العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ

يوم النهضة العمانية... احتفال بالتطور والتقدم والازدهار

احتفلت سلطنة عُمان بذكرى الثالث والعشرينَ من يوليو 1970 التي لها مكانة عالية في نفوس العمانيين، باعتباره يوم الإنطلاقة لنهضتها المُباركة بقيادة سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد، الذي يقود دفة النهضة العمانية بكل حكمةٍ واقتدارٍ على مدى ثلاثةٍ وأربعين عاماً تجلت فيها مظاهرُ التطور والتقدمِ والازدهار في كافة أنحائها.

السياسة الخارجية

تتسم السياسة الخارجية للسلطنة بملامح الشخصية العُمانية وخبرتها التاريخية مقرونة بحكمة القيادة وبعد نظرها في التعامل مع مختلف التطورات والمواقف، وقد دأبت هذه السياسة وعلى امتداد السنوات الماضية ولا تزال على مد جسور الصداقة وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام علاقات حسن الجوار واعتماد الحوار سبيلاً لحل كل الخلافات والمنازعات بين مختلف الأطراف، وبفضل هذه الأسس تمكنت السلطنة خلال السنوات الماضية من بناء علاقات وثيقة متنامية ومتطورة مع الدول والشعوب الأخرى ، تتسع وتتعمق على مختلف المستويات، ومن ثم أصبحت السياسة الخارجية العُمانية مجالاً وسبيلاً لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتحقيق السلام والاستقرار والطمأنينة .

وتتميز السياسة الخارجية العُمانية بالهدوء والصراحة والوضوح في التعامل مع الآخرين ما مكنها من طرح مواقفها والتعبير عنها بثقة تامة مع الحرص على بذل كل ما هو مُمكن لدعم أي تحركات خيّرة في اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة، والحد من التوتر خليجياً وعربياً ودولياً، وما يزيد من قدرة السلطنة في هذا المجال أنها تتعامل مع مختلف الأطراف في إطار القانون والشرعية الدولية وإدراكها العميق للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لهذه المنطقة على كل المستويات والتحديات المحيطة بها والتي تؤثر عليها.

دولة المؤسسات والقانون

جاء تأكيد السلطان قابوس في افتتاح الانعقاد السنوي لمجلس عمان للفترة الخامسة والذي يتكون من «مجلس الدولة المعين ومجلس الشورى المنتخب» في نوفمبر/ تشرين الأول 2012 على ثوابت مسيرة الشورى في عمان وآفاق تطلعاتها التي تسعى للرقي بالإنسان العُماني الواعي والذي يشارك في بناء وطنه بكل جدارة وحكمة واقتدار، من منطلق حرص الرؤية الحكيمة واهتمامها بقيم الشراكة وتعدد الآراء، مشدداً السلطان قابوس على أن الشورى ( تجربة ناجحة والحمد لله جاءت متسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور).

وقد حظي مجلس الشورى في فترته الخامسة بمجموعة من الصلاحيات التشريعية والرقابية عُدت مكسباً مهماً في مسيرة الشورى العُمانية.

كما جاءت المجالس البلدية لتشكل خطوة جديدة في إطار بناء مجتمع عصري ، وتضيف لبنة أخرى إلى بناء نهج الشورى القائم، وتقوم على مبدأ الشراكة والتعاون والتعاضد المؤسسي المستند على دور المواطن في بناء وطنه ومجتمعه والمساهمة في البرامج التنموية المختلفة، وأجريت انتخابات الـمجالس البلدية للفترة الأولى في ( 22 ديسمبر 2012)، لاختيار (192) عضواً في محافظات السلطنة الإحدى عشرة، وقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات (50.3 في المئة) من إجمالي المثبتين في النظام الإلكتروني بالبطاقة الشخصية حيث بلغت نسبة مشاركة الذكور (61.3 في المئة) ومشاركة النساء (38.7 في المئة)، وتصدرت المرأة في بعض الولايات قائمة المتنافسين واستطاعت أربع نساء الفوز بعضوية المجالس البلدية، ثلاث منهن تصدرن قائمة ولاياتهن في كل من ولاية العامرات وبوشر وقريات، أما في ولاية الخابورة فكان ترتيبها الثالث.

كما حظي المجلس الأعلى للقضاء بمكانة خاصة واهتمام بالغ من لدن سلطان عُمان والذي يُمثل نقلة نوعية في تاريخ القضاء العُماني الحديث الذي يتمتع باستقلالية تامة ليقوم بدوره المنوط به لنشر العدل وإحقاق الحق.

المرأة العمانية

يبقى ما تحقق للمرأة العُمانية مصدر فخر لكل العُمانيين، فقد نالت اهتمام السلطان قابوس بجعل السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوماً للمرأة العُمانية ، وأثبتت المرأة العمانية وجودها وكفاءتها في كل مجالات التنمية لتساهم بدورها في دفع حركة التنمية وخدمة وطنها وإعلاء شأنه، وتعمل جمعيات المرأة العُمانية البالغ عددها (56) جمعية على تفعيل مشاركة المرأة في العمل الاجتماعي التطوعي وتنشيط دورها لتأخذ موقعها ضمن برامج التنمية في البلاد.

وشاركت المرأة العمانية في الانتخابات البرلمانية بالسلطنة وتصدرت في بعض الولايات قائمة المتنافسين واستطاعت أربع نساء الفوز بعضوية المجالس البلدية، ثلاث منهن تصدرن قائمة ولاياتهن في كل من ولاية العامرات وبوشر وقريات ، أما في ولاية الخابورة فكان ترتيبها الثالث.

الإعلام والفنون

في ظل الاهتمام الذي توليه السلطنة بالإعلام من أجل أن يقوم بدوره المنشود وبمهامه ووظائفه المتعددة في إطار مسيرة النهضة العمانية الحديثة والتعبير عنها، وهو اهتمام تحول الإعلام العماني بفضله على مدى السنوات الماضية إلى رافد كبير ومؤثر من روافد التنمية الوطنية مستخدماً التطورات التقنية الضخمة والمتواصلة في مجال الإعلام والاتصال مواكباً ومتفاعلاً مع العالم الخارجي ليحافظ على القارئ والمشاهد والمستمع والمتابع إلكترونياً على وسائل التواصل الاجتماعي لما يقوم به ولما يتم تقديمه من مواد وبرامج وفعاليات متعددة ومتنوعة تتصل بمسيرة التنمية العمانية والجهود الدؤوبة التي تشهدها السلطنة، وذلك باعتبار أن الإعلام أصبح يمثل عملية تفاعلية تعكس الوجه الحضاري لعمان وتدعم التواصل بين كافة أفراد المجتمع وفي إطار ترسيخ مفهوم المواطنة بجدية العمل والإخلاص للوطن.

العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً