العدد 3977 - السبت 27 يوليو 2013م الموافق 18 رمضان 1434هـ

القوات النظامية السورية تسيطر على معظم حي الخالدية المحوري في حمص

سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني على معظم حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط)، بعد شهر على بدء حملتها لاستعادة المعاقل الباقية للمعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد.

ويسعى نظام الرئيس بشار الاسد الى السيطرة على هذا الحي الذي اصابه دمار هائل، لعزل الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة لا سيما في حمص القديمة واحكام الطوق عليها، تمهيدا لاستعادة كامل المدينة.

ويأتي التقدم في الخالدية بعد نحو شهرين من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لاكثر من عام.

وقال التلفزيون الرسمي السوري ان "الجيش العربي السوري يواصل ملاحقة فلول الارهابيين في حي الخالدية بعد سيطرته شبه الكاملة على الحي" الواقع في شمال حمص.

واشار الى ان القوات النظامية باتت تسيطر على "80 بالمئة" من الحي، ناقلا عن احد القادة الميدانيين انه سيتم "تحرير" الجزء الشمالي "خلال 48 ساعة".

وبثت القناة صورا تظهر دمارا هائلا في مباني الحي التي انهار بعضها بشكل شبه كامل، بينما يغطى الركام الشوارع المقفرة.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة" في شماله وجنوبه.

وكانت القوات النظامية سيطرت السبت على مسجد الصحابي خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي، بحسب المرصد والاعلام الرسمي السوري.

وعرضت قناة "الميادين" الفضائية التي تتخذ من بيروت مقرا لقطات من داخل المسجد الكبير ذي الهندسة المملوكية، والذي اصابه دمار واسع، وحيث رفع الجنود في داخله علما سوريا.

وافاد المرصد السبت ان المسجد الذي تعرض للدمار جراء القصف، يعد من ابرز معالم المدينة "حيث كان يتواجد المقاتلون المعارضون".

وقال القائد الميداني للتلفزيون السوري ان المقاتلين حولوا المسجد الى "مقر لعملياتهم الاجرامية"، وجعلوا منه "مخزنا للسلاح والذخيرة".

من جهته، قلل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من اهمية التقدم في الخالدية، معتبرا في بيان انه "انتصارات وهمية (...) يروج لها النظام المتهالك".

وتحاصر القوات النظامية منذ اكثر من عام الخالدية واحياء حمص القديمة. وبدأت قبل 29 يوما، حملة عسكرية واسعة للسيطرة على هذه المناطق، آخر معاقل المعارضين في المدينة التي يعدها الناشطون "عاصمة الثورة" التي اندلعت ضد النظام منتصف آذار/مارس 2011.

وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 121 شخصا في مناطق مختلفة، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

وأفاد المرصد الاحد عن ارتفاع حصيلة سقوط صاروخ ارض ارض على حي باب النيرب في جنوب مدينة حلب (شمال) الجمعة الى 32 شخصا.

وكان المرصد اوضح ان الصاروخ الذي اصاب منازل مدنيين، كان يستهدف مقرات لـ "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، احدى المجموعات المقاتلة ضد النظام والمرتبطة بتنظيم القاعدة.

وتخوض الدولة الاسلامية وجبهة النصرة المرتبطتين بالقاعدة منذ نحو اسبوعين اشتباكات مع مقاتلين اكراد في شمال سوريا. وافاد المرصد الاحد ان 79 مقاتلا جهاديا و41 مقاتلا كرديا قضوا في الاشتباكات الدائرة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، والتي ادت الى طرد الجهاديين من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا.

وفي سياق متصل، اكد رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم في حديث الى صحيفة ملييت التركية، ان انقرة وعدت بتقديم مساعدات انسانية لاكراد سوريا.

وتابع مسلم، وهو رئيس الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تعده انقرة منظمة ارهابية، ان "وعدا قد قطع. ان تركيا ستساعد شعبنا في شتى الميادين. اي انها ستقدم مساعدة انسانية".

وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين الى مقتل اكثر من 100 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.

في غضون ذلك، طالب الائتلاف المعارض المنظمة الدولية بكشف "تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه مع النظام حول إجراءات وخطوات التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا".

يأتي ذلك بعد اعلان الامم المتحدة ودمشق الجمعة توصلهما الى اتفاق للتحقيق في الاتهامات عن استخدام هذه الاسلحة، من دون ان يتضح ما اذا كان سيتاح للمفتشين إجراء تحقيقات ميدانية.

وأتى الاتفاق بعد محادثات "مثمرة وشاملة" اجراها خبيرا الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية انجيلا كاين ورئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا آكي سيلستروم في دمشق مطلع الاسبوع.

واكد الائتلاف وجوب إعلان سلستروم نتائج زيارته وإصداره تقارير دورية عن نتائج أعماله "بالتنسيق مع الائتلاف ومؤسساته".

واتهمت المعارضة القوات النظامية مرارا باستخدام السلاح الكيميائي في استهداف المناطق الواقعة خارج سيطرتها. من جهته، اتهم النظام المعارضة باطلاق صاروخ كيميائي على بلدة خان العسل في ريف حلب في 19 آذار/مارس الماضي.

وتمكن مقاتلو المعارضة مطلع الاسبوع من السيطرة على هذه البلدة بعد معارك ضارية قتل فيها 150 عنصرا على الاقل من القوات النظامية والموالين لها، بحسب المرصد السوري.

ودانت المعارضة الاحد قيام مقاتلين بتنفيذ "اعدام ميداني" بحق الجنود، معلنة تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة.

وكانت الخارجية السورية طالبت المجتمع الدولي السبت "باتخاذ خطوات جادة ومسؤولة في مواجهة الارهاب الذي تشهده سوريا"، ردا على "المجزرة البشعة" في خان العسل.

من جهته، توعد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون السوري الجمعة ان "جريمة الإرهابيين (...) والدول التي تدعمهم وتمولهم وتسلحهم لن تمر دون حساب، وهم سيدفعون ثمنا باهظا".

ويتهم النظام السوري دولا عربية وغربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الذين يعدهم "ارهابيين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً