كلما تقرر الابتعاد عن شاشة التلفزيون التي بدأ اتساعها يزداد فيما يتقلص عمقها، تجد نفسك مضطراً للتقرب منها كي تشاهد آخر أخبار الدمار في العالم!
دمارٌ يبدأ من معناه السطحي حول دمار الأبنية، وما تحتويه الأوطان من جمادات، وينتهي بمعناه الذي نحاول جاهدين ألا نصدقه كي لا نشعر باليأس؛ وهو دمار العقول والإنسانية.
في الدمار المادي يستطيع المرء أن يتجاوز قليلاً من ألمه، ويفكر في مستقبلٍ قد يكون قريباً يمكن من خلاله إصلاح ما جار عليه البشر، لكن الدمار الإنساني هو الأشد وطأةً والأعمق جرحاً.
ابتداءً من كل تلك الصراعات التي تتناقلها نشرات الأخبار للكتل السياسية بمختلف توجهاتها وللشعوب والحكومات في ثوراتها ضد الظلم، ثم عبوراً بالصراعات التي تقدسها المسلسلات التلفزيونية، وتتنافس شركات الإنتاج الفني على إنتاجها وتوزيعها بسبب زيادة طلب المشاهدين عليها في الوقت الحالي، في حين كانوا يرونها غريبة على مجتمعاتنا لا يمكن لها أن تكون واقعاً ضمنه، فبتنا نشاهدها اليوم بكل تفاصيلها في عقر ديارنا حقيقةً لا خيالاً من نسج سيناريست، وصولاً إلى تلك الصراعات التي تتباها الجهات التكفيرية في كل البلدان العربية والإسلامية، والتي باتت لا تخلو منها دولة واحدة تقريباً إلا من رحم ربي.
صراعاتٌ مذهبية ودينية عرف ممولوها والواقفون ورائها كيف يروجون لها، فأغروا أصحاب العقول الصغيرة بتبنيها، وشحنوا قلوب أصحاب الضمائر الميتة بضرورتها، فكبرت مساحتها واتسع نطاقها، لتصل إلى دول لم تفكر يوماً في تبنيها.
وبعد أن كان من الطبيعي والمنتظر أن تحقن الدماء في شهر رمضان، وتوضع الأحقاد في صناديق يدفنها المرء في مكان قصي لا يستطيع الوصول إليه، لينتهي شهر الصيام بتغيير جذري في النفس وصحوة للضمير، نرى أن بعض البشر يقررون أن يكون شهر رمضان هو بداية التغيير، وينسون الصناديق تلك بما فيها، ولكن للأسف مازال هنالك بشر يعودون لصناديقهم ويرجعون لأنفسهم محتواها، ليكونوا بشراً بنفوس تكره أن تتمتع ببياضها كاملاً، وترفض أن تكون نقية كما ينبغي لها أن تكون.
ما يحدث اليوم من اعتداءات وقتل وصراعات بين الطوائف والمذاهب والأديان، أمر يتطلب منا وقفة صادقة مع أنفسنا وضمائرنا، ويتطلب من أولئك الذين يدعون التدّين من رجال الدين المحرضين على العنف والقتل باسم الجهاد لحظات فقط يستمعون فيها إلى ضمائرهم إن كانت ماتزال بجوارهم، ولم تأخذها رياح الغفلة، أمرٌ يتطلب صدقاً وقوة، ومقدرة على مراجعة النفس وجرأة وشجاعة على تجريم ما كانوا ينادون به ويحرضون عليه، لعلّ الدماء تُحقَن وتعود للأمة الإسلامية أخلاقياتها التي نسيتها، ولم تبقَ إلا في كتب التاريخ، ويعود للمسلم وللعربي مكانه لدى الآخرين الذين لا يخافونه بسبب ما يصلهم من وسائل الإعلام التي تستغل هذه الحكايات لتشوه صورة الإسلام والعرب وتظهرهم بمظهر الإرهابيين الذين إذا دخلوا بلدة أفسدوها.
كم نحنُّ إلى الزمن الذي يكون فيه المسلم مؤمناً بكل تعاليم الدين من غير أن يجتهد في تبرير غيِّه وحقده وسواد قلبه، ويرتكب الحماقات والجرائم ويعلقها على شماعة تُدعى الدين!
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3976 - الجمعة 26 يوليو 2013م الموافق 17 رمضان 1434هـ
حالفين أطلسي أو يمين متطرف أو متعاونين مع الارهاب بس لا بسين قناع
قد لا تدعي أمريكا بأنها قدمت نموذج قريش الذي أرجع الناس الى اقطاع وجاهليه قطاع الطرق. فحتى التشبه بجاهلية القرون الأولى أقل من واقع ما قاد قادة البيت الأبيض العالم اليه. فأقتصاد إسرافي وإستهلاكي أهلك الزرع وإستهلك البحر ودمره. وصنم عفواً، تمثال حريه ولا حريه، وهم غنى فاحش ولا مال- كل شيء وهم في خيال بنوك وعملات نقديه ومجلس نقد ومنظمة تجارة فيها خساره الا انهم من هوس الدعاية والاعلان ينشرون عكس الحقيقه للناس. ويش كيف لا تكون الفتنة أشد من القتل وتجاره السلاح بدون سفك دماء لا تنتعش؟
سلمت ايديكم
والله خير مادكرتم .والله ايكون في العون.
غباء الإنسان
فى كل العصور، الحرب و الدمار نتيجة لتوقف المنطق، إرتفاع مستوى الأطماع للإستيلاء على ثروة الغير، الجهل بقدرة البشر و فنائه و التيقن من عظمة الخالق.