قد تتأزم حالة مريض السكري النفسية مع قدوم شهر رمضان لعدم قدرته على الصيام. فمن المرضى من يعزم على الصيام مهما كلفه ذلك من أمر، فيلاقي - إن كانت حالته تزداد سوءاً بالصيام - عواقب وخيمة قد تودي بحياته.
وهناك الفئة الأخرى من المرضى الذين قد أرهقتهم الحيرة أيصوموا أم لا يصوموا، فيصومون تارة ويفطرون تارة على غير هدى، إنما يتّبعون في ذلك تقديرهم لأنفسهم وحالتهم الصحية ومستوى السكر لديهم. فيقع بعضهم ضحايا أخطاء لم يتعمدوا ارتكابها.
إن مرض السكري مرض مزمن على مريض السكري الاهتمام بصحته وعدم تجاهلها لأن الإهمال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ومضاعفات لذا مهم جداً قبل البدء في صيام شهر رمضان المبارك أو صيام أيام أخرى أن تستشير طبيبك وذلك لمساعدتك على ضبط مستوى السكر في دمك وتجنب حدوث أي مضاعفات صحية.
هناك فئات تنصح بالصيام إذا كان المريض من الذين يعتمد في علاجهم على الحمية الغذائية ولكن ينصح بعدم الإفراط في الطعام وممارسة الرياضة بعد الإفطار حيث ذلك سيساعدهم على خفض أوزانهم وتنظيم مستوى السكر في الدم لديهم.
أما السكريون الذين يعتمدون على حقن الانسولين يومياً كالسكريين من النوع الأول والأطفال السكريين والحوامل فلا ينصح الصيام لتفادي حالات انخفاض مستوى السكر أو ارتفاعه والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالغيبوبة السكرية إذا لم يعالجوا.
والسكريون المعتمد علاجهم على العقاقير الفموية عليهم استشارة الطبيب المعالج حتى يتم تنظيم جرعات تلك العقاقير.
الفئات التالية من المصابين فيصعب عليهم الصيام ولا ينصح الطبيب بصيامهم، وهم:
- المصابون بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة.
- الحوامل المصابات بالسكري.
- المصابون بالسكري ومصحوباً بمضاعفات غير مسيطر عليها.
نصائح للسكريين في شهر رمضان:
- على السكريين محاولة اتباع النظام الغذائي نفسه الذي كانوا يتبعونه قبل شهر رمضان وفي حالة حدوث هبوط / انخفاض في مستوى السكر في الدم والإحساس بالتعب، الضعف، الدوار، الارتعاش، الصداع، تصبب العرق، الشعور بالبرد، وعدم وضوح الرؤية، يجب قطع الصيام فوراً وتتناول عصير محلى أو مادة سكرية حتى لو كان ذلك قبل المغرب بفترة قصيرة.
- لا ينصح السكريون الذين يعانون من أي مضاعفات للسكري كأمراض القلب والكلى بالصيام، وينصح باستشارة الطبيب في حال الإصرار على الصيام.
- قياس مستوى السكر في الدم قبل تناول الوجبات وتسجيل النتائج وعرضها على الطبيب.
- تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر.
- ينصح المرضى الذين يتناولون أدوية لإدرار البول بأخذها بعد الإفطار مباشرة وليس عند السحور لتفادي حدوث الجفاف والعطش أثناء النهار.
- الإكثار من شرب الماء أثناء الفطر لتجنب الجفاف.
- محاولة ممارسة الرياضة كالمشي 30 دقيقة يومياً على الأقل. والإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم.
- ينصح مريض السكري عدم الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور.
- محاولة الإكثار من تناول الخضراوات الطازجة والمطبوخة وتجنب المواد الدهنية والمقالي والتقليل من تناول الحلويات الغنية بالدهون والسكريات لأنها ضارة بالصحة وتفتقر إلى العناصر الغذائية المفيدة.
- تناول الأدوية التي وصفها الطبيب له بانتظام.
إن المراقبة البيتية للسكر في الدم إذا تمكن المصابون من عملها عادة ما تساعد في الحفاظ على المستويات المطلوبة للسكر في الدم وخصوصاً في حالات هبوط السكر.
غالباً ما يعاني المصابون بالسكري من أمراض أخرى وخصوصاً ضغط الدم المرتفع والدهنيات والكوليستيرول المرتفعة ويمكنهم انتهاز فرصة الصيام في تقليل من مستويات الكوليستيرول في الدم وذلك عن طريق الاعتدال في تناول الدهون المشبعة ذات المصادر الحيوانية والتقليل من تناول اللحوم الحمراء والتركيز على اللحوم البيضاء.
وأخيراً على كل المدخنين التفكير جيداً في الاستفادة من الشهر الفضيل في الإقلاع عن التدخين لأن الإقلاع عن التدخين عند المصابين بالسكري سيقلل من إمكانية تصلب الشرايين لديهم حيث إنهم أصلاً معرضون لهذا التصلب أكثر من غير المصابين بالسكري.
إقرأ أيضا لـ "رابعة محمد الهاجري"العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ
شكرا
شكرًا لكًعلي هذه المعلومات القيمة
مشاءالله
شكراً دكتوره على المعلومات المفيده وجزاكِ الله خيراً