العاجز هو من عجز جسده وقوته البيولوجية على تحمل أعباء المسئوليات الثقال التي تفرضها عليه شئون الحياة وتحتم عليه ضرورة العمل على تدبيرها والتخطيط المسبق في إدارتها وتسويتها مهما بلغت فيها من تعقيدات شائكة، ولأن ماهو فيه بلاء من عند الله ساهمت تلك الأمور أكثر في تضييق الخناق حول نفسه وقدرته على العطاء في محيط أسرته ومجتمعه معاً، فكان لزاماً على الشخص القادر والمقتدر ومن يجد في نفسه حولاً وقوة على أن يوفر للعاجز متطلبات الحياة ويؤمّن له الظروف المؤاتية التي تمكنه من تيسير سبل العطاء والبذخ كي يكون عنصراً قادراً وفاعلاً داخل إطار أسرته على وجه التحديد والأهمية، وعلى ضوء هذه الأسطر المقتضبة في بداية المشكلة نعرض على جنابة الجهات الرسمية المعنية في وزارة العدل وخاصة إدارة صندوق النفقة حالة لمواطن بحريني يصنف من أصحاب العجز الذي لا يستطيع أن يؤمّن قوت يومه لنفسه ولعياله وذلك لاعتراض عدة عوامل سواء صحية ونفسية تحده وتحول دون قدرته على العطاء، فكان سابقاً هذا الشخص العاجز يحظى بنفقة من الصندوق بمبلغ وقدره 200 دينار شهرياً على مدار سنة ونيف تقريباً، لكونه حالة خاصة تنطبق عليها معايير استحقاق النفقة، ولكن لأن مسيرة الحياة تتحرك في تطور ونمو شاء القدر أن يتطور وضع أبنائه مما كان عليه سابقاً، فالأبناء كبروا واشتد عودهم وعلى إثر ذلك حصل ابني على الوظيفة المرجوة فيما ابنتي الأخرى وفقها الله ويسر أمر زواجها وبناء على ذلك قام صندوق النفقة بوقف النفقة فجأة بلا إشعار مسبق بحجة التغيير الطبيعي الذي طرأ على مسيرة أبنائي وعلى خلفية ذلك تم رفع قضية في المحكمة وصدر حكم يقف لصالح العاجز وأرفقنا الحكم إلى جهة الاختصاص والمعنية في صندق النفقة ولكن لم تتخذه بعين الاعتبار - فقط صرفت النفقة لمدة شهر وتوقفت لاحقاً - كما أن زوجتي نفسها طرقت باب الصندوق لمعرفة الإجراءات التي من المفترض أن يقوم بها مستحق النفقة حتى تسنح له فرصة نيل النفقة وبغية إعادة صرفها من جديد إلى عهدته، فكانت الإجراءات المراد تطبيقها والتي تعرف بالإجراءات الصارمة تتضمن أولاً إصدار إجراء أمر قبض على العاجز ذاته، وكذلك حجز على سيارته الشخصية وأخيراً حجز على حسابه المصرفي، ولأني لا أملك من كل تلك المقتنيات الخاصة شيئاً منها بات عليهم لزاماً حسب ما ينصه القانون أن ينفذوا بحقي الإجراء الأول وهو أمر القبض الذي يتم فيه توقيفي حتى يصدر قرار بالإفراج ومن ثم رفع سقف وقف النفقة، ولأني إنسان عاجز بسبب إصابتي بجلطة في القلب وشلل في الجانب الأيسر وكذلك مريض بالسكري والضغط والكوليسترول وأتعالج في الطب النفسي فإنني لا أستطيع الوقوف عند هذا الإجراء وتحقيقه بسبب تعارضه مع الوضع الصحي الذي أمرُّ به ومع ظروف التوقيف ذاتها، ولأنه إجراء لا يمكن تطبيقه بات المبلغ المالي من النفقة مرجأً إلى أجل غير معلوم؟! يا ترى إلى متى أتحمل هذا الوضع في ظل ظرف مادي حرج أمرُّ به وعاجز عن تدبيره ناهيك عن حالة عوز تذلني وتخنقني، كما أن السؤال الذي يطرح ذاته: ألا توجد إجراءات أقل حدة يستطيع المستحق العاجز عن تلبيتها وتطبيقها دون قيود أخرى قد تحده من العمل بها والإيفاء بها طالما تقف حالة الإعاقة الجسدية حائلاً تمنعه عن ممارسة حياته بشكلها الطبيعي؟ ارحمونا يرحمكم الله.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
بعد تحويل تبعية معهد البحرين للتدريب من وزارة العمل إلى وزارة التربية في العام 2011 بدأت قصة معاناة موظفي المعهد. كانت البداية في سلسلة التوقيفات ولجان التحقيق وظهرت جلياً في الحرمان من الزيادة العامة التي أقرت لموظفي الدولة في 2011 والحرمان من المكتسبات الوظيفية وكانت البداية في توقيف التأمين الصحي (وهو حق مكتسب).
كانت هذه باختصار بداية عهد وزارة التربية مع موظفي معهد البحرين للتدريب والتي أعطت الموظفين صورة واضحة عن الطريقة التي ستدار بها الأمور في هذه المرحلة.
بدأ الموظفون في إثارة همومهم وشكاواهم في الصحافة حيث توالت المقالات الصحافية التي أظهرت مظلومية موظفي المعهد والحيف الكبير الذي طالهم بشكل مركّز يهدد مكتسباتهم الوظيفية التي حصلوا عليها بعد سنين طويلة قضوها في الخدمة.
بعد بروز هموم الموظفين في الصحافة المحلية قامت النائبة ابتسام هجرس مشكورة بإثارة الموضوع في الصحافة وتحت قبة البرلمان. أهمها بتوجيه نداء لوزارة التربية لإنصاف الموظفين ومنحهم الزيادة العامة بالإضافة إلى التوقف عن استهداف الموظفين بمختلف الوسائل.
وعلى ضوء تلك المناقشات التي دارت مع وزارة التربية بخصوص الموظفين نصل إلى حقيقة واحدة لا جدال فيها؛ بأن الوزارة تقر بأحقية الموظفين في الزيادة العامة التي حرموا منها منذ شهر أغسطس/ آب 2011 ولكنها تتعذر بموضوع تسكين الموظفين في جداول الخدمة المدنية، كما أن إجراءات التسكين لن تحقق إلا بشرط توقيع الموظفين على أوراق تتضمن تهديداً واضحاً لكل المكتسبات الوظيفية التي حصلوا عليها بعد سنين طويلة؛ لذلك رفض الموظفين التوقيع.
مع العلم أنه قد صدر قرار واضح من سمو رئيس الوزراء بشأن شمل هيئة التدريس في المعهد (الموظفين الأكاديميين) في قرار تعديل درجات ورواتب مؤسسات التعليم العالي وذلك بأثر رجعي من يناير/ كانون الثاني 2013. ولكن هذا القرار لم ينفذ منذ صدوره بتاريخ 24 أبريل/ نيسان 2013 وذلك بسبب تلكؤ الوزارة في عملية تسكين الموظفين وافتعال المشكلات وتعقيد الإجراءات. يُذكر أن قرار تعديل جداول رواتب هيئة التدريس قد تم تطبيقه فعلياً في بعض المؤسسات المشمولة كجامعة البحرين.
وفي بداية هذا الأسبوع تلقى موظفو معهد البحرين للتدريب اتصالات من قسم الموارد البشرية في وزارة التربية تطلب منهم الحضور، وقد تفاجأوا بأنها تطلب منهم التوقيع على الأوراق نفسها التي كانت محل إشكال والتي تسببت في خلق بلبلة ولغط كبيرين في المعهد بتاريخ 6 يونيو/ حزيران 2013 وبعد تصريح الوزارة بعدم المساس بمكتسبات الموظفين لاحقاً يتواصل بذلك تجاهل معاناة الموظفين من قبل أصحاب القرار في وزارة التربية.
موظفو معهد البحرين
غرتك مطلع خير وبركة بين سحب ونجوم زاهرة
إطلالتك قمرية جميلة وفيها دماء وجروح غائرة
هلالك زاهٍ بين نجم وكواكب شاهرة ظاهرة
***
أنت حصن الصائم وجحيم للكافر والفاطر
أنت محراب يسال فيه الدم ويولد السبط القاهر
أنت ليلة القدر تقدر فيها الأعمال والسرائر
أنت لهيب نار للفاجر وللفاطر المتجاهر
أنت ربيعٌ للمؤمن وكل قلب محتسب صابر
أنت خريف للصائم تسقط عنه الجرم والجرائر
يتساوى عندك الفقير والغني ويحاسب الفاجر
ويبكي الظالم من فعل الصغائر والكبائر
فلا الظالم مرتاح ولا الفاطر مثاب عن الصغائر
***
في ليلة القدر يرفع الدعاء حتى طلوع الفجر
فيها يقتل النبأ العظيم وحامل الرايات وقالع خيبر
في أحلى الليال تسال الدماء من أسد بدر
ويسود الكون وتتحول ليلة القدر إلى غدر!
***
في الليلة الظلماء يفتقد عندك البدر!
حينما يخضب الشيب والوجه والنحر!
يسقط الشفع والوتر وتسفك الدماء حتى الفجر!
***
في المحراب الشريف تصبغه قطرات الدم كالنهر!
في ليلة القدر يلطخ المحراب بسيف الغدر!
في السجدة الأخيرة يضرب الهلال ويغتال البدر!
في الليلة القمراء يراق الدم وماء الكوثر!
في الشهر يودع القرآن دامياً إلى القبر؟
***
أجمل أيامك طاعة الله لا مع الشيطان!
في حصنه المنيع مع إمام العدل والزمان!
في قيام الليل لا في اللهو والرقص كالسكران!
اسمك شهر رمضان وعندك ضيوف الرحمن
تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الرحمة والجنان
مهدي خليل
العدد 3977 - السبت 27 يوليو 2013م الموافق 18 رمضان 1434هـ
