قلبه». التقط أبوصقر بيده شيئاً مليئاً بالدماء وصاح: «سنأكل قلوبكم وأكبادكم يا جنود بشار». ثم رفع أبوصقر يده إلى فمه، وأغلقت شفتاه على ما كان يمسكه، وعندما ظهر هذا الفيديو في شهر مايو/ أيار الماضي 2012 الذي شاهده ملايين الناس اتصلت الـ «بي بي سي» بأبي صقر وأكد لهم حينها أنه بالفعل أخذ قضمة من الرئة.
مهدي خليل
لا تبكِ أمام من أحببت حتى لو قتلوا في نفسك الحلم الجميل ولا تستغرب من تصرفاتهم في هذا الزمان وتلقي اللوم عليهم، إنهم لن يعيدوا الابتسامة الصادقة التي فقدت من قبل والجرح لا يندمل بالكلام ولكن اعلم أن الاحلام لاتزال تولد من جديد وتنتظر التحقيق، والمهم أن تعرف ماذا تريد وأن تسيطر على نفسك حتى لو صرخت وحدك بصوت عالٍ وأفرغت كل شحنات الهموم والمشاكل، عليك أن تبكي لأن البكاء هو الوسيلة الصادقة لتحاسب بها مشاعرك وتصرخ وحدك بصوت مسموع حتى تفرغ كل شحنات الألم ومسبباته، كن مع ربك تكن قوياً وابتسم وأنت في قمة الألم والحزن ولا تستسلم وأنت في قمة الألم والحزن حتى تبقى قوياً وتسيطر على هذه الصعاب بإراداتك ولا تترك مجالاً لخصمك الذي هدفه الوصول إلى غايته.
عندما نبدأ البكاء نخفف عنا بعض الأحيان حالات الكبت النفسي بداخلنا أو ربما يخرجنا البكاء من الحزن الشديد أو نبكي من شدة الفرح والمهم أن نبكي ونفرغ ما بداخلنا، أن نذرف الدموع ونحن نبتسم للحياة لنبقى أقوياء ونتخطى الصعاب والمواقف التي كانت سبباً لذرف هذه الدموع.
ليس عيباً أن تبكي أو تصرخ بصوت عالٍ ولكن العيب أن تمشي في طريق غير سوي وتبتعد عن الطريق الصحيح في هذه الدنيا.
صالح بن علي
لقد كانت الحركات الإصلاحية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتجديد الديني في كل مكان من العالم الإسلامي.. هذه الحركات التي تعتمد في أساسها على قوة روحية دافعة، هي التي تخلق الأمل وتبعث الحماس، وتلهب المشاعر، وتحفّز على العمل، وترسم أحلام المستقبل مستندة إلى ذكريات الماضي.
وإذا كانت وظيفة الدين بهذه الأهمية، فإن الدين الإسلامي خاصة أكثر ارتباطاً بحياة المسلم العملية، وأكثر ميلاً إلى التدفق في الميدان الاجتماعي؛ فالإسلام مجتمع وروح.
فالجانب العملي، الذي يريد حياة الناس شق أساسي من تعريف المسلمين للدين، وهكذا أدت الشريعة دورها في مناقشة المشكلات الاجتماعية بمختلفها وتنوعها، وكذلك المشكلات الاقتصادية في التوجّه للخلاص منها، والوقاية من العلل والمشكلات المتوقعة، وتوجيه المسلمين إلى ما فيه استمرار التطور نحو الكمال، وفي ذلك يقول الشيخ محمد عبده: «ألا ولقد نص الكتاب على أن دين الله في جميع الأزمان هو إفراده بالعبودية والاستسلام له وحده بالعبودية، وطاعته فيما أمر به، ونهى عنه، مما هو مصلحة للبشر، وعماد لسعادتهم في الدنيا والآخرة».
كما أن حركات النهضة ترتبط بالتجديد الديني؛ لأن الدين في جوهره ثورة على الخضوع لغير الحق، على أن خضوع الإنسان للدين ليس خضوعاً يخلق اليأس، ويكبت النفس، ويقلل من الجهد، ويحدّ من مجال العمل، ويسدّ باب الأمل، بل هو شعور برقة في القلب بما يفتح أمامه من آفاق الإمكان للتغيير الإيجابي الشامل للحياة.
وفي هذا يقول أمير المؤمنين علي (ع): «الناس أبناء الدنيا، ولا يلام الرجل على حب أمّه»، وبالتالي فلا مفرّ من مطالب الحياة إلا بالموت وعلى الإنسان أن يسعى لها سعيها، ومن قصّر وأهمل فهو مسئول عن تقصيره، وممقوت عند الله والناس.
وقد نُقل عن الإمام (ع): «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً...»، ومن آيات الله: «وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (القصص:77) ، وقد قال الرسول الكريم (ص): «ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه».
ويضع أمير المؤمنين (ع) ميزاناً في ذلك: «فَعَلَيْكُمْ بِالْجِدِّ وَالْاجْتِهَادِ، وَالتَّأَهُّبِ وَالْاسْتِعْدَادِ، وَالتَّزَوُّدِ فِي مَنْزِلِ الزَّادِ. وَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا كَمَا غَرَّتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخَالِيَة».
وعلى اعتبار أن الشريعة بطبيعتها، إلهية كانت أم وضعية، لابدّ وأن تجاري الحياة، وتلبي الحاجات، لأن هذا هو القصد والهدف الأول منها وإلا فكان هذا الوصف منتفياً عنها، ولكي تحقق الشريعة الإسلامية هذه الغاية بالذات على أتمها؛ شرّعت أحكامها على أسس حياتية إنسانية، وأخضعت لها جميع النصوص، ومن هذه الأسس التكليف بالمقدار «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت» (البقرة:286)، والتيسير على الناس «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر» (البقرة 185)، وهدايتهم ورعاية مصالحهم «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا» (الإسراء:9).
عبدالغني سلمان آل طوق
صفة بارزة امتازت بها شخصية الإمام علي بن أبي طالب (ع) هي نزعته الإصلاحية لشئون المسلمين والدولة الإسلامية، وخصوصاً بعد تسلمه مركز القيادة والحكم، وهذا ما سنحاول تبيانه في السطور القادمة.
أولاً: أهم الصفات
يتوفر الإمام على مستوى متقدم جداً من المعارف والعلوم ما جعله مميزاً بين الصحابة، وكيف لا يكون كذلك وقد قال فيه رسول الله (ص): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها». ومن أهم الميزات التي يستطيع المتأمل الوقوف عليها عندما استلم الحكم - وهي بطبيعة الحال كانت ملازمة له طوال حياته - ما يأتي:
1 - المبادرة والمواجهة: رفض علي (ع) انتخاب الناس له في أول الأمر، فقال: «دعوني والتمسوا غيري». لماذا؟ رفضه لم يكن لعدم قدرة في شخصه، أو نقص في مستوىً ما، بل لإيضاح رؤيته الإصلاحية، وكشفه لعموم المسلمين عن حجم المشكلات والانحرافات داخل الدولة الإسلامية التي ينبغي التصدي لها ومواجهتها من الحاكم والمحكومين في آن معاً، مع الأخذ في الحسبان حجم المواجهة المضادة والرافضة للإصلاح.
2 - التطبيق الحازم: اقترنت مبادرة الإمام أمير المؤمنين (ع) ومواجهته للانحراف والفساد الذي أصاب الدولة بحسابات دقيقة واتجاهات محددة، وخططاً إصلاحية واقعية، وكان قبوله لولاية أمور المسلمين مشروطاً: «واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب».
3 - القدرة على تشخيص الانحراف والفساد: إن المتتبع للتاريخ يعي أن الفترة التي سبقت حكم الإمام (ع) كانت فترة حافلة بكثير من القضايا التي أثرت في جهاز الدولة وجر عليها وعلى المسلمين المصائب والويلات وملخصها: الفشل في عملية البناء والإصلاح على المستوى السياسي والقضائي والاقتصادي والاجتماعي، فعزل الولاة من ولاياتهم، وتم استبدالهم بآخرين بناء على النسب والقربى، وهؤلاء اعتمدوا وسائلهم الخاصة في استغلال الموارد المالية للدولة وبناء ثرواتهم الخاصة، وعليه نشأت طبقة ارستقراطية - إقطاعية كما تكشف كتب التاريخ، فيما أغلبية أبناء الدولة يعانون من شظف العيش، والفقر المدقع، والضيق والحرمان. فضلاً عن إحياء ما حاربه الإسلام من العصبية القبلية، والنعرات الجاهلية.
ثانياً: تشخيص حالة الدولة وتقييم الوضع
يشخص أمير المؤمنين (ع) خطوته الإصلاحية بقبوله الحكم في قوله: «فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت». وقال مبيناً للمسلمين في أول خطاب له: «أيها الناس، إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم، وقد افترقنا بالأمس». يكشف الخطاب عن إحاطة بما يجب فعله، وضرورة التفات المسلمين لما ينتظرهم والتفافهم حوله، ومع ذلك راجعهم (ع) فيما هم فيه فقال: «وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم... ألا وأني من أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه».
ثالثاً: أهم برامج الخطة الإصلاحية
تبنى علي (ع) سياسة بسط العدل ونشر المساواة، واتخذ من الحق وسلوكه طريقاً وركناً أساساً قويماً في حكمه، ورعى مصالح الدولة والأمة ببالغ الحرص، وشديد الحذر، فأنصف المظلوم، وانتصر للمضطهد دون النظر إلى عرقه أو دينه، وامتدت مراقبته لجميع أرجاء الدولة الإسلامية، وشارك الفقراء والبؤساء في جشوبة العيش، وخشونة اللباس.
أحمد عبدالله
إِلهْ اِلْكُوْنْ صَدْرِي ضـاقْ وِسْعَـهْ
آرِيْدْ آطُوْفْ حُوْلْ اِلْبِيْتْ وَاْسْعَـي
آصَلِّي فِي اْلْحَرَمْ بِخْشُوْعْ وَاْسْعَي
آزُوْرْ اِلْمُصْطَفى خِيْرْ اِلْبَرِيِـــه
***
حَنِيْنْ اِلنُوقْ أنا قَلْبِى إِلَكْ حَنْ
وُنُوْحْ اِلطيْرْ بِغْصُونِهْ إِذا حَنْ
وُدَمْعْ اِلشوقْ بِكْفُوفِى تَرَى حَنْ
مَتى أُوْصَلْ وُيِطْفَى الشُوقْ بِيِّهْ
***
رِجِيْتَكْ يا إِلــهْ اِلْعَرْشْ عُمْرَهْ
مُنى قَلْبِي وُهِـي رُوْحَهْ وُعُمْرَهْ
يِشُوْفْ اِلْلِي ما شافَهْ طُوْلْ عُمْرَهْ
يِزُوْرْ اِلْبِيْتْ مَـعْ خِيْرْ اِلْبَرِيِّـهْ
***
هَنِيّا لَكْ يا قَلْبِي اِلْيُوْمْ وَصْلَهْ
إِلهْ اِلْعَرْشْ هذا الجِيْلْ وَصْلَهْ
لِسِيْدْ اِلْكُوْنْ وَحْي الله وَصْلَهْ
سَلامِي عَلْى النَبِي أَغْلَى هَدِيِّهْ
***
مَلاذِكْ يا وِفِـي مَعْبُوْدْ عالِي
وُمِثْلَـكْ يا يُبَهْ ياما وَعَى لِي
إِلاهِكْ لُوْ رِجِيْتَهْ بِصُوْتْ عالِي
يِفَرِّجْ كُرْبِتِكْ لُـوْ هِي بِلِيِّـهْ
***
إِلهْ اِلْعَرْشْ غافِرْ كِلْ لِخْطايْ
خِطِيْتْ إِبْتَوْبِتِكْ يا زِيْنْ لِخْطايْ
بَحَرْ لُوْ كانَتْ إِذْنُوْبُكْ وُلِخْطايْ
تِنـالْ اِلْعَفْوْ مِنْ رَبْ اِلْبِرِيِّـهْ
***
سُؤالِكْ يـا وِفِي حاجِهْ وُحِجِّهْ
مِنْ اِلْمَعْبُوْدْ لَـكْ عُمْرَهْ وُحِجِّـهْ
وُمِنْ عافْ اِلْسُؤالْ وُمالَهْ حِجِّهْ
فِي مِلَّةْ نِصـارَى أَوْ يُهُوْدِيِّـهْ
خليفة العيسى
العدد 3983 - الجمعة 02 أغسطس 2013م الموافق 24 رمضان 1434هـ