يأخذ ربان السفينة على عاتقه مسئولية كبيرة لإكمال عمله على أكمل وجه وإيصال السفينة إلى بر الأمان، لأنه وضع في موقع مسئولية ولابد أن ينهيها بالصورة التي تتناسب مع موقعه الوظيفي.

لو ربطنا هذه المقدمة بوضعنا الرياضي، سنرى بأن (بعض) رؤساء الاتحادات والأندية يلعبون دورا مشابها لربان السفينة، فيلبسون «البشوت» بدلاً من القبعة، ويجعلون الأعضاء يصارعون الأمواج المُتراكمة، لكن الرئيس يبقى يراقب فقط من دون أن يحرك ساكناً للعمل على تفادي هذه الأمواج، ويترك العمل على عاتق رفاقه.

المشكلة التي تواجه عددا من الاتحادات الرياضية والأندية المحلية، أن الرئيس أصبح يتولى دور التصريحات الاعلامية من أجل مشاهدة نفسهِ كُل يومِ في الصباح، ووضع الشارع الرياضي في حالة تخدير بأنه يعلم بكل ما يدور داخل أروقة اتحاده، لكن ما يحدث هو العكس، «الريس» في سبات عميق والأعضاء يبحرون بمفردهم بحثاً عن النجاة.

أصبح موقع الرئاسة طُعماً كبيراً لدى البعض، ليس من أجل الوصول والعمل على تطوير المنشآت التي يعمل لأجلها، إنما من أجل «الشو» والسير على خطى الآخرين بوضع قدم على قدم وهو جالس في مكتب الرئيس، ويكون هدفه الأول والأخير بأن يكون الأقوى من بين الأعضاء على رغم أن كفاءته أو شخصيته التي لا تؤهله حتى لتولي «نفاخ الكرات» بدلاً من الآسيوي الذي يقوم بهذه المهمة.

وضعنا الرياضي أصبح في حالة يُرثى لها، لأن غياب الكوادر الإدارية أصبح يزيد من صعوبة العمل وخصوصاً التطوعي، فهناك الكثير من الأندية المحلية لا تعتمد على الكفاءات بحجم الصداقات التي أصبحت تسيطر على الأندية، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأندية أجريت لها انتخابات وترى الأسماء الفائزة جميعها قريبة من بعضها البعض، ولا أعارض هذه النقطة كثيراً بأن تعمل شخصيات تعرف بعضها البعض، ولكن الذي أعارضه هل يمتلك «الصديق» القدرة على القيام بمهام إدارية، أم وجوده من عدمه واحد، والأهم عدم فوز من يعارض «الرئيس» وتطلعاته.

أخيراً... أتمنى من الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية أن تنظر بعين الاعتبار للكفاءات الإدارية القادرة على التطوير وعدم الاتجاه إلى الزمالة العملية أو الشخصية، من أجل إتمام العمل على أكمل وجه، إضافة إلى أن هناك رؤساء وجودهم «للشو» فقط وهذا سبب من أسباب تراجع رياضتنا إلى الخلف.