كثيراً ما كانت حدود البحرين في مياه الخليج محل صراع من قبل الطامعين بهذه الجزر وثرواتها منذ القدم، لذا فقد صدرت وثيقةُ هذا الأسبوع من أجل تثبيت تلك الحدود البحرية بالاتفاق مع السلطات البريطانية في الخليج في فترة الحماية البريطانية للمنطقة في القرن العشرين.
وثيقتنا اليوم صدرت في 30 مارس/ آذار 1909، وهي موجهة من الحاكم إلى «باليوز» الانجليز المقيم في البحرين، وكُتبت في أعلاها تعليقات باللغة الانجليزية تذكر المُرسل باسمه وبصفته الرسمية، والمُرسل إليه كذلك بنفس الصفة، ونصها كالتالي:
« بسم الله الرحمن الرحيم
الميجر ايف بي ابريدكس باليوز بالبحرين المفخم
من عيسي بن علي آل خليفة الى جناب عالي الجاه الاجل الامجد الافخم الاحشم عمدة الاصحاب سعادة....... دام شريف وجوده..
بعد مزيد التحية وتقديم الاحترام لذاتكم الحميدة ثم نخبر سعادتكم انّ بحر المسما باالبينه غرباً من خور فشت فهو شاملاً لاملاكنا وبلدنا البحرين وعندنا عليه اثبات وكذلك الجزيرة المسماة الزخنونيه التي تلي البر الغربي من جهت العقير فهي في تبعيت بلدنا البحرين وانّ اناس من تبعيتنا ورعايانا يقطنون بها لاجل الصيد في البحر والدليل على ذالك انّ والدي تقريباً من مدة خمسين سنه بنا فيها قلعة وجعل فيها مركزاً فالذي نتمله (نتأمله) من سعادتكم ان لا احداً من الغير يتعدا عليها بغير المناسب
وحررنا هذا لاجل البيان.. هذى ما لزم بيانه ولا زلتم سالمين
حرر ف 8 ربيع اول 1327»
وتعليقنا على هذه الوثيقة يتركز في النقاط التالية:
- هذه الرسالة/ الوثيقة موجهة، كما هو ظاهر للعيان، من حاكم البحرين الشيخ عيسي بن علي آل خليفة إلى المعتمد السياسي البريطاني في البحرين آنذاك المدعو (Cpt. Francis Bevill Prideaux) الذي تولى مسئولية المعتمدية أو «بيت الدولة» في الفترة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول 1904 - مايو/ أيار 1909م. وكان يتلقى أوامره في إدارة سلطة الحماية البريطانية في البلاد من المقيم السياسي البريطاني في بوشهر المدعو (Maj. Percy Z. Cox).
- أن هناك تعديات بحرية وقعت على منطقتي فشت «البينة» وجزيرة «الزخنونية» في منطقة العقير التابعة لحدود البحرين البحرية في ذلك العام 1909، ما دفع بالحاكم إلى أن ينبه السلطات الانجليزية في الخليج لتلك التعديات من قِبل جهاتٍ لم تُذكر في الرسالة. ويشير الحاكم إلى أن لديه دليلاً وإثباتاً تاريخياً يؤكد ويوثق ملكيته لتلك المناطق وتبعيتها له بقوله في الرسالة بثقة «فهو شاملاً لاملاكنا وبلدنا البحرين وعندنا عليه اثبات». كما توضح الوثيقة أن جزيرة «الزخنونية» كانت مأهولة بالسكان في تلك السنوات باعتبارها منطقة غنية بالصيد البحري المتنوع، وهؤلاء السكان، كما يذكر الحاكم: «أناس من تبعيتنا ورعايانا يقطنون بها».
- كما تذكر الوثيقة أنه كانت توجد بالجزيرة قلعة، ربما حربية، ومركز حدودي لدواعي الدفاع عن حدود البحرين في المياه الإقليمية عند تلك النقطة. وأن هذه القلعة قد بنيت في حدود عام 1859م على يد والد الشيخ عيسى الحاكم وهو الشيخ علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد باعتباره كان مسئول الدفاع في فترة حكم شقيقه الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بين 1843 - 1868.
- وبناءً عليه، تطالب الرسالة سلطات الحماية الإنجليزية، في حدود مسئوليتها القانونية في الخليج، أن تحافظ على حدود البحرين الجغرافية البحرية في المنطقة وألا تسمح «لأي أحد من الغير يتعدى عليها بغير المناسب».
إلا أننا لا نعلم كيف تم الرد على هذه الرسالة وما هي المساحات البحرية التي تم على أساسها رسم حدود البحرين في السنوات الأولى من القرن العشرين وما بعدها.
العدد 3976 - الجمعة 26 يوليو 2013م الموافق 17 رمضان 1434هـ
تعليق
حكام البحرين امتلكوا قوة كبيرة في تلك الفترة مقارنة مع من حولهم .
ونفوذهم وسيطرتهم امتدت من الزبارة والبحرين وجزيرة الزخنونية .
ولكن امتلاكهم او بعنى اخر احتلالهم لزخنونية في تلك الفترة لا تعني ملكية المنطقة المطلقه
فاجزيرة الزخنونية والبينه سكنها اناس وقبائل قبل عام 1859 م
ومن اشهرهم الزخانين من بني هاجر
كذالك سكنها الدواسر ولكن في وقت اخر وكانوا موالين لحكام البحرين
البحر للبحرين
الجزر الموجودة في البحر المحيطة للبحرين ,صغيرة كانت أو كبيرة, هي ملك البحرين.