نوه عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بما صدر عن اجتماع المجلس الوطني من توصيات وطنية خالصة عبرت بحق عن حرص شعب البحرين الكريم على الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال استقبال جلالته، في قصر الصخير يوم امس الاربعاء (31 يوليو/ تموز 2013)، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أصحاب المجالس الرمضانية من المواطنين الكرام.
وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم، ألقى ظافر احمد العمران كلمة نيابة عن الأهالي قال فيها: «إن المجالس الرمضانية في المجتمع البحريني قد ضربت جذورها العميقة في أرض البحرين الطيبة الغنية بالمحبة والعراقة والأمجاد منذ غابر الأزمان، حيث ساهمت هذه المجالس في تشكيل أجيال متعاقبة من المواطنين، تعلموا منها ما تعجز عنه الكتب من دروس في المواطنة والإخاء والترابط والتراحم، ونهلوا منها قيماً عظيمة في التراحم والمحبة ونصرة الضعيف، وإغاثة الملهوف. وكان أمرهم شورى بينهم منذ ذلك الحين، وفقاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف».
واضاف «ان هذه المجالس لتعبر بجلاء عن الهوية البحرينية بطيبتها وعفويتها وتسامحها وكرمها ونبلها وأصالتها، فلقد اتبعت سياسة الباب المفتوح، واحتضنت جميع المواطنين بجميع مشاربهم وأطيافهم من جميع مدن البحرين وقراها لا تمييز أو تفريق بينهم بسبب دين أو مذهب أو جنسية أو لون أو خلفية، يجمعهم رابط واحد، وقاسم مشترك وهو الانتماء لتراب هذا الوطن الغالي».
واوضح ان قيمة هذه المجالس لا تقدر بثمن، لأنها حافظة للتراث الشعبي من الاندثار، تحمل في طياتها ذكريات الماضي الجميل، وقصص الآباء والأجداد، وحكاية كل بيت بحريني بشكل عفوي بسيط والتي سطرت بأحرف من نور في ذاكرة الزمن، لتبقى عبر هذه المجالس مصدر فخر واعتزاز للأجيال الجديدة يستلهمون منها العبر والعظة والقدوة الحسنة، كما أنها تكون مصدراً للتنوير الثقافي والفكري، حين تطرح فيها القضايا التي تهم الناس السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية.
وقال العمران: «كذلك لا ننسى دور هذه المجالس كصمام أمان للتنفيس السليم عن شجون وهموم المواطنين، والتعبير عن الرأي بحرية وصراحة وعفوية، في جو من التآلف والتآخي والتسامح، وقبول الآخر المختلف دون اللجوء إلى العنف والعدوان، أو بث روح الكراهية والتفرقة، وكذلك الاستفادة من توجيهات أهل الرأي والحكمة في حل النزاعات والخلافات، وما يجعلها أكثر أهمية زيارة أصحاب القرار والمسئولين للتعرف على نبض الشارع، واحتياجات المواطنين والعمل على تلبيتها في ظل توجيهات جلالتكم السديدة رعاكم الله».
بعد ذلك وجه حضرة صاحب الجلالة الملك كلمة سامية هذا نصها:
بسم لله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب السمو، الإخوة الحضور؛ أصحاب المجالس الرمضانية في مملكتنا العزيزة البحرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛
يسرنا أن نرحب بكم جميعاً في هذه الأيام المباركة، ونهنئكم بهذا الشهر الفضيل والليالي العشر الأواخر منه، أعاده الله تعالى على الجميع بالأمن والايمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يحب ويرضى، وأعاننا جميعاً على صيامه وقيامه، وعمل الخير فيه.
ونود أن نشكركم بهذه المناسبة على محافظتكم على المجالس الرمضانية التي فتحتم فيها قلوبكم قبل بيوتكم للمواطنين والمقيمين؛ في هذا البلد الأمين، فهي من العادات والتقاليد العربية الأصيلة في مجتمعنا البحريني التي يجب المحافظة على بقائها واستمرارها، كما أنها تؤكد على المحبة والتآلف والترابط، وتعزيز الوحدة الوطنية.
ويسعدنا في هذا المقام أن ننوه بما صدر عن اجتماع المجلس الوطني من توصيات وطنية خالصة عبرت بحق عن حرص شعب البحرين الكريم على الأمن والاستقرار، وقد لاقت تلك التوصيات كل الترحيب على الصعيدين الشعبي والرسمي، حفظ الله بحريننا الغالية من كل مكروه.
نسأل الله تبارك وتعالى - في هذا الشهر المبارك - أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يُؤلف بين قلوبنا ويُصلح ذات بيننا، ويُوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح لوطننا ومواطنينا وأمتنا العربية والإسلامية... إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كل عام وانتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العدد 3981 - الأربعاء 31 يوليو 2013م الموافق 22 رمضان 1434هـ
