العدد 3979 - الإثنين 29 يوليو 2013م الموافق 20 رمضان 1434هـ

العراقيون ينتظرون «أياماً سوداء» بعد هروب سجناء «القاعدة»

يضع هروب «قادة كبار» لتنظيم «القاعدة» في العراق من سجنين قرب بغداد، البلاد على أعتاب «أيام سوداء» تنذر بمرحلة أمنية أكثر خطورة من تلك التي تشهدها حالياً، بحسب ما يرى محللون ومسئولون.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل لـ «فرانس برس» «سيكون لهذه العملية تداعيات كبيرة وتداعيات خطيرة».

ويضيف أن «موضوع هروب سجناء بهذه الطريقة المنظمة من أكبر السجون في العراق علامة أخرى على التدهور الذي يصيب البلاد، ونسأل هنا إلى متى يستمر الحديث عن خطط أمنية واستراتيجيات عسكرية أثبتت فشلها؟».

وتعرض سجنا التاجي وابو غريب إلى الشمال والغرب من بغداد إلى هجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت حتى الصباح.

وقال المتحدث باسم وزارة العدل وسام الفريجي لـ «فرانس برس» إن 21 سجيناً قتلوا خلال العملية، فيما افادت مصادر أمنية وطبية أن 20 على الأقل من رجال الأمن قضوا أيضاً أثناء الاشتباكات.

وذكرت مصادر نيابية أن أكثر من 500 سجين تمكنوا من الفرار.

ووقع الهجوم وهو أحد أكبر العمليات المنظمة ضد السجون في العراق منذ 2003، بعد عام تماماً من نشر رسالة صوتية لزعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو بكر البغدادي دعا فيها إلى مهاجمة سجون العراق.

وقد تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي يتبع قيادة «القاعدة» الثلثاء الهجوم على السجنين.

وذكر بيان نشر على موقع «حنين» الذي يعنى بأخبار الجماعات الجهادية أن «كتائب المجاهدين انطلقت بعد التهيئة والتخطيط شهر، مستهدفة اثنين من أكبر سجون الحكومة (...) وهما سجن بغداد المركزي أبي غريب وسجن الحوت التاجي».

وتابع البيان أن العملية جاءت «استجابة لنداء الشيخ المجاهد ابي بكر البغدادي حفظه الله في أن تختم خطّة (هدم الأسوار) المباركة التي بدأت قبل عام من اليوم بغزوة نوعيّة تقهر الطواغيت المرتدّين وتكسر القيود وتحرّر الأسود الرابضة في غياهب السجون».

وأعلن التنظيم عن «تحرير المئات من أسرى المسلمين بينهم ما يزيد على 500 مجاهد من خيرة من ولدتهم الأرحام».

ويؤكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ «فرانس برس» أن «أياماً سوداء تنتظر العراق، فالذين فروا من كبار قيادات القاعدة وكل العملية نفذت من أجل مجموعة معينة منهم».

ويوضح «الكبار تمكنوا من الفرار»، مشيراً إلى أن «الفارين سيعملون على تنفيذ أعمال انتقامية قد تكون معظمها انتحارية».

بدوره يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب حاكم الزاملي لـ «فرانس برس» إن «أغلب السجناء الذين فروا من سجن ابو غريب هم من القياديين الكبار في تنظيم القاعدة ومحكومين بالإعدام».

ويرجح الزاملي بأن «يتوجه الإرهابيون إلى سورية لإعادة التنظيم والعودة من جديد إلى العراق لتنفيذ هجمات إرهابية ضد الشعب العراقي».

وجاء الهجوم ضد السجنين في إطار موجة عنف متصاعدة قتل فيها 2500 شخص خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بحسب أرقام الأمم المتحدة، التي حذرت من أن البلاد باتت تقف عند حافة حرب أهلية جديدة.

وقتل في العراق منذ بداية يوليو/ تموز أكثر من 615 شخصاً بحسب حصيلة تعدها «فرانس برس» استناداً إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية، ما يجعله الشهر الأكثر دموية في البلاد منذ بداية العام.

وتعتمد الحكومة العراقية مبدأ «النأي عن النفس» في ما يتعلق بأعمال العنف المتصاعدة، حيث يتجاهل مسئولوها الكبار هذه الهجمات، التي تتجاهلها أيضاً وسائل الإعلام الرسمية، أو تحاول التقليل من أهميتها.

وبعيد الهجوم على السجن، لم يصدر عن السلطات سوى بيان واحد نشرته وزارة الداخلية وأكدت فيه أنها تلاحق الفارين.

ويذكر أنه رغم مرور نحو ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة الحالية، وهي حكومة «شراكة وطنية» تجمع الموالين والمعارضين، يبقى منصبا وزيري الدفاع والداخلية في حالة شغور بسبب الخلافات التي تعصف بالحكومة.

ويقول حميد فاضل «يبدو أن الملف الأمني ضحية الصراع السياسي الذي يجري في العراق اليوم، إذ إن هذا الصراع يراد له أن يحل عبر السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة».

ويضيف «المؤسسة الأمنية فيها الكثير ممن ينتسبون إلى من هم في دائرة الصراع السياسي، ولذا فإنها تتأثر بالسياسة وما يدور فيها». ويرى الزاملي أن «ما حدث من انهيارات أمنية وعدم استقرار واقتحام للسجون يدعو الحكومة لأن تكون أكثر حزم وقوة، وإلا فستكون الاستقالة أفضل».

العدد 3979 - الإثنين 29 يوليو 2013م الموافق 20 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:31 ص

      ابطال المقاومه العراقيه

      نعم انهم ابطال المقاومه العراقيه بعد مااخرجوا المحتل الامريكي يتم وضعهم في السجون لان حكومة المالكي تعرفهم سوف يقاومون المحتل الايراني

    • زائر 6 زائر 5 | 9:15 ص

      لك الله ياعراق من الجهله التكفيريين

      قصدك مجاهدين على الشعب العراقي مهو الامريكان شلة مجرمين وقتله من اقذر ما انجبت الارحام

    • زائر 4 | 4:27 ص

      أعانكي الله

      يا عراق من الارهاب و القتل فل لأرهاب لا دين له

اقرأ ايضاً