يقبل شهر رمضان المبارك والجميع مستبشر ومتحمس لما يحمله هذا الشهر الفضيل في طياته من نفحات الخير الإيمانية للجميع وعلى رغم طول فترة الصوم المتوقعة هذا الصيف فإن ذلك لا يُشكل عبئاً وخطراً صحيّاً على الشخص العادي بل على العكس يحقق الصيام عدداً من المكاسب الصحية، البدنية، النفسية، الروحية والاجتماعية بإذن الله تعالى، قال رسول الله (ص): «صوموا تصحوا».
وإذا عرفنا كيف يؤثر الصوم في جسم الإنسان سنفهم ذلك. فخلال فترة الصيام التي تمتد من أذان الفجر حتى آذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته لساعات قليلة على سكر الجلوكوز الذي تم امتصاصه في وجبة السحور. ثم يستخدم مخزون السكر المتواجد في الكبد المسمى بالجلايكوجين وقد يفيد هذا لعدد من الساعات، وعند نفاد هذا المخزون يتجه الجسم إلى حرق الدهون المخزونة فيه وهذه هي الخطوة الأساسية التي يترتب عليها الفوائد الاستقلابية للصوم، فبهذه الطريقة يتم التخلص من الدهون والوزن الزائد تدريجيّاً ويطرح الجسم سمومه المخزنة في شحوم الجسم وينعكس ذلك إيجابيّاً في تحسن مستوى السكر والكوليسترول ويقل تراكم الدهون حول الأوعية الدموية فيسهل تدفق الدورة الدموية فيها.
ومن الخطأ الشائع أن يعتقد الصائم أنه لابد من الاستعداد لساعات الصوم القادمة بالإسراف في المأكل والمشرب والإقلال من المجهود والحركة فذلك يضيع على الجسم فرصة حرق الدهون والتخلص من السموم.
إن الاستعداد الحقيقي للصوم يكون باتباع الإرشادات الغذائية الصحية التي أكدتها تعاليم الدين الحنيف وسنة نبينا محمد (ص). فشهر رمضان فرصة لتغيير العادات الغذائية غير الصحية وفرصة أيضاً للإقلاع عن التدخين؛ لأنه يعزز من القدرة على الصبر وضبط النفس ويشحذ العزيمة والإرادة ويخفض مستوى التوتر والضغوط ويزيد فيه الدعم الاجتماعي وكلها عوامل تساعد على النجاح في تغيير السلوك.
وعلاوة على ذلك فإن الصيام يريح بطبيعة الحال الجهاز الهضمي ويزيد من كفاءته، وبالتالي يفيد في علاج مشاكل الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة وعسر الهضم ويلعب العامل النفسي من طمأنينة وهدوء البال دوراً كبيراً في التخلص من التوتر والقلق ما يؤدي إلى تحسن أعراض القولون العصبي. كما يساعد الصيام في التخلص من السموم والمواد الضارة المتراكمة بخلايا الجسم. ويجدد الصوم الشباب ويزيد من حيوية الخلايا ويساعد في استبدال الخلايا التالفة بأخرى جديدة نشطة.
وتشير الكثير من الملاحظات الطبية إلى أن الأشخاص الذين يصومون لأسباب مختلفة صحية كانت أو دينية حتى من الديانات الأخرى يتأخر لديهم ظهور علامات الشيخوخة، وتقل الإصابة بأمراض القلب والخرف المبكر وداء السكري، بل تؤكد الدراسات أن الصوم يُحسن من كفاءة الأداء العضلي ويقلل آلام الساقين ويخفض سرعة دقات القلب، وذلك لأنه خلال الصيام تتحسن كمية الدم المتدفقة إلى العضلات والمخ بدلاً من تركيزه على المعدة لهضم الطعام كما في الأيام العادية، فيؤدي ذلك إلى مزيد من النشاط والحيوية.
ويفيد الصيام مع اتباع عادات صحية في علاج السمنة وزيادة الوزن ويُحسن من مستوى السكر لدى مرضى السكر ويخفض ضغط الدم والكوليسترول.
كما يعتبر الصوم علاجاً مساعداً لأمراض الحساسية المرتبطة بتناول أنواع معينة من الأطعمة وكذلك لوحظ تحسن أمراض البشرة مثل حب الشباب والبشرة الدهنية.
إقرأ أيضا لـ "عبير الغاوي "العدد 3982 - الخميس 01 أغسطس 2013م الموافق 23 رمضان 1434هـ
و ما هو سبب ارتفاع نسبة السكري و السمنة في الخليج
أعلى نسبة إصابة بالسمنة و السكري في العالم هي منطقة الخليج منبع الرسالة الإسلامية ...