قال ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ان شجاعة الاعتذار وشجاعة الاعتراف بمواطن القصور والخطأ من القيادات المجتمعية السياسية والدينية خطوة لابد منها للتعاطي بشكل فاعل مع المساعي الرامية للانتقال لمرحلة جديدة يتطلع اليها الجميع وتتعامل بحس مسئول دون اجترار لشوائب وترسبات الماضي التي تقف أمام تقدم وتطور العمل الوطني المشترك بجميع نواحيه.
وأكد سموه أن جدية القيادات المجتمعية كافة يجب أن تتجسد بموقف وطني مسئول يدرك معطيات المرحلة الراهنة وكيفية التعامل معها من خلال التوصل إلى توافقات تجمع جميع الأطراف المعنية أما التمادي في مزايدات الخطاب والتفرد واتخاذ العنف والارهاب وسيلة فهي لن تؤدي إلا إلى تفاقم حالة الانفلات والشحن.
وعرج سموه لدى زيارته يوم امس الاربعاء (24 يوليو/ تموز 2013)، لمجلسي الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة ومجلس عائلة الحاج صادق البحارنة على «أهمية ما ورد في حديث حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد الذي أجرته معه صحيفة إيلاف وحدد فيه جلالته ما تتطلبه مصلحة البحرين في هذه المرحلة والذي وجه فيه جلالته دعوة صريحة لقوى الاعتدال والتعقل الى أن تتحرك بإيجابية، وتتولى الاضطلاع بواجبها الوطني وتحمل مسئوليتها».
وأضاف سموه أن هذه الدعوة تأتي في إلمام بحالة نفاد الصبر عند المواطنين أمام ما يجري من ممارسات تقوم بها بعض الأطراف التي لن تكون نتيجتها إلا إشعال الفوضى من خلال ما تبديه من تعنت وتفرد، في اعتقاد خاطئ منها بأن هذا النهج سيأتي بنتيجة.
وقال سموه إن المواقف التي تظهرها بعض الأطراف والقيادات المجتمعية التي تقف وراءها يعكس عدم جديتها، مشيراً سموه إلى ما تبدى مؤخراً في بعض جوانب المشهد السياسي بالبحرين من أطراف سياسية تقصي الآخرين وترى أنهم غير معنيين بالعملية السياسية في مقابل أطراف أخرى ترى الآخرين أنهم غير متساويين معهم في الحقوق، ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن البحرين كانت ومازالت وطناً للجميع ولن نقبل بأي تمييز أو انتقاص لحق من حقوق جميع مكونات المجتمع.
ولفت سموه في هذا الجانب الى أنه إيماناً وتمسكاً بالثوابت الوطنية أقدمت القيادة على العديد من المبادرات والخطوات الجادة التي تجسد ثقافة التعامل مع الأخطاء وتداركها بما يتسق مع مصلحة الوطن العليا، مؤكداً الاستمرار في استكمال البنى المؤسسية الحقوقية وتطوير الممارسات والثقافات السليمة في هذا الجانب بما في ذلك العمل المتواصل لتنفيذ توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق واحد مؤشراته ما تم انجازه بملف دور العبادة.
ولفت سموه الى أنه من المؤسف لكل من يحب هذا الوطن أنه كلما يتم إحراز أي تقارب في وجهات النظر لوضع الحلول يلاحظ تزايد وتيرة العنف في مؤشر واضح على أن هناك بعض العناصر التي لا تريد الخير للوطن والتوصل إلى توافقات تخدم مسيرته، مؤكداً أنه حان وقت أخذ زمام المبادرة والعمل والتكاتف بين الجميع لصالح الوطن.
وأشار سموه إلى ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك باعتبار الحوار هو السبيل لتجاوز القضايا التي تواجه الوطن، وطاولته هي المنصة التي سيتم من خلالها إقرار التوافقات دون استثناء أي طرف.
وقال سموه إن العمل متواصل لدعم هذا المسار كما تناوله حضرة صاحب الجلالة وللنأي به عن أصوات التطرف والتشدد، فالتعويل هنا على جدية جميع الأطراف المشاركة في هذا الخط، والذي يرفده إيمان الجميع وتطلعهم نحو العلو بصوت الوطن والسمو به فوق أي أصوات ناشزة أخرى تحاول يائسة أن تعكر نبل الهوية البحرينية الجامعة التي تحتفي بتعددية المجتمع في نسيج وطني متين وتجعلها مصدر قوة وانطلاقة يصونه الاحترام المتبادل ويعزز مردوده في البذل المتفاني من أجل رفعة الوطن واستمرارية تقدمه، مضيفاً أن سمات التواصل والترابط المجتمعي من النقاط المضيئة في تاريخ مملكة البحرين وجب الحرص على زيادة تكريسها من خلال المزيد من التكاتف.
كما تطرق سموه في حديثه مع أصحاب وحضور المجالس إلى ملفات وأولويات العمل الحكومي، مشيراً إلى أن الخطط التنموية أو الاقتصادية أو التطويرية يجب أن تكون موجهة لصالح المجتمع البحريني بما في ذلك تحسين الخدمات المقدمة والارتقاء بالمستوى المعيشي للجميع.
وقال سموه ان على الجميع استذكار ما وصلت إليه مملكة البحرين في المراحل السابقة من سمعة اقتصادية ومكانة متقدمة ومرموقة، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على هذه المكانة والبناء على مكتسباتها لبلوغ طموحات أرفع وأفق أوسع.
كما نوه سموه بعطاء الكوادر البحرينية وتوليها المناصب العليا في المنظمات العالمية والقارية، ما يعكس ما وصل إليه الشباب البحريني من كفاءة وقدرة على اكتساب الثقة في هذه المحافل مما يشرف اسم المملكة.
من جانبهم، أعرب أصحاب وحضور هذه المجالس عن شكرهم وتقديرهم لزيارة سموه جرياً على عادته السنوية في هذا الشهر الفضيل التي يتطلع إليها الجميع، معربين عن تفاؤلهم بالعطاء الوطني الدؤوب الذي يوالي سموه بذله مؤكدين الأسس المتينة للمجتمع البحريني التي تصون الوطن بالتأكيد على وحدة الصف وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، داعين الله سبحانه أن يحفظ البحرين مطمئنة مستقرة.
العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ