لقد ورد لي العديد من الرسائل لامهاتٍ يشتكين من معاناتهن مع ابنائهن وبناتهن من خريجي المدارس والجامعات الاجنبية وسأحاول بتحليل بعض من المتغيرات، وكيف انه وعلى حد قولهن ان التفاهم بات صعباً للاختلاف في طريقة التفكير لهذه الاجيال المتغربة وبسبب غسيل ادمغتهم اثناء رحلتهم التعليمية في الدروب الغربية وتحولهم التدريجي الى منهجية مختلفة عن عائلاتهم التي انجبتهم!
والتشتت الفكري وعدم وجود انتماء حقيقي للوطن وانشغال البعض بالهموم المادية للرفاهية التي ينشدوها!
وتراهم قلقين مثل البراكين المعبأة والتي تهب فجأةً في المجادلة والوقاحة ودون انذارٍ!
وسريعي الاستثارة والغضب ولمجرد اختلافٍ بسيط لوجهاتِ النظر!
وتشوب تصرفاتهم الاستقلالية وحب الذات الى درجة الانانية! مع التعنت وقلة الذوق والاحترام في التعامل مع الاهل، وقد يتركون المنزل لساعاتٍ طوال احتجاجاً على اي خلاف!
وهم كثيرو التنقل في وظائفهم عديمو الاستقرار، ويكثرون الخروج من المنزل ومن هنا لا ارى لماذا بعد التخرج والحصول على لشهادات يبرر هذا التغير في العادات الاجتماعية!
من المودة والحميمية للترابط للعائلي الا تقليد اعمى للغرب.
وتركَ البعض منازل ذويهم وعاشوا بمفردهم وقبل زواجهم وفي سنٍ مبكره تقليداً للحياة الغربية!
بالرغم من حاجة الوالدين الملحة لهم، اما لكبرهم في السن، أو لاحتياجات الزمن الأُخرى من الشعور بالوحدة، الخ.
ولم يراعوا البر بالوالدين والاحسان وما يمليه ديننا وتقاليدنا! ونكران الجميل لمن تعبوا وكافحوا من اجل تعليمهم وبذل جل امكانياتهم لتربيتهم!
اننا في حضارتنا لا نتخلى عن ابنائنا ونحتويهم في بيوتنا الى حين تكملة دراساتهم الجامعية بينما يتخلى الآباء عن دورهم في الغرب ويخرج الابناء من بيوت اهاليهم مبكراً مجبرين!
ليتصرفوا بمفردهم في حل مستقبلهم الجامعي والسكني والعملي!
ومن هنا نرى الاختلاف في المنطلقات الاساسية للحياة في الاحتواء! وبأن توقعاتنا في احتواء ابنائنا لنا عند الكبر هو متوقع ويوازيه نفس المنطلق في استمرارية احتوائنا لهم الى ان ينهوا تعليمهم الجامعي وان يتزوجوا ايضاً على ايدينا وبرضانا ومحبتنا.
وان من لديه اطفال أو احفاد سوف يلاحظ تغير هؤلاء البراعم وفي فترة قصيرة ولمجرد ذهابهم لهذه المدارس ومن عمر الثلاث سنوات في سلوكهم!
وكيف تغرس الحضارة الغربية انيابها في جسدهم الغض اثناء تكونهم النفسي وتصبغهم بألوانها الغربية من الاستقلالية المبكرة!
والتركيز على حب الذات! ويبدو ذلك واضحاً اثناء تعاملاتهم وكيف تطغى الانانية في تصرفاتهم وكيف يبدأ الطفل في التفكير بنفسه فقط وتعلوا الأنا في معظم تصرفاته وبأن يكونوا هم المركز الاساسي للانتباه!
ونستسلم نحن ونفاخر بأن اطفالنا لا يتحدثون الا بالانجليزية ونقلب لغتنا العربية وتصبح الانجليزية هي لغة الحوار! ان في اعتقادنا انه امر مُسلٍ ولا داعي للقلق! وغير مدركين عواقب التخلي عن لغتنا الام خاصةً انه لا يدرس الدين في هذه المرحلة! واللتان هما من الاهمية واللبنة الاساسية لربط الانسان بمجتمعه وتقاليده وذاته!
ونقدم لهم المال وبخيارنا من اجل ان يغيروا احشاء اطفالنا! ولكي يسلبوا النواة الشرقية من دواخلهم ويحشونهم بالنواة بالغربية!
ونراهم يسيطرون على الاباء الذين يجهلون ما يدور حولهم، بدايةً باضعاف لغة الام، وثم الدين! والى عدم التدخل في شئون اطفالهم بحجة احترام خصوصياتهم، وبأن يستسلموا لإملاءاتهم، ومن هنا تبدأ الرحلة في تقويم الطفل وبنائه بطريقتهم والسيطرة عليه ليتمكنوا منه لاحقاً، في الجامع.
ويصبح بعدها عجينةً مرنة ومستهلكاً طيعاً لكل اطماعهم التجارية بدءاً من نوعية الاكل كالهمبرغر والوجبات السريعة الضارة، ولبس آخر الموضات المنتشرة مثل (تقريع الرأس)، للشباب ولبس الجينز الممزق للجنسين،،،، الخ.
والافلام الاباحية التافهة واشغال عقولهم في متابعة دوريات المباريات المكثفة لكرة القدم والتي اصبحت مقدسة لدرجة لا يصدقها عقل.
والتحيز لفريق ضد الآخر واشغالهم بالمراهنات والعاب الفيديو الصاخبة، ولاشغالهم عن بلادهم وسرقة مواردها النفطية وغيرها ويشجعون التفرقة الطائفية، وعمل الدسائس والثورات لتجزئتنا! وسيطرة الاعلام الصهيوني الموجه للاستهلاك المادي ولكل الغرائز المثلية والجنسية المحرمة في ديننا، ونشر الافكار المسمومة وتثبيتها من خلال اعلامهم والذي يبدي بأن الخيانة الزوجية والطلاق والاسر المفككة شيء اعتيادي وتسهيل التعود على رؤيتها الى ان يتعود عليها الشباب ومن ثم تعتبر من حرية الافراد ويحق لهم ممارستها وبل تشريعها!
وقلب كافة معتقداتهم رأساً على عقب، وليجزئوا مجتمعاتنا، وليفرقوا ما بين العائلة الواحدة! للسيطرة على النواة الاولية لها وتفكيكها الاسري وبالتالي تسهل السيطرة على شعوبها وتغيير كافة الايديولوجيات المجتمعية والعادات والتقاليد كي يرعونهم كالخراف!
وباختصار هم يهيؤن اطفالنا للتعود وتقبل حضاراتهم في بداية تكوينهم النفسي واللغوي في بلداننا، ونحن نقدم لهم ابناءنا ونبتعثهم على طبقٍ من ذهب وبارادتنا ليكملوا في بلادهم ما بدأوه عندنا من تكوين الشخصية الغربية والثائرة ضد وطنها بعاداته وتقاليده، جاهلين الويلات والعادات الاجتماعية المريضة القادمة والتي سنعاني منها عند رجوعهم، والغربة التي سنعيشها في بيوتنا ومع ابنائنا الغرباء!
ونعجب بعدها ونشتكي من الحسرة في تسربل ابناؤنا من بين ايدينا وتغيير حالهم وعاداتهم وانتماءاتهم واقوالهم وقلة ادبهم!
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 3977 - السبت 27 يوليو 2013م الموافق 18 رمضان 1434هـ
طلبة العلم في الصين وطلبة العلم في غيرها - طلاب علم أو طلاب شهايد
إرسال الأولاد الى أوربا أو الى أي بلد كان إضافة الى الجامعة هناك بيئة ومناخ وشعب وشعوب والكثير الكثير الذي قد لا يكون لا الأم ولا الأب عملوا على تربيتها في إبنهم. فكما الام مدرسة المدرسة بحاجة الى معلم ومدير لها. أليس كذلك؟ فالتربيه من الاسرة وليست من المجتمعات. المجتمع جزء آخر لما بدأ من الاسره والبيئه المنزليه. فهل ربيتم أو لادكم لأجيالكم وأنت لا تعلمون أنهم سيعيسون جيل غير جيلكم.. يا الله الحين عا فك ككوا البلد المظيف أكثرهم من مخلفات الحرب العالمية – مستعمرين، والطلبه دارسين من دول متأقلمه
اين دور وزارة التعليم للاشراف
ان اطفالنا يعيشون الغربه في بلادهم في هذه المدارس والتي لا توجد عليها القيود الكافيه من وزارة التربيه والتعليم بأن يكون المناهج من دين وعربي اجباريه للجميع في مدارسهم وان لا تكون سطحيه مثلما هي الآن ساعتين في الاسبوع او اقل كي ياخذوا الاساسيات على الاقل وشكراً لفتح هذا الموضوع الحيوي والهام جداً
التفكير للمستقبل
ان الدكتوره تحدد التشخيص في السبب وراء تخلف الامه وهي تتبع الحضاره الغربيه وضياع الاجييال ما بين حضارتين وتعلقهم بتوافه الغرب وانشغالهم ومتابعة الموضه والكرة والقسوه على الاهل اكبر دليل والخطوره تكمن في رمي الآباء في دور الحضانه كما يفعل الغرب لانشغالهم بمتابعة الكره ولا وقت للرعايه كلام رائع والله وفي الصميم يادكتوره
التفكير للمستقبل
ان الدكتوره تحدد التشخيص في السبب وراء تخلف الامه وهي تتبع الحضاره الغربيه وضياع الاجييال ما بين حضارتين وتعلقهم بتوافه الغرب وانشغالهم ومتابعة الموضه والكرة والقسوه على الاهل اكبر دليل والخطوره تكمن في رمي الآباء في دور الحضانه كما يفعل الغرب لانشغالهم بمتابعة الكره ولا وقت للرعايه كلام رائع والله وفي الصميم يادكتوره
نشوف مباريات عشان ننسى الواقع الكحيان اللي نعيشه
هو فيه شي يبرد القلب في هالديرة حتى تمنعين الناس تشوف مباريات كرة القدم بكثافة ؟! أقولج استريحي رحم الله والديج والله مو مصبرنا نعيش في هالديرة الكحيانة الا هالمباريات اللي يحطونها في التلفزيون واذا فيج حرة نعصر عليج لومية مافي مانع
ضربة أستاذ
لقد وضعت الدكتورة يدها على الجرح مباشرة. فهذه القضية في تفاقم مستمر، والله يعلم إلى أين نحن ذاهبون معها بعد حين.. فشكرا للدكتورة على اهتمامها وشكرا على توصيفها..
الحاضر الغائب
كل الذى ذكرتة يادكتورة يتزامن مع الافة الجديدة اجهزة التواصل الاجتماعى التى سوف تقوض ما تبقى من الفة اجتماعية بين الناس بعد ان كثرت الشكوى فى المجالس والمقاهى من ادمان الحضور على التحديق فى اجهزتهم وكانهم فى عالم اخر وقريبا لن نندهش اذا رأينا ابنائنا غرباء عننا فهم يعيشون فى اجواء تلك الاجهزة التى ستنأى بهم عن الوطن والاهل المضحك المبكى اننا من يشترى لهم تلك الاجهزة طوعيا ودون حتى مسائلة ......والنتيجة بنينا سدا بيننا وبينهم
سؤال
لماذا لم تلحقي أبنائك وبناتك في المدارس الحكومية
اجدت الرواية..وكأنها مقطع من افلام الرعب..
سلمت يادكتورة..ولكن اكثر العائلات لا يفقهون..
الدرجة علمية أو شهادة جامعية
عاد هذه ليست من الأسرار أن شهادة علمية قد لا تمنح بلا تربيه.. فدائما ًجزء من التربيه مصاحبة لعملية التعلم. وهذه من الحقائق العلميه البديهية والمسلم بها. إلا أن قد يكون هناك خلل في نية الدارس أو طالب العلم لكون الأعمال بالنيات ولك إمرء منوى. فقد يكون طلب شهاده ولم يحصل على علم، لكنه أكمل متطلبات التخرج من برنامج ما. فليس العلم شهاده يحملها وإنما لما منحت هذه الشهادة ومن الجهة الماحه. فالمسؤولية هنا مشتركة بين المرشد العلمي والجامعه والكلية التي تخرج منها... فما قيمة العلم إن لم يمن أدب؟