بدأ الجيش التونسي صباح اليوم الجمعة (2 أغسطس/ آب 2013)، شن غارات جوية مكثفة على معاقل مُسلحين بمنطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين غرب البلاد، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر.
وذكرت مصادر إذاعية محلية تونسية، أن عمليات القصف الجوي شملت المناطق الجبلية المحيطة بقرى بئر أولاد نصر الله، ورأس الثور، ووادي الحطب التي شهدت ليلة الخميس - الجمعة إشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش التونسي ومسلحين يعتقد انهم ينتمون على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وبحسب إذاعة موزاييك أف أم، التونسية، فإن الجيش إستخدم مدفعية الميدان أيضا لقصف تلك المناطق، وذلك بعد الكشف بالتعاون مع المخابرات الجزائرية عن وجود نحو 53 إرهابياً مسلحاً يختبؤون فيها.
وفيما لم يتسن الإتصال بوزارة الدفاع التونسية لمعرفة حقيقة تطور الأوضاع في هذه المنطقة، نقلت إذاعة موزاييك أف أم عن مصادر أمنية لم تذكرها بالإسم، قولها إن الإرهابيين توزعوا على مجموعتين الأولى تتألف من 45 عنصرا تحصنت بتلال بلدة (بئر أولاد نصر الله)، والثانية تتشكل من 8 عناصر في بلدة (رأس الثور)".
وأشارت المصادر إلى أن هذه العملية الجوية قد تتواصل على مدى 3 أيام، حيث وصلت صباح اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى محافظة القصرين للقضاء على الإرهابيين.
وكانت إشتباكات عنيفة إندلعت بين وحدات من الجيش التونسي ومسلحين بمناطق جبلية في محافظة القصرين المحاذية للحدود الجزائرية، غير بعيد عن المكان الذي قُتل فيه 8 عسكريين تونسيين الإثنين الماضي في كمين نصبه مُسلحون يُعتقد أنهم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وقالت إذاعات محلية تونسية اليوم الجمعة، نقلا عن سكان من قرى محافظة القصرين، إن الإشتباكات إندلعت في ساعة متأخرة من ليلة الخميس- الجمعة في منطقة بئر أولاد نصر، حيث سُمع دوي كثيف لتبادل الرصاص بين مُسلحين وقوات الجيش التونسي الذي عزز مواقعه في هذه المنطقة.
ولم يصدر لغاية الآن أي موقف عن وزارة الدفاع التونسية، فيما أكد شهود أن رقعة الإشتباكات توسعت لتشمل منطقة وادي الحطب المحاذية للحدود مع الجزائر، في إشارة الى أن وحدات الجيش التونسي بصدد مطاردة المُسلحين.
وكان الجيش التونسي الذي دفع بتعزيزات كبيرة إلى منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين، بدأ يوم الأربعاء عملية تمشيط واسعة للمناطق الغابية المحيطة بهذا الجبل، حيث إستخدم قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة المتوسطة، ما تسبب في إندلاع حرائق كبيرة بالمنطقة.
وتأتي العملية بعد إعلان لطفي بن جدو، وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة، عن التوصل إلى معرفة من نفذ الكمين المسلح الذي إستهدف العسكريين، وتعهده بملاحقتهم والقضاء عليهم.
وقال بن جدو إن من نفذ تلك المجزرة هي مجموعة الشعانبي، وهي معروفة للأجهزة الأمنية بجميع هويات عناصرها وهم تونسيون وجزائريون ينتمون لخلية عقبة بن نافع التابعة لـتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وإعتبر في تصريحات نشرتها صحيفة الصحافة التونسية أن عناصر هذه الخلية يُعتبرون من أخطر الإرهابيين لأنهم قدموا من مناطق خارج تونس حيث خاضوا فيها القتال، ولهم قدرات كبيرة على التخفي والتعامل مع المتفجرات.. ومع ذلك فإن عملية إجتثاثهم واحدا واحدا باتت مسألة وقت لا غير.
وتمكن أفراد هذه مجموعة الإرهابية من قتل 8 عسكريين (5 منهم ذبحا) في كمين نصبوه مساء الإثنين الماضي في سفح جبل الشعانبي، من محافظة القصرين الواقعة على بعد نحو 250 كيلومترا غرب تونس العاصمة.
يُشار إلى أن منطقة جبل الشعانبي تعيش منذ مدة على وقع عمليات إرهابية تخللتها سلسلة من الإنفجارات بدأت في 29 نيسان/إبريل الماضي، حيث أسفرت لغاية الآن عن سقوط قتيلين و20 جريحاً في صفوف رجال الأمن والجيش.
وتقول السلطات التونسية إنها تُطارد مجموعة مُسلّحة مرتبطة بتنظيم القاعدة يُقدر عدد أفرادها بنحو 35 عنصراً، كانوا اتخذوا من الكهوف والمغاور المنتشرة في جبل الشعانبي مخابئ لهم.