العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ

«كورونا» وأعمال التوسعة يخفضان أعداد الحجاج والمعتمرين

3.1 ملايين شخص أدوا الحج العام الماضي
3.1 ملايين شخص أدوا الحج العام الماضي

دفعت المخاوف من انتشار فيروس كورونا بين المعتمرين والحجاج في السعودية وأعمال التوسعة الضخمة القائمة في الحرمين المكي والنبوي السلطات السعودية إلى فرض قيود على الحج إلى مكة المكرمة التي يزورها ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم.

وحضت الوزارة السبت الماضي كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة على تجنب أداء مناسك العمرة والحج في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا الذي أدى إلى وفاة 38 شخصاً وإصابة 65 آخرين في المملكة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.

ووضعت شروطاً تتضمن «التوصية بتأجيل مناسك العمرة والحج لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة خصوصاً». وسرعان ما استجابت السلطات الصحية في فرنسا لهذا الأمر. وأكدت المديرية العامة للصحة الثلثاء الماضي في رسالة عاجلة وجهتها إلى الهيئات الطبية المعنية أن وزارة الصحة السعودية «اتخذت قراراً يقيد الحصول على تأشيرة بغرض الحج والعمرة». وأضافت أن «كبار السن (من دون تحديد العمر) والحوامل والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة وخصوصاً القلب والسكري أو الذين يعانون من مشاكل في التنفس أو الكلى وضعف المناعة لا يستطيعون الحصول على تأشيرة هذ السنة».

وأشارت إلى أن إبلاغها بقرار المنع تم «عبر قنوات دبلوماسية». ومع ذلك، قال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي، زياد ميمش لـ «فرانس برس»: «لم نتخذ أي احترازات خاصة بفيروس كورونا في المطارات. حتى الآن منظمة الصحة العالمية لم توص بأي إجراءات خاصة في مداخل الدول».

لكنه أكد «استمرار الرصد الوبائي للأشخاص القادمين للحج». ورداً على سؤال حول فحوصات طبية خاصة بمواطني دول ينتشر فيها كورونا، أجاب ميمش «لا يوجد حتى الآن. نتبع اشتراطات منظمة الصحة العالمية، وإذا كانت هناك اشتراطات جديدة سنستخدمها». كما تضمنت اشتراطات الوزارة «مجموعة من النصائح والإرشادات الصحية التوعوية للمواطنين والمقيمين والمعتمرين والحجاج» وأكدت «أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا» خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة.

ومعظم الإصابات بهذا الفايروس القريب من الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) قد سجلت في السعودية، وخصوصاً في منطقة الإحساء. كما سجلت حالات أخرى في قطر والأردن وتونس والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

وقبل عشرة أعوام، تسبب فايروس «سارس» الذي انطلق من الصين، بوفاة أكثر من 800 شخص وأثار القلق في العالم.

لكن الفايروس الجديد مختلف عن «سارس» خصوصاً لانه يؤدي بسرعة إلى إصابة المريض بالفشل الكلوي.

من جهتها، تترك أعمال التوسعة في الحرمين المكي والنبوي التي تبلغ كلفتها مليارات الدولارات أثرها الكبير أيضاً على أعداد المعتمرين والحجاج. وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة مكة، سعد القرشي لـ «فرانس برس»: «تم السماح للشركات والمؤسسات بنصف مليون معتمر من جميع أنحاء العالم خلال رمضان» حيث ترتفع وتيرة المشاركة في العشر الأواخر خصوصاً. وأضاف أن «أعداد المعتمرين في رمضان الماضي قاربت المليون شخص، أي أن نسبة الانخفاض تبلغ خمسين في المئة تقريباً». وتوقع القرشي أن «تصل خسائر الشركات والفنادق والنقل إلى 450 مليون ريال (120 مليون دولار) خلال رمضان» الجاري جراء خفض أعداد المعتمرين. لكنه أوضح أن هناك توازناً في أعداد المعتمرين طوال العام باستثناء رمضان «فقد وصلت أعداد كبيرة منهم طوال الأشهر الأخرى وإذا حسبنا الإجمالي فسنجد أنها مثل العام الماضي». ومن تأثيرات أعمال التوسعة وكورونا تراجع الحجوزات في الفنادق الفخمة المطلة على الحرم المكي. وأفادت تقارير إعلامية أن كلفة الإقامة في العشر الأواخر من رمضان في جناح فندق عالمي فخم انخفضت إلى 70 ألف ريال (18,7 ألف دولار) لشهر رمضان كاملاً بدلاً من 180 ألف ريال (48 ألف دولار)، أي بتراجع نسبته 61 في المئة.

من جهتها، دعت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام المواطنين والمقيمين إلى «تاجيل أداء مناسك العمرة لسلامة الطائفين».

وأضافت عبر رسائل نصية إن «تأجيلك مناسك العمرة دليل اهتمامك بسلامة اخوانك الطائفين وتفهمك جوهر مصلحة المسلمين». وكانت السلطات أعلنت في يونيو/ حزيران الماضي خفض عدد الحجاج المسموح لهم بأداء الفريضة هذه السنة بسبب أعمال التوسعة. وقال وزير الحج بندر الحجار إن عدد حجيج الخارج سيتم تخفيضه بنسبة عشرين في المئة ومن داخل المملكة بنسبة خمسين في المئة.

وكان 3,1 ملايين شخص أدوا فريضة الحج العام الماضي غالبيتهم من خارج المملكة. وستضيف أعمال التوسعة 400 ألف متر من المساحات وسترفع القدرة الاستيعابية للحرم المكي إلى 2,2 مليون شخص في الوقت ذاته. وتصل القدرة الاستيعابية للحرم حالياً إلى 1,5 مليون شخص. والحصة المخصصة لكل بلد مسلم محددة عموماً بألف حاج لكل مليون نسمة من السكان. وفي هذا السياق، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الدول الأعضاء إلى الاستجابة لمطلب السعودية بتقليص أعداد الحجاج مشيرة إلى أن قرار التقليص «سيكون مؤقتاً لحين الانتهاء من التوسعة».

العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً